شريف هو الإعلامى المتميز شريف عامر، أما صوفينار فهى الراقصة الأرمينية التى عاشت فى موسكو ويعرفها كثيرون باسم صافيناز. مساء الأحد الماضى استضاف شريف فى برنامجه «يحدث فى مصر» على فضائية «ام بى سى مصر» الراقصة بعد ان تم القبض عليها مساء الخميس بتهمة مخالفة العقد مع صاحب الملهى بالمهندسين والرقص فى ملهى آخر بمصر الجديدة. البعض انشغل بمدى قانونية القبض عليها بسبب مخالفة إدارية فى عقد مدنى، وبعض الصحف خصصت مساحات للقصة على صفحاتها الأولى. صوفينار زادت شهرتها بعدما تناولها باسم يوسف فى برنامجه قائلا: «هتطفشوا الصاروخ يا كفرة». وبعد ان استضافها شريف عامر انقسم المهتمون بشأن سؤال جدلى قديم متجدد هو: هل يجوز لبرنامج جاد أن يستضيف راقصة فى ظل ظروفنا الراهنة؟!. الذين يتحدثون بالمنطق الكلاسيكى عاتبون على شريف لاستضافته الراقصة خصوصا انهم ينظرون اليه باعتباره أفضل نجم توك شو سواء بنسب المشاهدة منذ عمله فى «الحياة» أو بمهنيته التى تجعل متابعيه لا يعرفون وجهة نظره فيما يطرحه من قضايا. والفريق الثانى يرى أن ما فعله شىء طبيعى، لأن برنامجه ليس قاصرا على القضايا السياسية. شخصيا أنحاز للفريق الثانى، والفيصل هو وجود قصص صحفية جيدة بغض النظر إذا كانت تتعلق بالدين أو بالسياسة أو حتى بالرقص. انتهى زمن الوعظ واحتكار حق اختيار الموضوعات التى يشاهدونها. هذا المجتمع الأبوى كان يليق بعصر الأنظمة الشمولية. الآن حتى هذه الأنظمة لا تستطيع ان تفعل ذلك حتى لو أرادت لأنها لم تعد قادرة على التحكم فيما يراه المشاهدون. قد ترغم محطة أو عشر محطات على تبنى جدول أعمال وبرامج محددة، لكن ستظل هناك محطات أخرى ستحلق خارج السرب فى اليوتيوب والفيس بوك وتويتر. البعض تساءل بغضب: كيف ينصرف الناس ولا يركزون على حديث رئيس الجمهورية الذى كانت تجريه فى نفس الليلة الزميلة لميس الحديدى على فضائية سى بى سى؟!. أولا: لا أحد يعرف نسب المشاهدة الحقيقية فى هذه الليلة واعرف كثيرين تابعوا حوار لميس مع المستشار عدلى منصور، وثانيا: هناك حرية اختيار أمام الناس وهى وحدها التى تقرر من وماذا ومتى تشاهد.. وهناك آلاف القنوات بعضها يعرض مواد دينية فقط وبعضها يعرض مواد اباحية سافرة وبينهما قنوات منوعة ومتخصصة تعرض كل شىء. وثالثا: ربما يكون الناس طهقوا من البرامج السياسية وصار كثيرون يبحثون عن أشياء مختلفة خصوصا أن هناك مؤشرات تقول ان بعض المشاهدين انصرفوا عن هذه البرامج،وبالتالى يمكن القول ان مثل هذه الحوارات الخفيفة محاولة ل«تليين» الموضوعات «المكلكعة» ثم انه لا يوجد شعب يعيش متجهما طول الوقت حتى لو كان تحت الاحتلال، كما لا يوجد شعب يعيش كل حياته داخل الكباريه!!. وخامسا: فإن شريف عامر حاور الراقصة بكل مهنية ولم يكن فجا مثل كثيرين فى هذه المواقف، وربما يكون بعض زملائه شعر بالغيرة منه، وكذلك ملايين المشاهدين الذين حسدوه على انه حاور «الصاروخ» على حد قول باسم يوسف. وأخيرا: لماذا لا نسأل أنفسنا ما الذى دفع الكثير من المصريين إلى الاهتمام بصوفينار.. هل الأمر فقط يتعلق بأنها جميلة ومثيرة.. أم أن الناس «قرفت وزهقت» وتبحث عن شىء مغاير لمناخ الكآبة الذى نعيشه.؟!.