عقد الرئيس عبد الفتاح السيسي ونظيره اليوناني بروكوبيس بافلوبولوس، قمة بقصر الاتحادية، الخميس، بحثا خلالها العلاقات الثنائية بين البلدين، في إطار التقارب المطرد بينهما وسبل تعزيزها اقتصادياً وسياسياً. يأتي ذلك قبل نحو أسبوع من استضافة العاصمة القبرصيةنيقوسيا قمة ثلاثين بين الرئيسين المصري والقبرصي ورئيس الوزراء اليوناني. وعقب المباحثات، قال الرئيس السيسي في مؤتمر صحفي إن "العلاقات المصرية اليونانية تعود لأكثر من 4 آلاف عام، وإن التبادل الحضارى بين البلدين كان له دور كبير جداً في إثراء الحضارة العالمية"، مسجلاً تقديره لزيارة الرئيس اليوناني لمصر باعتبارها الزيارة الخارجية الأولى له بعد زيارته لقبرص، وهو ما يعكس المكانة القوية التى تحتلها مصر وينعكس على العلاقات المصرية اليونانية. وأضاف، أن "العلاقات الثلاثية بين مصر واليونان وقبرص نموذج يحتذى به على المستوى الإقليمي"، مشيدا بالتقارب الذي تحقق بين القاهرة وأثينا والذي تعمل البلدان على تعزيزه خلال المرحلة المقبلة، خاصة ما يتعلق بالجوانب التجارية والاقتصادية، مشيراً إلى تحسن إجمالي التبادل التجارى بين البلدين الذي بلغ 1.6 مليار دولار، رغم الظروف الصعبة التي يمر بها البلدان. وأوضح، أن العمل جار نحو مزيد من التعاون التجارى والاقتصادي من خلال اللجنة المشتركة، حيث تم توقيع عدد من الاتفاقيات في المجالات الاقتصادية والتجارية والرياضية والمعارض الدولية، وعقد مجلس للأعمال بين البلدين. وذكر الرئيس أن من أكبر التحديات التى تواجه الشرق الأوسط التطرف والإرهاب، مما يستوجب توحيد وتضافر الجهود لمكافحة هذه الظاهرة. وأشار إلى أنه ناقش مع رئيس اليونان ملف الهجرة غير الشرعية، وذكر أن مصر يعيش فيها نحو 5 ملايين لاجئ يجدون كل العون ويتعامل معهم المصريون كأخوة لهم ويتقاسمون العيش معهم. وتابع السيسي: "القمة استعرضت الوضع فى ليبيا، حيث تم الاتفاق على ضرورة دعم الجيش الليبيي والحكومة والبرلمان المنتخب، وأن يراعي العالم قيمة الوقت والإسراع في إحلال السلم الأهلي". وفيما يخص الملف السوري، أكد الرئيس ضرورة إيجاد أفق لحل الأزمة والحفاظ على الدولة السورية، وهو ما تؤيده اليونان أيضاً. من جهته، قال الرئيس اليوناني إنه "ليس بالغريب أن تكون أول زيارة له بعد قبرص إلى مصر نظراً للتاريخ والحضارة المشتركة بين البلدين"، مؤكداً أن "القادة البارزين الكبار يظهرون من خلال الأزمات دائماً وهذا يجب أن نفعله نحن، فنؤمن ونعتقد بأن مواجهة المشكلات في الشرق الأوسط وشرق البحر المتوسط متوقفة على الدور الرائد الذى تلعبه مصر في العالمين العربى والاسلامى، ونحن فى غاية السرور لأن دورها يتعاظم ويزدهر". وأضاف أن "على الجميع التعاون لمواجهة ظاهرة الإرهاب على مستويين؛ الأول على مستوى المحافل الدولية من خلال تطبيق القانون الدولي، والثاني على مستوى الاتحاد الأوروبي واليونان عضو في الاتحاد الأوروبي ومصر دولة رائدة في البحر المتوسط، وملف الأمن السياسي والاستقرار فى المنطقة يجب أن يؤدى إلى خلق سياسة موحدة لمواجهة المشكلات". وعن العلاقات مع مصر وقبرص، أكد الرئيس اليوناني أن "التعاون الثلاثي خير دليل على العلاقات المتميزة وسيؤدي إلى ترسيم حدود بحرية بين الدول الثلاثة على أساس القانون الدولي والقانون الأوروبي"، مشيراً إلى أن "المنطقة الخالصة الاقتصادية لليونان وقبرص خاصة بالاتحاد الأوروبي كاملاً، ونحن نشكر الطريقة النموذجية التى تتعامل بها مصر مع هذا الملف عكس دول أخرى تتسبب فى مشاكل عديدة".