تحيي العاصمة الأوكرانيا كييف الذكرى السنوية الأولى للاشتباكات التي وقعت بين محتجين وقوات الشرطة وأدت إلى الإطاحة بحكم الرئيس السابق فيكتور يانوكوفيتش. ولقي أكثر من 100 شخص حتفهم في أحداث العنف التي وقعت في ميدان الاستقلال بوسط كييف العام الماضي. وأطلق على الثورة المناهضة ليانوكوفيتش "ثورة الميدان الأوروبي"، حيث طالبت جموع غفيرة بإبرام اتفاقية الشراكة مع الاتحاد الأوروبي. وسيلقي الرئيس الأوكراني الحالي المؤيد للاتحاد الأوروبي بيترو بوروشينكو خطابا بهذه المناسبة. وشهدت القوات الحكومية هزائم متلاحقة في الصراع الدائر مع الانفصاليين الموالين لروسيا شرقي أوكرانيا. وتمكن الانفصاليون قبل يومين من إجبار الجيش على التقهقر بعيدا عن بلدة ديبالتسيف المهمة. قوميو القوزاق شاركوا في ذكرى إحياء ضحايا ميدان الاستقلال وسيقام في وقت لاحق احتفال في الميدان يشمل إلقاء قصائد شعر وغناء جماعي للنشيد الوطني من جانب إحدى الفرق الموسيقية، بالإضافة إلى أداء موسيقى القداس الجنائزي (ريكويم) لموزارت من جانب فريق أوركسترا السيمفونية الوطنية في أوكرانيا. وفر يانوكوفيتش، وهو حليف سياسي لموسكو، للإقامة في المنفى في أواخر فبراير/شباط العام الماضي، لكنه ظهر مرة أخرى بعد ذلك بفترة قصيرة في مدينة روستوف-اون-دون جنوبي روسيا. وأكد أنه أطيح به من السلطة في "انقلاب غير شرعي"، وانتقد بشدة من أسماهم "الفاشيين" الذين استحوذوا على السلطة في كييف. وعلى مدى أسابيع في الشتاء القارص لعام 2013-2014، تحول الميدان إلى مخيم احتجاج ضخم للمتظاهرين المناوئين ليانوكوفيتش والموالين للاتحاد الأوروبي، والذين تمكنوا من إبعاد قوات الشرطة من خلال وضع المتاريس وحرق إطارات السيارات. ولقي معظم الضحايا حتفهم في اشتباكات الميدان بعد أن أطلق قناصة النار عليهم كما صورت قوات من الشرطة وهي تطلق النار على المحتجين. وفي 12 فبراير/شباط تم توقيع اتفاق لوقف اطلاق النار في منسك عاصمة جمهورية روسيا البيضاء في اجتماع حضره الرئيس الروسي بوتين والرئيس الأوكراني بوروشينكو، والمستشارة الألمانية انجيلا مركل والرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند ورئيس ورسيا البيضاء الكسندر لوكوشنكو بالاضافة إلى قادة من الانفصاليين المواليين لروسيا شرقي أوكرانيا. إلا أن الاتفاق بدا هشا في ظل استمرار القصف في بعض المناطق. وتسبب القصف العنيف من جانب الانفصاليين في إجبار نحو 2500 من قوات الحكومة على التقهقر من ديبالتسيف يوم الأربعاء الماضي، بينما استسلم العشرات من عناصر هذه القوات. وأصبحت قرية "تشيرنوخينو" القريبة من ديبالتسيف الآن في قبضة الانفصاليين أيضا، حسبما أعلن الجمعة غينادي موسكال عمدة إقليم لوهانسك المعين من قبل كييف. وتقول الحكومة الاوكرانية والقادة الغربيون وحلف شمال الأطلسي (ناتو) إن هناك أدلة واضحة على تورط روسيا في مساعدة الإنفصاليين شرقي أوكرانيا بالأسلحة الثقيلة والجنود. لكن موسكو تنفي ذلك، وتشدد على أن أي روس في صفوف الانفصاليين هم "متطوعون".