وصفت دمشق العملية العسكرية التركية داخل الأراضي السورية، لنقل رفات سليمان شاه جد مؤسس السلطنة العثمانية، بأنها عدوان سافر، محملة أنقرة المسئولية المترتبة على تداعيات هذا الأمر. ونقلت وكالة الانباء الرسمية السورية (سانا) عن مصدر في وزارة الخارجية قوله: "إن تركيا لم تكتف بتقديم كل أشكال الدعم لأدواتها من عصابات داعش والنصرة وغيرهما من التنظيمات الإرهابية المرتبطة بتنظيم القاعدة، بل قامت فجر اليوم بعدوان سافر على الأراضي السورية". وأضافت أن وزارة الخارجية التركية قامت "بإبلاغ القنصلية السورية في إسطنبول عشية هذا العدوان بنيتها نقل ضريح سليمان شاه إلى مكان آخر، إلا أنها لم تنتظر موافقة الجانب السوري على ذلك كما جرت العادة" بموجب اتفاقية بين البلدين. وتابع المصدر "إن ما يثير الريبة حول حقيقة النوايا التركية، أن هذا الضريح يقع في منطقة بها تنظيم داعش الإرهابي في محافظة الرقة (شمال) والذي قام بتدمير المساجد والكنائس والأضرحة لكنه لم يتعرض لهذا الضريح". واعتبر أن هذا الأمر "يؤكد عمق الروابط القائمة بين الحكومة التركية وهذا التنظيم الإرهابي". واعتبرت الخارجية السورية أن انتهاك تركيا للاتفاقية "يحمل السلطات التركية المسؤولية المترتبة عن تداعيات هذا العدوان". وكان أحمد داود أوغلو رئيس الوزراء التركي، قد أعلن اليوم الأحد، أن بلاده نفذت عملية عسكرية واسعة ليلا لإعادة رفات سليمان شاه وإجلاء أربعين جنديا يتولون حراسة ضريحه في منطقة يسيطر عليها تنظيم داعش في سوريا. وقال داود أوغلو إن الرفات نقل "مؤقتا إلى تركيا" على إن يعاد لاحقا إلى سوريا، حيث سيقام الضريح في في بلدة آشمة التي تبعد بضعة كيلومترات فقط عن الحدود، وقد تم ضمان أمن المكان. وتتولى تركيا بموجب اتفاق قديم بين الحكومتين السورية والتركية حراسة ضريح سليمان شاه. وأعلن المكتب الإعلامي للائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية اليوم أن "الحكومة التركية أبلغت الائتلاف الوطني السوري بشكل رسمي دخول قواتها الأراضي السورية وقيامها بنقل ضريح" سليمان شاه، مشيرا إلى أن التبليغ تم "قبل بدء العملية".