في حين تولت تشاد قيادة عمليات مكافحة بوكو حرام، حثت فرنسا الخميس، البلدان المستهدفة مباشرة على تنظيم ردها على هجمات الجماعة الإسلامية النيجيرية. وصرح وزير الدفاع الفرنسي جان ايف لودريان، لإذاعة «ار تي ال»، "من المهم أن تتمكن بلدان المنطقة تنظيم بعضها للرد على ذلك الهجوم المأساوي الذي يهدد استقرار تلك المنطقة برمتها". وذكر الوزير أن الجيش الفرنسي يساعد الدول المهددة، اي الكاميرونوتشادوالنيجر، على تنسيق عملياتها في إطار لجنة الاتصال التي بات مقرها في نجامينا. ويوجد في العاصمة التشادية، أيضا مقر قيادة أركان عملية برخان لمكافحة المقاتلين الاسلاميين في الساحل والتي تجمع من حول فرنسا خمسة بلدان من المنطقة هي تشادوالنيجر ومالي وبوركينا فاسو وموريتانيا. وقد قررت البلدان الاعضاء في لجنة حوض بحيرة تشاد التي تضم الكاميرونوالنيجرونيجيرياوتشاد، نهاية 2014 التعاون عسكريا، لكن تشكيل القوة المكونة من 700 عسكري من تلك البلدان الاربعة وكذلك بنين، يواجه صعوبات بسبب خلافات بين لاغوس وجيرانها. وعقب اجتماع ازمة اقليمي انعقد الثلاثاء في النيجر، قرر المشاركون بنهاية المطاف نقل قيادة هذه القوة من نيجيريا إلى تشاد في محاولة تسريع انتشارها العملاني في منطقة بحيرة تشاد. وقال لودريان، إن فرنسا لا تشارك في العمليات العسكرية ضد بوكو حرام "لسنا بين المتدخلين بل من الداعمين والمساعدين على التنسيق والعمل الذي سيكون ضروريا كي تستعيد نيجيريا الامن وكذلك الدول المجاورة". ودعا الاتحاد الافريقي منذ الأربعاء إلى "الانتهاء" بسرعة من تشكيل قوة مضادة لبوكو حرام بعد ارسال قوة تشادية كبيرة الاسبوع الماضي الى الكاميرون التي أصبحت ثاني أهداف المقاتلين الاسلاميين النيجيريين الذين يشنون هجمات متكررة في شمال نيجيريا وانطلاقا منها. وقالت رئيسة مفوضية الاتحاد الافريقي نكوسازانا دلاميني-زوما، إن "بوكو حرام لا تشكل خطرا على نيجيريا والمنطقة فحسب، بل أيضا على القارة برمتها، والوضع يقتضي من طرف افريقيا مزيدا من الجهود الجماعية". ودعت مجلس الأمن الدولي إلى المصادقة على قرار يمنح تفويضا للقوات المتعددة الجنسيات المشتركة وإنشاء "صندوق خاص" لتمويلها، وهي قضية تطرح دائما مشكلة للقوات الافريقية. وتحتل مكافحة بوكو حرام، موقعا هاما على جدول أعمال القمة الرابعة والعشرين لقادة الدول الاعضاء في الاتحاد الافريقي المقررة في العاصمة الاثيوبية في 30 و31 يناير. أوقع تمرد بوكو حرام أكثر من 13 الف قتيل في نيجيريا وأدى الى تهجير 1.5 مليون شخص منذ بداية 2009، وضاعفت الجماعة منذ أشهر غاراتها الدامية على الكاميرون المجاورة.