حذر وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف من أن أي عمل عسكري من قبل السلطات الأوكرانية في شرق أوكرانيا، سيؤثر على المحادثات المقبلة. جاءت تعليقاته بعدما استولى مسلحون مؤيدون لروسيا يحملون أسلحة آلية، على مقر آخر للشرطة في مدينة كراماتورسك شرقي أوكرانيا، فيما أعلن البيت الأبيض أن نائب الرئيس الأمريكي جو بايدن سيسافر إلى كييف يوم 22 أبريل/ نيسان الجاري للاجتماع مع مسؤولين وممثلين لمنظمات المجتمع المدني. وسبق الاقتحام الجديد لمقر الشرطة اشتباك بالأسلحة النارية بين المسلحين وعناصر من الشرطة كانوا يحاولون حماية المبنى. وأفادت المعلومات بانه تم الاستيلاء على عدد من المباني الأمنية في المدينة. وقبل ذلك، سيطر المسلحون على مبان حكومية في مدينة سلافيانسك التي تبعد نحو 150 كيلومترا عن الحدود الروسية وأقاموا متاريس على مشارف المدينة. كما تم الاستيلاء على مبان حكومية في دروزهكوفكا. وبذلك، فرض المسلحون سيطرة فعلية على مدينة في شرق أوكرانيا، فيما أعدت كييف القوات للتعامل مع ما تسميه "عملا عدوانيا من جانب روسيا" مما يدفع الصراع بين الجارتين إلى مرحلة جديدة خطيرة. وتعرضت أبنية حكومية في عدة بلدات أخرى في دونيتسك ولوهانسك لهجمات وصفتها واشنطن بانها تعيد إلى الأذهان الأحداث التي سبقت ضم روسيا لشبه جزيرة القرم. وفي اتصال هاتفي، حض وزير الخارجية الأمريكي جون كيري نظيره الروسي على عدم التصعيد، وإلا فمواجهة العواقب. واعتبر كيري أن هجمات السبت تشبه سيطرة روسيا على القرم مطلع العام. قلق أمريكي وقالت لورا لوكاس ماجنوسون المتحدثة باسم مجلس الأمن القومي التابع للبيت الأبيض: "نشعر بقلق بالغ من الحملة المنسقة التي تجري في شرق أوكرانيا اليوم من قبل انفصاليين موالين لروسيا والمدعومين فيما يبدو من روسيا التي تحرض على العنف والتخريب وتسعى لتقويض وزعزعة الدولة الأوكرانية." وأضافت في بيان: "رأينا ما يسمى بانشطة احتجاجية مماثلة في القرم قبل أن تضمها روسيا." وأضافت: "ندعو الرئيس (فلاديمير) بوتين وحكومته إلى وقف كل المساعي التي تزعزع استقرار أوكرانيا ونحذر من اي تدخل عسكري جديد." وقال البيت الأبيض في بيان: "سيؤكد نائب الرئيس على دعم الولاياتالمتحدة القوي لأوكرانيا موحدة وديمقراطية تتخذ خياراتها بشأن الطريق الذي ستمضي فيه مستقبلا." ويقول حلف شمال الأطلسي إن القوات المسلحة الروسية تحتشد عند الحدود الشرقية الأوكرانية بينما تقول موسكو إنها مناورات عادية. وسيؤدي أي تصعيد للموقف إلى زيادة خطر نشوب "حرب غاز" قد تعطل إمدادات الطاقة في انحاء القارة الأوروبية. ووصف وزير الداخلية الأوكراني أرسين أفاكوف الهجمات في الشرق بانها "عرض لعدوان خارجي من روسيا" وأضاف، "تنفذ وحدات من وزارتي الداخلية والدفاع خطة رد عملية." وقال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف إن أوكرانيا "تظهر عدم قدرتها على تحمل المسؤولية عن مصير البلاد" وحذر من أن أي استخدام للقوة ضد الناطقين بالروسية "سيضعف إمكانية التعاون" بما في ذلك المحادثات المقررة يوم الخميس بين روسياوأوكرانياوالولاياتالمتحدة والاتحاد الأوروبي. وفي سلافيانسك، احتل ما لا يقل عن 20 مسلحا بالمسدسات والبنادق مركز الشرطة ومقرا لأجهزة الأمن قبل انتشارهم في انحاء المدينة. وقال مسؤولون إن المسلحين استولوا على مئات المسدسات من مخازن الأسلحة في البنايتين. وقالت رئيسة بلدية المدينة إنها تدعم المحتجين فيما تجمع أكثر من ألف شخص أمام مركز الشرطة وهتفوا قائلين "موسكو القرم روسيا". وهللوا عندما تم انزال العلم الأوكراني ووضع علم ما يسمى بجمهورية دونيتسك المعلنة من جانب واحد بدلا منه. ولم يظهر أي وجود لمسؤولي إنفاذ القانون الأوكرانيين في المدينة. وحذرت الحكومة الأوكرانية من إجراء صارم إذا لم يلق المسلحون أسلحتهم لكن لم يتضح ما إذا كانت أجهزة فرض القانون المحلية لا تزال تستجيب لأوامر كييف بعد استقالة قائد الشرطة المحلية. وخرج قائد الشرطة كوستيانتين بوجيداييف ليقول للمحتجين المحتشدين أمام مكتبه في العاصمة الاقلميية دونيتسك انه قرر ترك منصبه "نزولا على مطالبكم." وغادر بعض ضباطه المبنى. ووصف المعلق الأوكراني سيرغي ليشينكو موجة نشاط الجماعات المؤيدة لروسيا بانها محاولة من الكرملين للحصول على وضع تفاوضي قوي قبل محادثات دولية عن أوكرانيا في جنيف يوم الخميس القادم. ومن المتوقع أن تطالب روسيا في المحادثات بإصلاح الدستور الأوكراني لمنح شرق أوكرانيا قدرا كبيرا من الحكم الذاتي وهو مطلب يلقى رفضا من كييف ومؤيديها الغربيين. وقد يفجر احتلال المباني أزمة لإنه في حالة تعرض المحتجين للقتل أو الأذى على أيدي القوات الأوكرانية فقد يدفع هذا الكرملين للتدخل لحماية السكان المحليين الناطقين بالروسية في تكرار لما حدث في شبه جزيرة القرم التي ضمتها موسكو. ودعا أولكسندر تيرتشينوف القائم بأعمال رئيس أوكرانيا إلى اجتماع طاريء لمجلس الأمن القومي مساء اليوم السبت لبحث الوضع المضطرب في شرق البلاد. وقال أندريه ديشيتسيا القائم بأعمال وزير الخارجية الأوكراني انه تحدث عبر الهاتف مع وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف وطالب موسكو بالكف عما سماه "أفعال استفزازية" من عملائها في شرق أوكرانيا. وقال لافروف في بيان أصدرته وزارة الخارجية الروسية إنه لا يوجد ضباط روس في المنطقة وإنه "لن يكون مقبولا" أن تأمر السلطات الأوكرانية باقتحام المباني. وبينما لا تزال الأزمة داخل أوكرانيا نفسها دون حل فإن أزمة الغاز تهدد بالتأثير على ملايين الأشخاص عبر أوروبا. وقال وزير الطاقة الأوكراني يوري برودان خلال مقابلة مع صحيفة بورتسايتونغ الألمانية "يمكنني القول إننا نقترب من حل للموقف لكنه سيكون حلا في اتجاه سيء لأوكرانيا." ونسب إليه قوله: "نسير على الأرجح باتجاه أن توقف روسيا امداداتها للغاز."