فاز الفيلم السوري "العودة إلى حمص" بجائزة لجنة التحكيم الكبرى للأفلام الوثائقية الدولية، بالمسابقة الرسمية لمهرجان "صندانس" السينمائي في مدينة يوتاه الأمريكية، حسب ما جاء في بيان نشره فريق العمل، الاثنين، نُشر على صفحة الفيلم على "فيسبوك". ويتناول الفيلم، الذي أخرجه السوري طلال ديركي، فكرة البداية السلمية للاحتجاجات في سوريا، وكيف حوّلتها الظروف والأحداث إلى العمل المسلح. ويتناول الحياة اليومية لشخصياته بمدينة حمص، وفي مقدمتهم "مغني الثورة" عبد الباسط الساروت، حين كان المحتجون سلميون يصرون على الغناء والرقص في وجه الدبابات، حتى اللحظات التي أدركوا فيها عدم جدوى السلمية، فاضطرت غالبيتهم إلى حمل السلاح، وصولاً إلى لحظة حصار حمص. الفيلم أنتجه عروة النيربية وصوّره قحطان حسون وأسامة الحمصي وطلال ديركي. يعيش الفيلم مع شخصياته في كل تفاصيل حياتهم وتحولاتها، ليقدم صورة تجربة الثورة السورية، وحمص بشكل خاص "بدون تجميل" وليذكر المشاهدين بأن "تجربة السوريين في مواجهة نظام بشار الأسد ليست مختلفة عن تجربة أي شعب يطلب الحرية فيواجه بالقتل والكراهية"، حسب البيان. وفي رسالة فيديو وجّهها المخرج في حفل توزيع الجوائز، الذي لم يتمكن من حضوره، أهدى «ديركي» جائزته "إلى المحاصرين في مدينة حمص، المحرومين من الطعام والدواء، والصامدين برغم كل شيء، بينما يقترب الحصار من يومه رقم 600". وأضاف «ديركي»: "إن انتصار السينما للحرية والكرامة يجعل المرء يؤمن بأن أبواب الأمل ما زالت مشرعة في العالم". وعرض "العودة إلى حمص"، للمرة الأولى عالمياً، في افتتاح مهرجان أمستردام التسجيلي الدولي "إيدفا" في نوفمبر الماضي. هو إنتاج سوري-ألماني مشترك، حصل على دعم مؤسسات ثقافية وإعلامية. وقال «النيربية» في بيان صحفي، إن "هذه الجائزة تعني أن السوريين ليسوا وحدهم إلى الدرجة التي يبدو عليها الأمر، فالمهرجان المعروف بمناهضته للسياسات الأمريكية عموماً، ساهم في تعريف الجمهور الأمريكي بحكاية استثنائية من سوريا". وقال «النيربية» الذي حضر الحفل: "حين عبرنا نصف الأرض إلى هنا كنا نتوقع أن نجد جمهورًا يستغرب فيلمنا وشبابنا وحكاياتهم، وكانت المفاجأة هي التأكد من أن العالم واحد والإنسانية واحدة". وسبق إعلان فوز "العودة إلى حمص" بيومين، إعلان نتائج مسابقة المهرجان للفيلم القصير، وحصل الفيلم السوري "الله والكلاب" لفريق «أبو نضارة» على جائزة لجنة التحكيم الكبرى لأفضل فيلم تسجيلي قصير. واعتبر البيان أن فوز الفيلمين جعل مهرجان «صندانس» هذا العام "سوريًّا بامتياز". يشار إلى أن مهرجان «صندانس» لم يسبق أن عرض أي فيلم سوري في مسابقاته العديدة من قبل.