استقبل الرئيس الأندونيسى، جوكوى ويدودو، اليوم الخميس، المهندس إبراهيم محلب، رئيس مجلس الوزراء الذى يرأس وفد مصر بالقمة الأفروآسيوية المنعقدة حاليا بالعاصمة الأندونيسية جاكرتا، نيابة عن الرئيس عبد الفتاح السيسى. وقد تقدم الرئيس الأندونيسى بالشكر لحضور محلب المؤتمر، مشيرا إلى أن مصر لها دور مهم ومؤسس فى هذا المحفل المهم. وقال "نحن نتابع التطورات الجارية فى منطقة الشرق الأوسط، ونأمل أن تنعم المنطقة بالأمن والاستقرار والسلام قريبا." من جانبه، نقل المهندس إبراهيم محلب تحيات الرئيس عبدالفتاح السيسى للرئيس الأندونيسى، وتقدم له بالشكر على حسن الاستقبال للوفد المصرى، كما قدم التهنئة للرئيس الأندونيسى على نجاح المؤتمر. وأشار رئيس الوزراء إلى أن منطقة الشرق الأوسط تتعرض لهجمة شرسة من الإرهاب وعدم الاستقرار، الأمر الذى يضع مسؤولية كبيرة على مصر لتحقيق الاستقرار ومواجهة الإرهاب فى المنطقة والعالم، و قال لدينا مسؤولية أيضا فى دعم الحلول السلمية، لتسوية الخلاف، والحفاظ على وحدة أراضى الدول. وأكد المهندس ابراهيم محلب ضرورة مواجهة الإرهاب، وتصحيح الفكر، خاصة ما ألصق بالإسلام من مفاهيم خاطئة، والأزهر يلعب دورا رئيسيا، لشرح عقيدة الإسلام الوسطى السمح، ومواجهة الأفكار الإرهابية المتطرفة. كما شدد رئيس الوزراء على ما توليه مصر من أهمية لتدعيم العلاقات الثنائية مع أندونيسيا فى مختلف المجالات، معبرا عن تقديره واحترامه للتجربة الأندونيسية فى مجالات المشروعات الصغيرة والمتوسطة، وتطوير العشوائيات، وتطبيق برامج جريئة للإصلاح الاقتصادى. وقال المهندس إبراهيم محلب: هناك فرص واعدة أمام أندونيسيا، للاستفادة، والاستثمار فى المشروعات الكبرى، التى يتم تنفيذها بمصر حاليا، خاصة مشروع تنمية منطقة قناة السويس، الذى تتوافر فيه مراكز للخدمات اللوجيستية، والصناعات المختلفة. وأضاف أننا نريد أن نعمل خلال الفترة المقبلة على زيادة معدلات التبادل التجارى بين البلدين، وتشجيع السياحة البينية، خاصة السياحة الدينية، مشيرا إلى أنه سيتم مخاطبة شيخ الأزهر الشريف من أجل زيادة عدد منح الدراسية فى الأزهر للطلاب الأندونيسيين، خاصة أن هناك حوالى 3 آلاف طالب أندونيسى يدرسون بالأزهر حاليا. وأشار رئيس الوزراء إلى أن مصر بها شارع وميدان باسم أحمد سوكارنو الرئيس الأندونيسي الأسبق، وبالمثل نتطلع لأن يتم تسمية أحد شوارع باندونج باسم الزعيم الراحل جمال عبدالناصر، بمناسبة احتفال الغد بباندونج، بمناسبة مرور 60 عاما على إنشاء منظمة عدم الانحياز، حيث كان للرئيس عبدالناصر دور موسس بالمنظمة.. ورحب الرئيس الأندونيسى بالفكرة، مشيرا إلى أنه سيتم التواصل مع مسؤولى باندونج لتنفيذ هذه الرغبة. وتقدم الرئيس الأندونيسى بالشكر على مقترح زيادة المنح الدراسية بالأزهر للطلاب الأندونيسيين، كما أبدى اهتمامه بالمقترحات المطروحة لزيادة مجالات التعاون المختلفة بين البلدين. وشرح الرئيس الأندونيسى خلال اللقاء تجربة بلاده فى مجال المشروعات الصغيرة والمتوسطة، وما حققوه من نجاح فى هذا القطاع الذى يعمل بها حاليا 54 مليون مواطن، كما أبدى الرغبة فى تصدير بعض السلع الاستراتيجية المصنعة فى أندونيسيا، ووافق رئيس الوزراء على بحث تنفيذ ذلك. كما عرض الرئيس الأندونيسى تجربة بلاده فى الإصلاح الاقتصادى ومن ذلك ما تم من رفع للدعم بشكل كلى عن البنزين، وهو ما وفر للدولة 236 مليار دولار، تم إعادة توجيهها لأعمال البنية التحتية، والتنمية المختلفة، والخدمات التعليمية والرعاية الصحية الأساسية، مشيرا إلى أنه قد وافق على إجراءات رفع الدعم بعد توليه المسؤولية بشهر تقريبا، وذلك على الرغم من تحذيرات البعض له من أن هذه الإجراءات من الممكن أن تؤثر فى انخفاض شعبيته، ولكنه رفض ذلك تماما، قائلا "نشعر بالمرارة لأول وهلة، وبالسعادة فى النهاية، مؤكدا أهمية مصارحة الشعب، وإيضاح الحقائق للمواطنين. ورد المهندس محلب بأننا نقوم حاليا بتجربة مماثلة تستهدف توجيه الدعم لمستحقيه، ورفعه عن الشرائح التى لا تستحقه، وواجهنا ظروفا مشابهة، حال بدء هذه الإجراءات، وصارحنا المواطنين، وتقبلوا الإجراءات بوطنية وحب لبلدهم.