ينتظر الطفل ان تقولى له «لا» حتى يبدأ فى الصراخ وإعلان الغضب.. قد يرمى نفسه على الأرض أو يلقى بألعابه فى كل مكان.. بعض الأطفال يبدأ فى توجيه اللكمات.. وتبقى الأم حائرة أمام كيفية السيطرة على نوبات غضب الطفل.. قد تبادله الصراخ أو الضرب وقد تقف عاجزة خجلة من تصرفاته خاصة إذا انتابته النوبات خارج المنزل. أسباب الغضب: الغضب جزء من النمو الطبيعى للطفل.. يظهر عادة ما بين سن السنتين إلى الثلاث سنوات.. ويستطيع الطفل التحكم فى انفعالاته وبالتالى تحديد أولويات رغباته فى مراحل الطفولة الأولى.. يرى الطفل الأم تهرع لتلبية رغبته فى تناول الطعام حين يصرخ جائعا فيتعلم ان صراخه وسيلة فعالة لتلبية احتياجاته.. ثم ينمو فيعلم ان عليه التمسك بقليل من الصبر لتحقيق رغباته بصورة أفضل.. ويستمر سلوك الغضب قويا لدى بعض الأطفال حتى سن السادسة ثم تقل نوبات انفعالاته تدريجيا وفقا لمواجهة الآباء للأمر.. ولكن ننصح الآباء إذا استمرت نوبات الغضب لساعات طويلة فى اليوم أو لعدة أيام فلابد من معاودة الطبيب فبعض النوبات قد تعكس المشاكل النفسية التى يعانى منها الصغير والمتعلقة عادة بمشاكل عائلية أو مشاكل فى التحصيل الدراسى.. اطفالنا بحاجة للمساعدة حتى يمكنهم التعبير عن رغباتهم ومشاعرهم بدون صراخ. كيفية التعامل مع الغضب: قد تختلف طريقة تعبير كل طفل عن غضبه وبالتالى تختلف وسيلتك فى التعامل مع طريقته فى التعبير.. كما ان الطفل لا يستخدم طريقة واحدة فى كل مرة بل يحاول ان يضغط على الأبوين بكل الوسائل الممكنة.. ولكن عليكى ادراك الكيفية التى تمتصين بها غضبه فى كل مرة. يلقى بألعابه على الأرض: لا تقابلى غضبه بغضب أكبر فصراخك فى وجهه سيزيد الأمر حدة.. اعزليه ببساطة فى حجرته ولكن ليس لساعات طويلة.. ثم عودى لتجلسى معه فى هدوء.. يجب ان يتعلم ان للبيت قواعد يجب مراعاتها وبأنك لن تتجاوزى عنها أبدا مهما فعل.. نبهيه إلى ضرورة اعتنائه بلعبه حتى لا تحرميه منها للأبد.. ولابد ان يدرك ان تكرار الأمر سيكون له عواقب وخيمة لن يطيقها.. وبأنك سامحتيه لأنها أول مرة ولأنك تفهمت عدم قدرته فى التحكم فى انفعالاته لأنها المرة الأولى ولكنها ستكون الأخيرة لأنك لن تسمحى بذلك مرة أخرى. يوجه لك اللكمات: هذا السلوك العدوانى يتطلب مزيدا من الحزم والحسم.. يجب ان يدرك الطفل انه من غير المسموح له أبدا بفعل ذلك الأمر سواء معك أو مع غيرك.. وليفهم الطفل انه إذا أراد ان يعبر عن سخطه فيمكنه ضرب الوسادة مثلا.. كما ينبغى توجيهك له لممارسة الرياضة لتفريغ طاقته الكبيرة التى لا يجد غيرك ليفرغ فيه طاقته غير المستغلة. لفت النظر: يتعرض كثير من الآباء لهذا الموقف خاصة خارج المنزل.. فبعض الأطفال يبدأ فى تغيير سلوكه الهادئ أمام الغرباء لشعوره بالخجل مثلا أو لرغبته فى لفت النظر بسبب انشغالك عنه.. عليك اتباع نفس اسلوب العقاب المعتاد ولا تبالى بنظرة الآخرين للطفل أو لطريقتك فى التعامل مع الموقف.. فى المتجر اصطحبيه للخارج وابلغيه بأنه سيعاقب عند العودة للمنزل.. قبل الذهاب للتسوق أو لزيارة الأصدقاء عليك وضع القواعد التى ينبغى له الالتزام بها مع تنبيهه إلى ان خروجه عن النظام سيؤدى لعدم اصطحابك له فى المرات القادمة وسيبقى وحيدا فى المنزل حتى تعودى. فى المدرسة: يجب الحفاظ على الصلة بين مدرسى الفصل والآباء لمتابعة سلوكه.. ومتابعة الإجراءات التى تقوم بها المدرسة لمعاقبة الطفل على سلوكه.. هل يحرم من حضور الحصة ويخرج من الفصل.. أم يعاقب بالحرمان من الفسحة مثلا أو يحبس فى يوم إجازته فى المدرسة.. وكيفية تعامل الطفل عند العقاب فكل تلك المؤشرات ستفيدك كثيرا فى معرفة كيفية التعامل معه فى البيت. عند عودته من المدرسة لا داعى لمعاودة عقابه حتى لا يشعر بالظلم.. ولكن يجب ان يعلم بأن مدرسيه كأبويه ينتظرون منه الكثير حتى يبدو كالكبار.. وان من حق المدرس معاقبته فى أى وقت إذا لزم الأمر.. حتى لو أخطأ المدرس فلا يجب على الطفل ان يشعر بأنك تقفين فى صفه ضد مدرسيه ولكن يمكنك مناقشة الأمر مع المدرس فى غير وجوده حتى يتعلم دائما احترام الكبار والالتزام بالقواعد. كيف تتجنبين ضربه: ضعى الطفل أمام خطئه: قبل ضرب الطفل يجب انذاره مرة على الأقل: إذا لم يتوقف عن الصراخ اطلبى منه الابتعاد عن وجهك والجلوس فى مكانه أو يقف فى ركن بعيد وحده.. أما إذا كان أكبر سنا فيجب تركه قليلا فى حجرته حتى يهدأ دون غلق الباب.. أهم ما فى الأمر فكرة الابتعاد عن الأسرة كعقاب رادع حتى يهدأ. الحزم فى مواجهة الموقف: على الطفل ان يتعلم الحدود التى لا يجب تخطيها مهما كان الامر وعلى الآباء ان يكونوا اشد حزما فى تطبيق تلك الحدود مهما كانت درجة غضب الطفل وصراخه.. إذا زادت نوبات الغضب وأصر على تخطى الممنوعات المفروضة عليه بطريقة غير لائقة ما على الآباء سوى عزله فى حجرته حتى يهدأ.. مع العودة كل خمس دقائق لسؤاله «لماذا تفعل ذلك» ويمكن احتضانه حتى يشعر بمحبتك له رغم غضبه لمساعدته على تخطى الأمر فبعض الاطفال يتمادون فى الأمر عندما يشعر بأن خطأه أصبح كبيرا لا يمكن الصفح عنه. منحه الثقة اللازمة: عندما يصاب الطفل بنوبات الغضب ويبدأ صراخك فى وجهه أو ضربه يفقد ثقته فى نفسه وفى حبك له.. اتركيه يهدأ واحتضنيه وتحدثى معه بحب.. الأمر يتطلب منك الكثير من الصبر ولكن ستجنين الثمار فى النهاية. لا تقارنى بين سلوكه وسلوك أخوته فلكل طفل طاقته الخاصة التى تجعله يواجه التحديات بصورة مختلفة تماما. تجنبى الأمر: تلجأ الأم إلى الضرب عندما يفيض بها ويطفح الكيل.. لذلك عليها معالجة الأمر أولا بأول حتى لا تتفاقم المشكلة وتصل لحد الإيذاء البدنى.. ضعى قواعدك بحزم وعاقبى الطفل أولا بأول على ان يكون العقاب مناسبا للخطأ.. التساهل أحيانا يؤدى للعنف بعدها.. ابدئى مع طفلك عندما يبلغ الثمانية عشر شهرا ففى هذه السن يدرك الطفل معنى كلمة «لا». العقد شريعة المتعاقدين: ينسى الاباء احيانا بأن الأطفال كائنات حية تفهم وتدرك معنى الكلمات.. اشرحى الامر بهدوء قبل ان تبدأى فى الصراخ.. وليلتزم كل طرف بالعقد المبرم.. «ستشاهد التلفاز بعد انتهائك من كتابة واجب العربى» «ستلعب بعد الاستحمام» «ستحصل على الحلوى بعد تناول الطعام» عندما تلتزم الأم بوعدها عليه ان يلتزم هو أيضا بوعده.. اذا طلب منك الطفل وعدا فلا داعى للعند على امور بسيطة فاذا طلب مثلا مشاهدة التلفاز أولا ثم المذاكرة عليك الموافقة ولكن ضعى شرطك..«سأوافق على شرط الا تزيد مدة المشاهدة عن نصف ساعة ثم تبدأ فى الاستذكار». تحكمى فى انفعالاتك: فكرى أولا كيف يمكنك معاقبته بدون ضربه.. اعملى عقلك فالطفل يستخدم وسائل الضغط المتاحة أمامه لتحقيق رغباته.. ابتعدى عنه حتى تهدئى ثم فكرى فى الوسيلة المناسبة التى توافق شخصيته.. كل أم تمتلك مفاتيح ابنائها اذا تخلصت من الانفعال ولا تنسى ان هدوءك سينعكس على سلوكه فى المستقبل. المناقشة أفضل من الضرب: الطفل ديكتاتور صغير ويرى ان ضربك له ناتج عن قدرتك ككائن قوى أمام كائن ضعيف فيشعر بالظلم.. وبالتالى يزداد عنفه.. الضرب يؤثر على توازن الطفل النفسى خاصة إذا كانت وسيلتك الوحيدة أمام كل انفعالاته البسيط منها والقوى.. لا تنسى ان الضرب هو وسيلة الضعفاء وان كنت لا تملكين القدرة على اقناعه فسوف يلجأ للكذب أو ستزداد نوبات غضبه وطاقته العدوانية مع الوقت.