كان الفيلسوف الفرنسى الشهير جان جاك روسو يرى أن السعادة تتكون من حساب بنكي جميل وطاهية ماهرة وهضم خال من المشكلات.. ربما تفسر تلك العبارة البسيطة أوهام البحث عن الرضا والسعادة فى عالم معقد ملىء بالمشكلات .. لكن شبكة التنمية المستدامة بالأممالمتحدة تحاول كل عام رصد مؤشرات السعادة شعب الأرض .. وفى هذا العام أصدرت تقرير السعادة العالمى ليكشف عن جملة صارخة من التناقضات والمضحكات المبكيات .. فقد وضع التقرير مصر فى المرتبة 130 على مستوى العالم .. ويعد ذلك هو المسح الثانى للأمم المتحدة لمعدلات الشعور بالرضا والسعادة بين الشعوب، وقد لفت إلى أن دول شمال أوروبا هى الأكثر شعورا بالسعادة بين دول العالم وشمل التقرير أكثر من 160 دولة، وأشارت مؤشراته إلى أن دول الربيع العربى هى الأكثر شعورا بالتعاسة وخيبة الأمل منها تونس التى جاءت فى ذيل القائمة فى المرتبة 160.. يأتى هذا فى الوقت الذى تتناقض فيه مؤشرات هذا التقرير الأخير مع مؤشرات وتقارير أخرى صدرت عن منظمات دولية تؤكد أن المصريين يأتون ضمن أسعد شعوب الأرض ... كانت بعض التقارير والإحصاءات قد ذكرت أن المصريين هم ثالث أسعد شعوب الأرض منها على سبيل المثال تلك الإحصائية التى أجرتها مجموعة دراسات السوق الدولية وأثارت جدلا واسعا فى حين جاءت المجر فى ذيل القائمة كأتعس شعوب الأرض أما المركزين الأول والثانى فى مقياس السعادة فكان من نصيب الأمريكان والأستراليين. وذلك وفقا لهذه الإحصائية. ورغم سوء الأحوال وارتفاع معدلات الضغوط الاقتصادية إلا أن مؤشرات غريبة تظهر من وقت لآخر لتؤكد تقدم المصريين فى مقياس السعادة.. منها مثلا استطلاع رأى سابق صدر عن مركز دعم المعلومات واتخاذ القرار أن 89% من المصريين سعداء، رغم كافة الظروف المحيطة بهم. وثمة إستطلاعات ودراسات عديدة تخرج بمؤشرات تسبح دائما عكس التيار الذى يعيشه المصريون خاصة بعد الثورة مع انتشار حالة القلق وتراجع معدلات الأمان المادى والمعيشى. لذلك يأتى تقرير الأممالمتحدة الأخير الصادر يوم الأحد الماضى ليقترب من الحقيقة الصادمة خاصة وأنه يستند لمؤشرات علمية.. حيث يعتمد تقرير الأممالمتحدة على ستة متغيرات رئيسية يمكن أن تدلل على درجة سعادة الشعوب .. هذه العوامل الستة هي: الناتج المحلي الإجمالي الحقيقي للفرد ، متوسط العمر الصحي المتوقع ، وجود شخص ما للاعتماد عليه والحرية والقدرة على اتخاذ خيارات الحياة ، والتحرر من الفساد ، والكرم. ويبين التقرير أيضا أكبر فائدة من الآثار الجانبية للسعادة. حيث يعيش الناس السعداء لفترة أطول ، ويصبحون أكثر إنتاجية ، وكسب المزيد من الأموال، و أيضا هم مواطنون أفضل . والثروة وفقا لهذا التقرير ليست هي العامل الوحيد في تحديد النتائج .. وإنما الحرية السياسية والشبكات الاجتماعية القوية وغياب الفساد وانتشار العدل ، تجعل الناس سعداء . وعلى المستوى الفردي هناك معايير أخرى مثل الصحة الجيدة والأمن الوظيفي و الأسرة المستقرة. ويشير التقرير أيضًا إلى أن الأمراض النفسية هي من العوامل الرئيسية المساهمة في التعاسة في جميع أنحاء العالم. وتلك الأمراض تنتشر فى الدول الأقل استقرارا من بينها دول الربيع العربى التى شهدت انقلابات وتغيرات عنيفة. ووفقا لتقارير صحفية تقود شمال أوروبا الطريق لتوفير السعادة، ولكنَّ سكان أفريقيا في جنوب الصحراء الكبرى هم الأقل شعورًا بالرضا عن حياتهم ، وذلك وفقا لتقرير عن السعادة العالمية في العام 2013. وكانت أكثر خمس دول في العالم سعادة هي الدانمارك ، والنرويج، و سويسرا ، وهولندا، و السويد ، وذلك وفقا للتقرير الذي نشرته شبكة التنمية المستدامة للأمم المتحدة . علماً أن الدانمارك كانت في الصدارة العام الماضي ايضًا. ويأتى ترتيب الدول الأكثر سعادة كأفضل 20 دولة 1 . الدنمارك 2 . النرويج 3 . سويسرا 4 . هولندا 5 . السويد 6 . كندا 7 . فنلندا 8 . النمسا 9 . أيسلندا 10 . أستراليا 11 . إسرائيل 12 . كوستاريكا 13 . نيوزيلندا 14 . دولة الإمارات العربية المتحدة 15 . بناما 16 . المكسيك 17 . الولاياتالمتحدة 18 . جمهورية أيرلندا 19 . لوكسمبورغ 20 . فنزويلا اما ترتيب السعادة في أدنى 10 دول فهو كالتالي: 1 . توغو 2 . بنين 3 . جمهورية أفريقيا الوسطى 4 . بوروندي 5 . رواندا 6 . تنزانيا 7 . غينيا 8 . جزر القمر 9 . سوريا 10 . السنغال و أما دول الربيع العربى فأن التونسيين هم الأكثر شعورا بالتعاسة بين شعوب دول المغرب العربي وفقا للتقرير، حيث حلت تونس في ذيل القائمة المغاربية والعربية في التقرير الذي شمل أكثر من 160 دولة في العالم.. وحصلت تونس في تقرير "السعادة العالمي" على 4.82 نقطة من 10 لتحل خلف الجزائر التي تصدرت القائمة المغاربية ب5.41 ويليها المغرب الأقصى ب5.43 ثم ليبيا ب4.88 .