أعلن رئيس الوزراء التركى، أحمد داود أوغلو، أن تركيا قامت بعملية عسكرية واسعة، مساء أمس الأول، وأعادت بدون معارك، رفات سليمان شاه و38 جنديا تركيا كانوا يحرسون ضريحه، الذى يقع فى منطقة يسيطر عليها تنظيم «داعش» شمالى سوريا. وقال داود أوغلو فى مؤتمر صحفى، بينما وقف إلى جواره قائد الجيش نجدت أوزيل، ووزير الدفاع عصمت يلمظ، إن هذه العملية العسكرية «شاه الفرات» تقررت بسبب تدهور الوضع حول الجيب التركى، الذى يقع قرب مدينة حلب، والذى تبلغ مساحته بضع مئات من الأمتار المربعة، ويضم ضريح سليمان شاه، جد مؤسس الأمبراطورية العثمانية، عثمان الأول. وأكد رئيس الوزراء التركى، من مقر قيادة الجيش، أن «العملية انقسمت إلى شقين، احدهما السيطرة على منطقة «آشمة» الحدودية لتكون مكانا جديدا للضريح، والأخرى جرت فى عمق 30 كيلومترا داخل الأراضى السورية». وأوضح أن العملية بدأت بمرور 572 جنديا عبر مركز مرشد بينار الحدودى جنوب شرق البلاد، مضيفا أن «39 دبابة، و57 عربة مدرعة، و100 آلية، تدعمها طائرات بدون طيار وطائرات استطلاع، دخلت الأراضى السورية فى اطار العملية»، وفقا لما نقلته صحيفة حرييت التركية. وأفادت مصادر تركية لموقع «الجزيرة نت» الإخبارى بأن قوات كوماندوز خاصة، مدعومة بطائرات «إف 16»، أمنت عبور الجنود. من جانبه، قال الرئيس التركى رجب طيب أردوغان، إن الضريح، الذى تغير مكانه مرتين قبل ذلك، «سيستمر فى إحياء ذكريات أجدادنا، فى المكان الجديد الذى سينقل إليه». وأوضح أردوغان، فى بيان، أنه تابع العملية بنفسه، وأفاد بأن «رفات سليمان شاه ستنقل إلى منطقة (آشمة)، التى سيطر عليها جنودنا، ورفعوا عليها العلم التركى، داخل سوريا على بعد 200 متر من حدودنا». من جهتها، قالت قيادة الجيش، فى بيان على موقعها الالكترونى، إنه «لم تقع اشتباكات أثناء العملية»، التى تعد أول عملية برية من نوعها تنفذها القوات التركية داخل سوريا، لكنها أضافت أن «جنديا قتل فى حادث وقع خلال المرحلة الأولى من العملية». وأضافت رئاسة الأركان التركية أنه «تم نقل الأمانات التى تحمل قيمة عالية، والتى تركها لنا أجدادنا من ضريح سليمان شاه، الذى يعتبر أرضا تركية وفقا للمعاهدات الدولية، إلى تركيا بشكل مؤقت، تمهيدا لنقلها إلى قرية (آشمة) فى سوريا، وذلك بسبب المشكلات الأمنية والضرورات العسكرية». وكانت تركيا هددت الجهاديين بعمليات انتقامية إذا هاجموا الجنود الأتراك الذين يحرسون الموقع الرمزى والتاريخى. وأفاد موقع «الجزيرة نت»» بأن تبديل حراس الضريح، الذى يعد أرضا تركية بمقتضى اتفاقية دولية موقعة مع فرنسا عام 1920، لم يتم منذ شهرين بسبب الظروف العسكرية فى المنطقة، خاصة أن تنظيم داعش احتجز العام الماضى، رتلا من القوات التركية أثناء توجهها للضريح لتبديل حراسه، قبل الإفراج عنه لاحقا. وفيما يتعلق بالتنسيق العسكرى، أوضح داود أوغلو أن تركيا «لم تطلب إذنا ولا مساعدة فى المهمة، لكنها أخبرت حلفاء فى التحالف الدولى ضد داعش بمجرد بدء العملية». وأضاف: «تم إخطار قوات التحالف أثناء العملية، لتجنب وقوع أى ضحايا بين المدنيين، وكان من الضرورى التنسيق معه بسبب العمليات الجوية التى ينظمها باستمرار»، بحسب وكالة رويترز للأنباء. من جانب آخر، أفادت مصادر دبلوماسية بأن تركيا وجهت مذكرة دبلوماسية إلى السلطات السورية تتعلق بالعملية، حسب ما نقلته وكالة الأناضول التركية. ولم يصدر رد فعل عن السلطات السورية حتى مثول الجريدة للطبع. وجاءت العملية التركية بعد أيام من ورود تقارير إعلامية تشير إلى أن حراس الضريح محاصرون من قبل عناصر داعش، وأن أنقرة تتفاوض لتحريرهم مقابل عدد من المتشددين المعتقلين فى السجون التركية.