الأقصر هى عاصمة للتراث الانسانى، تحتضن بجانب معابدها ومقابرها الفرعونية عددا من القصور التاريخية التى تربطها بالدولة الحديثة، ومن أهمها قصر «توفيق باشا اندراوس» ويقع على ضفاف النيل، ملاصقا لمعبد الأقصر، اشتهر بأنه شهد عددا من الأحداث المهمة، حيث استقبل القصر سعد زغلول باشا أثناء رحلته للصعيد قبيل ثورة 19، واستقبله خلالها توفيق باشا اندراوس، برغم رفض الحكومة الانجليزية. وشهد القصر جريمة قتل حفيدتى توفيق اندراوس، وهما أشهر عازبتين، ولا تزال قضية قتلهما غامضة لعدم القبض على الجانى، ومن وقتها القصر مهمل ولا يدخله أحد، برغم أن موقعه يعطيه أهمية خاصة، لأنه يقع فى ساحة معبد الأقصر الذى يزوره آلاف السياح يوميا، كما هدد عدد من المسئولين قبل ثورة يناير بهدمه، حيث أشار إليه زاهى حواس أثناء جولته بمعبد الأقصر مع المحافظ سمير فرج، وتشاورا على هدمه أمام الصحفيين، خاصة بعد هدم القصر المجاور له الخاص بشقيقه يس باشا اندراوس. ويقول أنور أبوالمجد، الخبير الأثرى، إن القصر مهم جدا للمصريين والسياح، وكثير من الزوار يسألون عنه لشهرته التاريخية، مطالبا بالحفاظ عليه خاصة بعد وفاة عايدة ولودى، حفيدتى توفيق باشا، وضرورة الاتفاق مع الورثة على الاحتفاظ به وتسجيله ضمن المقتنيات التاريخية. ويضيف: «هناك فندق ونتر بالاس التاريخى، وهو قصر الملك فاروق ويقع بجوار قصر توفيق باشا من الناحية الجنوبية، حيث يفصل بينهما مسافة المعبد فقط، وهو من القصور التاريخية وشيده الانجليزى جى كروز ويتميز بمساحته الشاسعة التى تحوى اكثر من 4 أفدنة، ونزله كثير من المشاهير مثل آجاثا كريستى وهنرى كسينجر وجين فوندا وشاه ايران والزعيم تيتو وجيمس بيكر واللورد كارنفون والامير ألبرتو، ولى عهد إيطاليا، وفى السنوات الماضية شهد الفندق زيارة الرئيس الفرنسى ساركوزى وكاثرين أشتون والنجمين العالميين انجيلينا جولى وبراد بيت، وهناك قرار جمهورى صدر منذ عدة سنوات، باعتبار الفندق أثرا ولا يجوز المساس به، كذلك فندق الأقصر «اوتيل» وبه مجموعة من التماثيل والتحف النادرة، وقد ظل مهملا لأكثر من 10 سنوات، ووقع فريسة للمنازعات القانونية والقضائية، ولا أحد يعرف مصير تلك النزاعات التى تدمر جمال القصر وتوارى تماثيله النادرة. وكالة الجداوى فى إسنا يقول الباحث عبدالمنعم عبدالعظيم، إن تاريخ بنائها يعود لعام 1712، وشيدها حسن بك الجداوى، وكانت تستخدم كمقر ومنزل للتجار حيث تتم عمليات البيع والشراء للسلع والحاصلات فى الطابق الأول، وتحدث عنها علماء الحملة الفرنسية فى موسوعة «وصف مصر» وتحيط بالوكالة التى تتكون من فناء كبير ورواق يصل بك إلى جميع المحال التجارية، وأعلاه رواق آخر مشابه يؤدى إلى مساكن التجار والمسافرين، ولكن للأسف الوكالة مغلقة وهناك محاولات للتعدى عليها حيث تجرى بجوارها أعمال حفر. وتضم إسنا 3 استراحات للملك فاروق، منها اثنتان فى المطاعنة، واحدة منهما ملك لوزارة الآثار، ولم تشهد أى تطوير حيث تعانى من الاهمال، والاخرى وصل النزاع عليها بين وزارة الآثار والاصلاح الزراعى إلى ساحات القضاء، وفى أرمنت يوجد قصر عبود باشا أو ما يعرف حاليا بقصر الزناتى، وهو ملكية خاصة لأحد رجال الأعمال، ويعد من أجمل القصور الموجودة بالأقصر ولم يلق نفس مصير غيره كقصر السلطانة، ملك أرملة السلطان حسين كامل، حيث تم هدمه فى الستينيات، ورغم أنه يعرف باسم السلطانة ملك، إلا أن المالك الحقيقى للقصر هو سنجور باشا الهولندى، والقصر الثانى الذى كان يعد تحفة معمارية هو قصر باسيلى باشا، المشيد على الطراز الايطالى، وهناك حكاية شهيرة عن القصر بأنه كان مبنيا على قاعدة تتحرك مع اتجاه قرص الشمس، وبنى فى عهد اسماعيل باشا وتم تأميمه بعد الثورة.