مازال المشير عبد الفتاح السيسي وزير الدفاع يحمل حتى هذه اللحظة صفة "المرشح المحتمل" للرئاسة. ورغم مرور شهور على بداية الحديث عن الموضوع، فإن «مزاد التوقعات والتأكيدات» حول موعد اعلانه الترشح رسميًا لم يهدأ منذ شهور، وبالطبع كان أبطاله عدد لا بأس به من الخبراء والسياسيين والإعلاميين والمحللين. رحلة الحديث عن ترشح «الفريق أول» عبد الفتاح السيسي بدأت في وقت مبكر جدًا عقب ثورة 30 يونيو مباشرة، وتحديدًا يوم الجمعة 19 يوليو 2013 حين صرح المتحدث العسكري بأنه «لا صحة لما تردد عن احتمالية ترشح السيسي للرئاسة»، نافيًا ما أشارت إليه بعض وسائل الإعلام، من احتمالية أن يرشح الفريق أول عبد الفتاح السيسي القائد العام للقوات المسلحة، نفسه للرئاسة، ومؤكدًا أن هذا الطرح «عارٍ تمامًا من الصحة، ولا يستند إلى أية حقيقة ثابتة، ولم يحدث أن سبق الإشارة إلى هذا من شخص السيسي». جاء النفي على خلفية نشر صحيفة «ديلي نيوز»، في عددها الصادر اليوم ذاته، نقلا عن المتحدث العسكري، أن الفريق أول عبدالفتاح السيسي من حقه الترشح رئيسًا للجمهورية في حال تقاعده. وتمر شهور وتنشر الصحف في 8 أكتوبر 2013 تصريحًا للسيسي حول ترشحه للرئاسة قال فيه: «الوقت غير مناسب لطرح السؤال.. والله غالب على أمره». وبعد ثلاثة أيام، 11 أكتوبر، ينشر ياسر رزق، رئيس تحرير المصري اليوم، حينها، النص الكامل لحواره مع السيسي الذي نشر على مدار ثلاثة أيام سابقة، وفيه يرد على سؤال الترشح بقوله «الله غالب على أمره». كما تنشر جريدة التحرير خبرًا بعنوان «السيسي: ترشحي للرئاسة سيكون بطلب من الشعب وتفويض من الجيش». وفي 21 نوفمبر نقلت المصري اليوم عن «السياسة» الكويتية تصريحًا ل«الفريق أول» يقول فيه: «دعونا نرى ماذا تحمل لنا الأيام». معلومات مؤكدة بنسبة 100%! بعد شهر يفتح «مزاد التوقعات والتأكيدات» أبوابه، ونقرأ من يتحدث عن «معلومات مؤكدة» حول موعد إعلان الترشح. ففي يوم 25 ديسمبر ينقل الإعلام عن عفت السادات رئيس حزب السادات الديمقراطي، أن الفريق أول عبدالفتاح السيسي وزير الدفاع والإنتاج الحربى، «حسم أمر ترشحه لرئاسة الجمهورية». وقال إنه «سيعلن ترشحه للرئاسة خلال أيام»، مضيفا: «أعلن على مسئوليتي الشخصية أن الفريق أول عبدالفتاح السيسي حسم مسألة ترشحه للرئاسة وسيعلنها خلال أيام على الشعب المصري»، مشيرًا إلى أن هذه المعلومات «مؤكدةً بنسبة 100% وسيتم الإعلان خلال أيام وبحد أقصى عقب الاستفتاء على مشروع الدستور». وفي 4 يناير نطالع خبرا عاجلا على شريط الأخبار في قناة إم بي سي مصر يفيد ب«إعفاء السيسي من منصبه خلال أيام»، ونقلت قنوات ومواقع اخبارية قرارًا للمجلس الأعلى للقوات المسلحة باختيار صدقي صبحي وزيرًا للدفاع خلفا للسيسي، وقال المحللون إن ذلك يعني قرب ترشح السيسي. وفي ذات اليوم ينقل الإعلام عن مصطفي بكري تأكيده، بأن السيسي «لم يحسم أمر ترشحه للرئاسة الآن»، وعن الخبير الاستراتيجي سامح سيف اليزل: «السيسي ينتظر نتيجة الاستفتاء حتى يعلن ترشحه للرئاسة»، وعن عبد الله السناوي قوله: «السيسي قد لا ينتظر لنهاية الاستفتاء ليعلن ترشحه». وفي 11 يناير نقرأ العنوان التالي: «سياسيون: السيسي حسم أمر ترشحه للرئاسة وسيعلنه بعد الاستفتاء». الاستقالة خلال أيام تمضي عشرة أيام، ليتداول الإعلام في 21 يناير نقلا عن «الحياة» اللندنية خبرا مفاده أن «الفريق أول عبدالفتاح السيسي، وزير الدفاع، سيستقيل خلال أيام، تمهيدًا لإعلانه الترشح للانتخابات الرئاسية المتوقع إجراؤها في مارس المقبل»، وذلك «بمباركة الجيش والدول العربية وواشنطن، خاصة وزارة الدفاع الأمريكية»، بحسب الصحيفة. ويؤكد مصطفى بكري في 25 يناير أن «السيسي» سيعلن ترشحه للانتخابات الرئاسية هذا الأسبوع». في 27 يناير تنشر وسائل الاعلام جميعها بيانا للمجلس الأعلى للقوات المسلحة عقب اجتماعه، حيث قرر أن «للفريق أول عبدالفتاح السيسي أن يتصرف وفق ضميره الوطني ويتحمل مسئولية الواجب الذى نودى إليه». ويومها قال د.طلعت موسى المستشار بأكاديمية ناصر العسكرية، إن «الخطوة القادمة بعد بيان القوات المسلحة اليوم، هي استقالة المشير عبد الفتاح السيسي من منصبه وزيرا للدفاع، ليتمكن من البدء في الإجراءات القانونية للترشح لانتخابات رئاسة الجمهورية». أول فبراير حسب مصادر قريبة في حين أكد المستشار رفاعي نصر الله، مؤسس حملة "كمل جميلك" لدعم ترشيح المشير عبدالفتاح السيسي لرئاسة الجمهورية، أن «قرار رئيس الجمهورية بترقية وزير الدفاع عبدالفتاح السيسي إلى رتبة مشير، لن يؤثر على قراره بالترشح للرئاسة». وأضاف أن المشير عبد الفتاح السيسي سيعلن قراره بالترشح للرئاسة قبل السبت المقبل اي 1 فبراير ، «وفقًا لما لدينا من معلومات صدرت من مصادر قريبة الصلة من وزير الدفاع». بعد يومين وفي 29 يناير تصرح حملة «كمل جميلك» بأن «السيسي سيعلن ترشحه للرئاسة خلال 48 ساعة». وفي 1 فبراير يقول أحمد البرعي وزير القوى العاملة إن إعلان ترشح السيسي سيكون «خلال أيام» بعد تقديم استقالته، وسيفتح باب الترشح يوم 9 فبراير. عاجل .. الترشح غدا 5 فبراير .. السيسي لجريدة السياسة الكويتية «حسم الأمر وسألبي طلب الشعب بالترشح». 6 فبراير .. أحمد الجار الله رئيس تحرير «السياسة» الكويتية: ترشح السيسي اجتهاد من الصحيفة لكن الأمر محسوم. 11 فبراير: عاجل .. مصطفى بكري يقول إن السيسي «سيعلن ترشحه رسميا غدا في بيان الى الشعب المصري». وفي اليوم نفسه يقول عمرو موسى عقب لقائه مع السيسي: «قرار السيسي بإعلان ترشحه للرئاسة أول مارس». وهنا أغلق «المزاد» أبوابه مؤقتا انتظارا لما سيأتي به أول الشهر من أخبار «مؤكدة» أخرى.