قال د. أحمد يحيى، أستاذ علم الاجتماع السياسى بجامعة السويس، إن مؤشر السعادة العالمى الذى صدر، أمس الأول، وصنف مصر فى المركز ال135 بين 158 دولة، لم يراع المعايير المعنوية لكن استند إلى معايير مادية فقط مثل دخل الفرد والحريات الاجتماعية ومعدل الفساد. وأضاف يحيى ل«الشروق» أن معايير الاستطلاع الذى أجرته وكالة جالوب وتعده شبكة حلول التنمية المستديمة إحدى مبادرات الأممالمتحدة، لا تتفق مع معايير السعادة لدى الشعب المصرى، وتساءل هل السعادة تقاس بالمفهوم المادى أم المعنوى؟، مضيفا أن التعريف الحقيقى للسعادة فى مصر هو الرضا بالمقدور والاستمتاع بالميسور، وإذا كان المصريون دائما يشتكون فذلك لأن الظروف الأخيرة والاضطرابات التى مرت بالبلاد جعلتهم يخافون من المستقبل فلا يشعرون بالسعادة بشكل كبير، لكنهم أيضا يشعرون بالرضا. وعن تقدم دول ليبيا والعراقوالصومال على مصر فى مؤشر السعادة، قال يحيى: إن تلك الدول أسعد من مصر وفقا للمعايير المادية بسبب النفط وقلة عدد السكان وزيادة دخل الفرد، لكن مصر أسعد معنويا ومن الصعب قياس السعادة المعنوية وفقا للمعايير المادية وتعجب يحيى من أن تكون الصومال أسعد من مصر رغم الحروب الأهلية وانخفاض دخل المواطن الصومالى. وأوضح يحيى أن مفهوم السعادة ينقسم إلى شقين الأول مادى والأخر معنوى فإذا كانت الدراسة ركزت على العامل المادى فمصر ستكون فى مرتبة متأخرة لكن لو السعادة بالمفهوم المعنوى فمصر ستكون من أسعد الدول، لأن المصرى لديه إيمان وحالة رضا عالية فيشعر بالسعادة لو جلس مع أسرته فقط على عكس دول كثيرة. وأكد ماهر الضبع، استاذ علم النفس بالجامعة الامريكية بالقاهرة أن الاستطلاع لا يستند إلى المعايير الحقيقية للسعادة، مضيفا، «ليس حقيقى أنه كلما زاد دخل الفرد يصبح أكثر سعادة فهناك دول أكثر دخلا ونسب الانتحار فيها أعلى». وأشار الضبع إلى «أن هناك معايير معنوية أخرى تقاس بها السعادة»، مشدد أنه «بالرغم أن المصريين يعانون من اكتئاب لكن ليس بدرجة الصوماليين والليبيين». ودعا الضبع المصريين لعدم الاستجابة لهذا التقرير وعدم القسوة على أنفسهم فهناك فى مصر عوامل عديدة تؤدى إلى السعادة أهمها العوامل الاجتماعية فالشعب المصرى لديه سمة فى شخصيته وهو التأقلم مع الظروف السيئة ويستطيع إسعاد نفسه رغم أى ظروف. فيما قال د. نبيل عبدالخالق، أستاذ اصول التربية بجامعة قناة السويس إن المصريين يعتمدون فى تربية أولادهم على تعليمهم مفهوم السعادة وربطه بالرضا بالحال. وشكك عبدالخالق فى نتائج الاستطلاع متعجبا من تفوق العراقوالصومال على مصر فى مؤشر السعادة واصفا نتائج الاستطلاع بأنها غير منطقية. وأكد عبدالخالق أن المصريين لديهم إحساس بالاضطراب خاصة بعد ثورة 25 يناير نتيجة الاضطرابات والمظاهرات والمطالب الفئوية ومستوى الطموح أعلى من الإمكانيات المادية لكن مفهوم السعادة نسبى والاستطلاع أستند إلى معايير مادية وليس معنوية فهناك فقراء أسعد من الأغنياء فلا يوجد مراعاة للجوانب المعنوية وهو ما يميز المصريين الذين يتمتعون بحالة الرضا مرتفعة.