أمس الأول السبت كان القراء على موعد مع جلسة «قراءة وحوار ومناقشة» لرواية «المرحوم» للكاتب حسن كمال، لكن الزحام الشديد الذى شهده مقر دار الشروق بمعرض القاهرة للكتاب، من قبل قراء جاءوا ليحتفوا مع كمال بروايته الجديدة وأعماله الثلاثة السابقة، جعل التوقيع يمتد لأكثر من ساعتين، لم يتوقف خلالها الطبيب الشاب عن وضع بصمته على أولى صفحات أعماله إلا لالتقاط الصور مع قرائه، الذين بدوا أنهم يعرفون بعضهم البعض بشكل شخصى ليس فقط عبر القراءة، بل عبر صفحة الكاتب على «فيس بوك» أيضا، حيث يتبادلون الحوار حول الكتابة والشأن العام. هذه الكثافة الشديدة التى لم تعتدها حفلات التوقيع المصرية كثيرا، والتى لو التقطتها كاميرا ما من أى من زواياها، ستقول كثيرا، وستهدم مقولات أكثر حول حجم القراءة فى مصر، وقراءة الشباب من ناحية أخرى، وقراءة المجموعات القصصية أو فن القصة من ناحية ثالثة. إذ ستكشف الصورة اصطفاف عشرات القراء وأضعافهم، حول كاتب لتوقيع مجمل أعماله، وستكون المفاجأة كون هؤلاء القراء ليسوا الأعضاء التقليديين لرابطة القراءة، أو القراء الاعتياديين، بل هو جمهور جديد غالبيته من الشباب، يحتاج ربما لدراسات تكشف خصائصه واهتماماته، هو نفسه ربما، جمهور ثورات الحرية وحديث الميادين. أما المفاجأة الحقيقية فهى عدم اهتمام هذا الجمهور بالتصنيفات الأدبية التقليدية، التى صدرت مقولة تراجع فن القصة القصيرة، مقابل الرواية، لأن هذا الجمهور الذى التف حول صاحب رواية «المرحوم»، كان نفسه الجمهور الذى عرف كمال عبر مجموعاته القصصية: «كشرى مصر»، «لدغات عقارب الساعة»، و«كان فرعون طيبا»، أو ربما عرفه فى تاريخ أبكر من ذلك، عندما فازت قصصه القصيرة المتفرقة بجائزة ساقية الصاوى ثلاث مرات، قبل أن تفرض مجموعته القصصية الأولى «كشرى مصر» نفسها، وتفوز بجائزة ساويرس الأدبية عام 2010، وحققت مع تالياتها من كتبه القصصية اهتماما نقديا واسعا، عبرت عنه كتابات مبدعين ونقاد من أمثال الروائى الكبير: علاء الأسوانى، والكاتب بلال فضل، والناقد عماد عبداللطيف وغيرهم.