كثيرا ما يعلن أطفالنا عن غضبهم بثورات عنيفة نعجز امامها عن التصرف.. بعض الأطفال تتعالى صرخاته لفترة قد تصل لعدة ساعات.. والبعض الآخر يقوم بتحطيم كل ما تقع عليه يديه من لعب وأشياء.. كما يقوم البعض الآخر بضرب رأسه فى الحائط أو يرفس بقدميه على الأرض.. كلها مظاهر تشل حركتنا وتجعلنا نقف أمامها مشدوهين. إن طفلك من الشهر الثامن عشر إلى الشهر العشرين يحتاج لتأكيد وجوده ويطالب بحقوقه كشخص كبير وان كان لا يدرك ان المحيطين به لا يتعاملون معه سوى كطفل سئ السلوك. يفتقد طفلك الصبر، فهو يريد كل شىء وفورا، أما كلمة غدا وليس الآن فلا تزيده إلا عنادا وتغيب دائما عن قاموسه. شعور الطفل بأنك تحرميه من رغباته الملحة التى لا تنتهى تزيد من حدة غضبه، فهو ينتظر منك دائما ان تكون أحلامه أوامر عليك تنفيذها بلا نقاش ان كنت تحبينه بالقدر المطلوب، أما أى رفض من جانبك فيعده انتقاصا من حبك له. الطفل لا يجيد التحكم فى نفسه عند الغضب، لذلك يسعى بكل طاقته للحصول على ما يريد مهما كلفه الأمر. دور الأسرة: الصبر أولا.. فعليك أن تتحلى بمزيد من الصبر والهدوء والقدرة على التفاهم والاستيعاب، ففى أثناء الغضب يعانى الطفل من التعب الجسمانى بسبب حدة غضبه ولكنه فى نفس الوقت يمتحن نفسه على المستوى العصبى. عندما تتحكمين فى انفعالاتك أمامه تعطيه الدرس الأول فى كظم الغيظ والتحكم فى الانفعالات، لا تتوقعى منه ما هو أكبر من قدراته، فهو فى سبيله لتكوين شخصيته ويضع لبناتها الأولى فى هذه السن مما يدعوك لمساعدته فى اكتساب الثقة بالنفس دون اعتباره شخصا سيئ الطبع ولا يطاق، وبالتالى تهدمين شخصيته قبل ان تتكون. ان الطفل يسعى أولا لينال رضا والديه وان يلاقى استحسانهما حتى لو كانا يعتبرانه شخصا لا يطاق. كيف تتعاملين معه؟ ●تجنبى نوبات الغضب وان يعلو صراخك صراخه. ● لا تحاولى مناقشته أثناء النوبة، فالطفل فى هذه الحالة لا يجيد إلا لغة الصراخ والبكاء، اتركيه حتى يهدأ ثم راجعيه فى تصرفاته. ● غيرى المكان حتى يهدأ إذا كنت فى المنزل فدعيه يدخل إلى حجرته ثم يعود بعد انتهاء نوبة الغضب. ● لا تحققى له طلباته لتتخلصى من بكائه حتى لا يتمادى فى الضغط عليك أو يتخذ ذلك الأمر سلاحا ضدك لتلبية رغباته. ● لا تعطيه الحق فى غضبه ولا توافقيه عليه. فكثير من الأمهات تقول مثلا «لا تبكى سوف أعطيها لك» أو «توقف عن البكاء وسوف أشترى لك ما تريد» فلو كان البكاء هو الثمن فلن يتوانى عن دفعه مجددا. إذا أعلن عن غضبه بالرفس أو الضرب مثلا فاعتبريها لعبة واضحكى أو اضربيه بنفس الطريقة بهدوء وكأنك تمرحين معه أو كونى حازمة معه بكلمات بسيطة بأن ما يقوم به ليس من حقه. كيف تغيرين مسار غضبه؟ ● وجهى اهتمامه لشىء آخر يجذبه حتى لا يركز فى ثورته. ● دعيه يفهم منك انك تقدرين رغباته وانك ستحققيها فى وقت لاحق كأن تقولى له اللعبة فعلا جميلة ستكون هديتى لك فى عيد ميلادك. ● الموافقة المحدودة على طلبه تزيد لديه الأمل فى التفاوض للحصول على ما يريد، مثلا كأن توافقيه على أن يلعب ولكن لنصف ساعة فقط أو أن يشاهد التليفزيون لربع ساعة فقط فكلها مناقشات تفتح مجالا للتفاوض. ● إذا أعلن عن غضبه خارج المنزل بما يجعلكما محط أنظار الناس واستهجانهم لبى له رغبته، ولكن عند العودة للبيت احرميه منها وعاقبيه فى حجرته، وأعلنى معاقبتك له بعدم اصطحابك له لنفس المكان مرتين على الأقل، حتى يدرك ان تنازلك لم يكن إلا للحفاظ على مظهركما أمام الناس. ● من حق الطفل ان يغضب ويعلن عن ذلك، ولكن ليدرك ان طريقته فى الإعلان عن الغضب هى التى لا تروق لك، لذا اعطه الفرصة لأن يثور وحده فى حجرته ولا تنكرى عليه حقه فى ذلك. كيف تنهين ثورة غضبه؟ ● عندما تخرج الشحنة الأولى من الغضب ضميه لصدرك بقوة واتركيه يبكى مع هزة بين أحضانك حتى يهدأ. ● يجب ان يتأكد ان غضبه وثورته لم تقلل من حبك له. ● إذا ما أتلف لعبة أثناء الغضب أو قام بضرب أخيه مثلا فليتعلم تصحيح أخطائه، دعيه يصلح لعبته ويعتذر لأخيه، واظهرى له استحسانك من ذلك.