انتقد هادي العامري زعيم إحدى أبرز الفصائل الشيعية التي تقاتل إلى جانب القوات العراقية ضد تنظيم داعش، اليوم الأحد، اعتبار ضابط كبير في الجيش أن مشاركة التحالف الدولي بقيادة واشنطن "ضرورية" في معركة استعادة مدينة تكريت مركز محافظة صلاح الدين. وتؤشر تصريحات العامري، الذي يتزعم "منظمة بدر"، إلى تباين في الآراء بين قيادات العملية، لا سيما بين الجيش من جهة، وقوات "الحشد الشعبي" المؤلفة بمعظمها من فصائل شيعية مدعومة من طهران. وتعد العملية أكبر هجوم ضد التنظيم منذ سيطرته على مساحات واسعة في يونيو. وقال العامري، ردًا على سؤال عن مشاركة طيران التحالف في العملية، "لا نحتاج"، وذلك في تصريحات للصحفيين في معسكر أشرف شمال بغداد. وأضاف "بعض الضعفاء في الجيش.. يقولون نحتاج الأمريكان (الأميركيين)، أما نحن فنقول لا نحتاج الأمريكان". وكان قائد عمليات صلاح الدين الفريق الركن عبد الوهاب الساعدي، قال لفرانس برس في 15 مارس، إن مشاركة التحالف الذي تقوده واشنطن "ضرورية"، مشيرًا إلى أنه تقدم بطلب لذلك عبر وزارة الدفاع العراقية. إلا أن وزارة الدفاع الأميركية "البنتاجون" أشارت إلى أنها لم تتلق طلبًا بذلك من السلطات العراقية. وبدأت القوات الأمنية وفصائل شيعية وأبناء بعض العشائر السنية، بدعم إيراني بارز، عملية واسعة في الثاني من مارس لاستعادة تكريت من يد تنظيم داعش الذي يسيطر عليها منذ يونيو. وتمكنت هذه القوات من استعادة مناطق محيطة بتكريت، إلا ان تقدمها تباطأ داخل المدينة بسبب العبوات الناسفة التي زرعها الجهاديون، ما حول العملية في الوقت الراهن إلى ما يشبه الحصار للمدينة. وقال العامري، اليوم، إن "التريث (هو) فقط بالتقدم، لكن القصف المدفعي بالصواريخ والطائرات (العراقية) لا يزال مستمرًا"، مؤكدًا "نريد تحرير تكريت بأقل عدد قتلى وأقل أضرار بالبنية التحتية سواء كانت بيوت مدنيين أو مؤسسات الدولة، والمحافظة على مقاتلينا". واعتمد التنظيم تكتيك القنص والعمليات الانتحارية وتفخيخ المنازل وجوانب الطرق لإعاقة التقدم نحو تكريت، والتي حاولت القوات الأمنية استعادتها ثلاث مرات خلال الأشهر الماضية، دون التمكن من ذلك.