تواردت ردود أفعال دولية كثيرة خلال الأسبوع الماضي، بعد أن نفذت السلطات السعودية، الجمعة الماضية، حكم الجلد الصادر بحق الناشط السعودي رائف بدوي، المحكوم عليه بألف جلدة، والسجن 10 سنوات بتهمة «الإساءة للإسلام» عبر موقع "الشبكة الليبرالية السعودية الحرة على الانترنت". وحكم الجلد الذي أثار اهتمام العديد من الدول والمنظمات الحقوقية الدولية، وتم نفيذ أول 50 جلدة من ضمن الألف، أمام مسجد الجفالي بجدة عقب صلاة الجمعة الأسبوع الماضي، ومن المقرر استكمال جلده للمرة الثانية اليوم ب50 جلدة حسبما قررت المحكمة السعودية. منظمة العفو الدولية قال سعيد بومدوحة، نائب مدير برنامج منظمة العفو الدولية للشرق الأوسط وشمال أفريقيا، في بيان صادر عنها، يوم الأربعاء الماضي، إن "أضواء العالم كله مسلطة الآن على المملكة العربية السعودية. فإذا تجاهلت هذه السلطات الانتقادات الواسعة واستمرت دون خجل في جلد رائف بدوي، فإن المملكة العربية السعودية ستظهر بذلك ازدراءً للقانون الدولي وتجاهلاً للرأي العام العالمي". وأضاف بومدوحة، قائلا:، أن "الجلد وغيره من أشكال العقاب البدني القضائية انتهاك لحظر التعذيب وغيره من ضروب سوء المعاملة. ومن خلال الاستمرار في توقيع هذه العقوبة اللاإنسانية تنتهك السلطات السعودية بشكل صارخ المبادئ الأساسية لحقوق الإنسان". واحتجت منظمة العفو الدولية، أمام السفارة السعودية، في برلين، ضد جلد المدون رائف بدوي، وطالبت بوقف تنفيذ عقوبة الجلد في حقه. وقدمت المنظمة الحقوقية للسفارة ما يقرب من خمسين ألف خطاب تضامني مع المدون السعودي، وفقا لموقع دويش فيله الألماني. الأممالمتحدة ناشد المفوض السامي لحقوق الإنسان في الأممالمتحدة زيد بن رعد الحسين السلطات السعودية، في بيان له، أمس الخميس، لوقف عقاب رائف بدوي والذي سبق وأن تلقى علنا 50 جلدة يوم الجمعة الماضي. وقال المفوض السامي، إن "الجلد برأيي، ولو في حده الأدنى، هو شكل من أشكال العقوبة القاسية واللاإنسانية حسبما يعرفه ويحظره القانون الدولي لحقوق الإنسان ولا سيما اتفاقية مناهضة التعذيب، التي صادقت عليها المملكة العربية السعودية"، وأضاف "أنني أناشد العاهل السعودي للتدخل و وقف الجلد العلني عبر العفو عن السيد بدوي والى اعادة النظر على وجه السرعة بهذه العقوبة الاستثنائية والبالغة القسوة". الاتحاد الأوروبي يندد بجلد رائف ندد الاتحاد الأوروبي منذ الجمعة الماضية، بعد تنفيذ حكم الجلد، بالعقوبة الموقعة على رائف، ووصفه بأنه "غير المقبول"، داعيا الرياض إلى وضع حد لهذه الممارسات، وذلك وفقا لوكالة الأنباء الفرنسية. وقال متحدث باسم الجهاز الدبلوماسي في الاتحاد الأوروبي، إن "العقاب الجسدي غير مقبول ويتعارض مع الكرامة الانسانية". وأضاف المتحدث، في بيان، أن "الاتحاد الاوروبي يكرر معارضته القوية لمثل هذه المعاملة" و"يدعو السلطات السعودية الى تعليق جلد بدوي ووضع حد لممارسة الجلد". كندا تبدي قلقها وأعرب وزير الخارجية الكندي جون بايرد، أول أمس الأربعاء، عن قلقه من جلد مدون سعودي ووجه "نداء للعفو عنه". وقال الوزير، في بيان، إن "كندا قلقة جدا من جلد المدون رائف بدوي"، مضيفا أن "هذه العقوبة هي انتهاك للكرامة الإنسانية وحرية التعبير ونحن نوجه نداء للعفو في هذه القضية"، وذلك بحسب وكالة الأنباء الفرنسية. أمريكا تطالب بإلغاء الحكم كانت قد طلبت الولاياتالمتحدة من السلطات السعودية إلغاء الحكم الصادر بحق رائف، وذلك منذ الخميس 8 يناير أي ما قبل تنفيذ حكم أول 50 جلد بحق رائف. وقالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الأمريكية، جين ساكي، إن "على السعوديين إعادة نظر قضية رائف بدوي الذي اعتقل في يونيو 2012 ووجهت له اتهامات تراوحت بين جرائم الانترنت وعقوق والده والردة". مواقع التواصل الاجتماعي بالإضافة إلى المجتمع الدولي، العديد من مستخدمي مواقع التواصل الاجتماعي، أثاروا جدلا حول حكم الجلد الصادر بحق رائف، ودشنوا هاشتاج على موقع "تويتر" يحمل اسم رائف بدوي، علقوا فيه نمن خلاله على موقفهم من حكم الجلد الصادر بحق الناشط السعودي، وأغلب المستخدمين أدانوا الحكم. وعلى موقع "فيس بوك" تم اطلاق صفحات للتعريف بقضية رائف بدوي. لمزيد من التفاصيل عن قضية رائف بدوي