للمرة الأولى تواجه مصر أزمة فى الكهرباء خلال موسم الشتاء، بعد أن كانت تضربها الأزمة طوال مواسم الصيف ابتداء من 2004، فبدأت مناطق كثيرة تتعرض لانقطاعات فى التيار أكثر من مرة يوميا، تتجاوز مدة المرة الواحدة أحيانا الساعة. وعلى الرغم من عدم اعتراف مسئولى قطاعى الكهرباء والبترول بوجود للأزمة فى التصريحات الرسمية، فإنهم يعترفون بها فى تصريحات يشترطون عدم ذكر أسمائهم خلالها. وبحسب ما ذكرته تصريحات مصادر بوزارة الكهرباء والطاقة، والتقرير السنوى للشركة القابضة لكهرباء مصر، فإن قدرات محطات توليد الكهرباء التى تمتلكها مصر حاليا تصل إلى 24 ألف ميجاوات، بما فيها قدرات محطة توليد كهرباء السد العالى التى تصل فى الحد الأقصى إلى 2200 ميجاوات. وبعد إضافة محطات شمال الجيزة، والعين السخنة، و6 أكتوبر، بحلول الصيف المقبل، تصل قدرات مصر إلى 28 ألف ميجاوات، لكن المحطات جميعا تواجه أزمة إمدادات الوقود اللازم لتشغيلها خصوصا الغاز الطبيعى، حيث يكفى ما توفره وزارة البترول للمحطات لتوليد 21 ألف ميجاوات فقط. وقالت المصادر إن أقصى حمل متوقع خلال موسم الشتاء يصل لنحو 23200 ميجاوات، وبذلك يكون العجز المتوقع خلال موسم الشتاء الحالى، نحو 2200 ميجاوات، أى ما يعادل أقصى قدرة توليد لمحطة السد العالى، وتمثل حجم الانقطاعات أو تخفيف الأحمال فى حالة زيادة الاستهلاك على 21 ألف ميجاوات. أما خلال الصيف المقبل فتصل توقعات الحمل الأقصى إلى 30 ألف ميجاوات محققة بذلك عجزا كليا فى الطاقة الكهربائية المتاحة نحو 10 آلاف ميجاوات. من جانبه، قال جابر الدسوقى، رئيس الشركة القابضة لكهرباء مصر، إن الانقطاعات التى تعرضت لها البلاد الأيام الماضية تعود لمحدودية الموارد، مشيرا إلى أن استهلاك محطات توليد الكهرباء وصل لكمية تتراوح بين 95 إلى 100 مليون متر مكعب وقود معادل من الغاز والمازوت والسولار، مضيفا أن هناك محدودية فى الموارد المتاحة سواء من محطات توليد الكهرباء ومحطات انتاج الوقود بسبب قيام قطاعى الكهرباء والبترول بإجراء عمليات الصيانة الشاملة حاليا استعدادا لموسم الصيف المقبل. وأكد رئيس الشركة القابضة لكهرباء مصر أنه تم التنسيق مع قطاع البترول لزيادة كميات الوقود التى يتم ضخها لمحطات توليد الكهرباء خلال الأيام المقبلة وزيادة تلك الكميات استعدادا للشهور القادمة وموسم الصيف المقبل. من جانبه، قال مصدر مسئول بوزارة البترول والثروة المعدنية، طلب عدم ذكر اسمه، إن الوزارة تقوم بتعويض محطات الكهرباء عن نقص الغاز، من خلال إمدادها بكميات إضافية من المازوت لكن شركات الكهرباء لا ترغب فى التوسع فى استخدامه خوفا من الأضرار السلبية بالمحطات التى ينتج عنها تعطل العمل بها فى أوقات الذروة خصوصا مع ارتفاع درجات الحرارة صيفا. وتأتى أزمة الكهرباء الحالية على خلفية ما تواجهه وزارة البترول خلال الفترة الحالية من نقص فى إنتاج الغاز، لتأخر عمليات تنمية حقول الغاز، وبحسب إحصائيات رسمية لوزارة البترول فإن إنتاج مصر من الغاز الطبيعى يصل إلى 5.3 مليار قدم مكعبة من الغاز يوميا، يستخدم منها 400 مليون قدم مكعبة يوميا داخل الحقول لتشغيل معدات الاستخراج نفسها، و180 مليون قدم مكعبة تصدرها الشركات الأجنبية كحصة لها، ويتبقى4.7 مليار قدم مكعبة يتم توجيهها إلى السوق المحلية، وتستحوذ محطات توليد الكهرباء على 70 % من إجمالى كميات الغاز الموجهة إلى السوق المحلية. ويحذر مصدر البترول من تفاقم الأزمة فى الصيف، حيث أعدت الشركة القابضة للغازات «إيجاس» دراسات عن حجم استهلاك السوق المحلية أكدت زيادة استهلاك محطات الكهرباء ابتداء من مايو المقبل بما يتراوح بين 500 إلى 750 مليون قدم مكعبة إضافية من الغاز