قال آدم تايلور المتخصص في الشأن الخارجي، إن حكومة الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي أعلنت أمس الخميس استقالتها، وبعد الاستقالة يبدو أن السيطرة على البلاد أصبحت في يد «الحوثيين»، وهي مجموعة تعارض النفوذ الأمريكي ويقال إنها تحصل على الدعم من إيران. وأجاب تايلور في مقال على مدونة worldviews، في صحيفة «واشنطن بوست» الأمريكية، على 4 أسئلة عن الحوثيين وماذا يعني نجاحهم؟ من هم الحوثيون؟ ومن أين جاءت هذه الجماعة؟ الحوثيون جماعة متمردة شيعية، أصولها من محافظة صعدة شمال غرب اليمن. يقول «تشارلز شميتز» أستاذ في جامعة توسون، إن أصولهم من جماعة «شباب المؤمنين» التي بدأت في أوائل تسعينات القرن الماضي. وعملت «شباب المؤمنين» على زيادة الوعي حول الفرع الزيدي من الإسلام الشيعي، الذي هيمن على اليمن لقرون، ولكن تراجع بعد اندلاع حرب أهلية في ستينات القرن الماضي بعد الغزو الأمريكي للعراق في 2003، بدأ حسين الحوثي، أحد قادة «شباب المؤمنين»، تنظيم الاحتجاجات المناهضة للولايات المتحدة وأصبح من منتقدي الرئيس اليمني السابق عليّ عبدالله صالح. وبعد اشتباكات مع الحكومة، قتلت القوات اليمنية الحوثي، وعقب مقتله، تم إعادة تسمية الجماعة باسمه، واستمر التمرد، وأصبح عبدالملك الحوثي البالغ من العمر 33 سنة، هو القائد الحالي. كيف أصبح الحوثيون أقوياء؟ يقول شميتز، إن الصراع المسلح الطويل مع الحكومة أدى إلى تحول الحوثيين من «طلاب نشطاء إلى متمردين محنكين»، وأوجدت لهم أساليب الحكومة القاسية في الشمال مجموعة واسعة من الحلفاء. وعلى الرغم من توصلهم إلى إتفاق بوقف إطلاق النار مع الحكومة في 2010، إلا أن الاحتجاجات الكبرى التي اندلعت في العام التالي ضد صالح منحتهم فرصة جديدة. واستفادت الجماعة مما يحدث، وعززوا سيطرتهم في شمال غرب البلاد، وأصبحوا جزءًا في مؤتمر الحوار الوطني، بعد تنحي صالح عن السلطة. أصبح هادي رئيسًا في 2012 بعد إتفاق سلام بوساطة من الأممالمتحدة، إلا أنه عانى من مجموعة متنوعة من المشاكل المختلفة، بما في ذلك ظهور حركة انفصالية في الجنوب، والتهديد المتزايد لتنظيم القاعدة في شبه الجزيرة العربية، مع استمرار ولاء العديد من ضباط الجيش لصالح. مجددًا، استمر تقدم الحوثيين، وفي سبتمبر بدأت الجماعة هجومًا دراميًا جديدًا، وحصلت في النهاية على كمية كبيرة من الأرض من القوات الحكومية، ووصلت إلى العاصمة اليمنية صنعاء. واندلع قتال شديد في صنعاء هذا الأسبوع، وبينما بدا في البداية أنه انقلاب، إلا أن قادة الحوثيين عرضوا على هادي اتفاقًا لتقاسم السلطة كان سيسمح له بالبقاء في السلطة، ولكن، رفض القادة اليمنيون الصفقة وقدموا استقالة جماعية، واعتذر هادي في خطابه قائلًا «وصلنا إلى طريق مسدود». هل هذا صراع طائفي؟ الإجابة «نعم ولا»، فالحوثيون من الشيعة، والعديد من القوى الذين يحاربون ضدهم من السُنة. يأتي جزء من جاذبيتهم من فكرة أنهم يمثلون الأقلية الشيعية في اليمن، الذين يشكلون 35% من مسلمي البلاد. ولكن، في الواقع فالأمر أكثر تعقيدًا. فمن ناحية، الزيدية الشيعة يختلفون بالكامل عن بقية الإسلام الشيعي، يعترفون فقط بأول 5 من الأئمة البالغ عددهم 12 إمامًا. يُعتبر الزيديون أقرب لاهوتيًا للمسلمين السنة من الشيعة الآخرين (يجدر الإشارة إلى أن صالح الذي حكم اليمن 12 سنة، وهاجمه الحوثيون، كان زيديًا، وهناك شكوك أنه عمل مع الحوثيين بعد فقدانه للسلطة). يقول المحللون، إن الانجذاب الشعبي للتمرد الحوثي لا يمكن وضعه بالكامل أسفل العوامل الطائفية، وفي تقرير مؤسسة راند لعام 2010، أشار المؤلفون إلى أنه «صراع تقاطع فيه الاستياء المادي المحلي ومطالبات الهوية الزيدية مع أساليب الدولة للحكم والشرعية الذاتية». وأشار التحليل إلى أن الحوثيين كانوا مدعومين ب «أعداد كبيرة من اليمنيين ينظرون إليهم باعتبارهم معارضة حقيقية للنخبة، وغير ملوثين بالفساد». ما هو الدور الذي تلعبه إيران؟ اتهمت السعودية ودول سنية أخرى، الحوثيين بأنهم عملاء لإيران التي تعد القوة العظمى الشيعية في المنطقة، وهو الأمر الذي ينفيه الحوثيون. اقترحت بعض المصادر الخارجية أيضا وجود علاقة، وفي العام الماضي تحدثت وكالة رويترز الإخبارية مع مسئولين من السعودية واليمن وإيران قالوا جميعًا، إن طهران قدمت الأموال والأسلحة والتدريب للحوثيين. من الصعب معرفة إلى أي مدى تساعد إيران الحوثيين، إذا كان هذا صحيح. ويشتبه العديد منذ فترة طويلة في أن الحكومة اليمنية والسعوديين يبالغون في هذه الصلة في محاولة للحصول على المزيد من المساعدات الأمريكية. جدير بالذكر أنه مع بداية سقوط الحكومة اليمنية، أوقفت السعودية – التي دعمت الجماعات السنية ضد الحوثيين – مساعدتها المقدمة للبلاد.