«التطوع أحد الأعمال الخيرية والإيجابية»، حسنًا الأمر ليس بجديد، ولكن الجديد هو أن التطوع له فوائد صحية أيضًا. هذا ما توصلت إليه 40 دراسة أجريت عام 2013، وأكدها «ستيفن بوست» خبير الطب الوقائي بجامعة ستوني بروك، ومؤلف كتاب «الهدايا الخفية وراء مساعدة الآخرين»، حسب ما نشره موقع "هفنجتون بوست" الأمريكي. ربما عندما تعرف الفوائد الصحية التي تم التوصل إليها ستجعل التطوع على قائمة أعمالك في 2014. أضف سنوات إلى عمرك... في 40 دراسة أجريت حول العالم في 2013، تم التوصل إلى أنه يمكنك إضافة سنوات إلى عمرك فقط ب«التطوع»، حيث تقل نسبة الوفيات بمعدل 22% بين من يمارسون التطوع والأعمال الخيرية مقارنة بغيرهم ممن لا يمارسون مثل هذه الأعمال. وأشارت إحدى الدراسات الخاصة بتطوع كبار السن أن من يقضون في المتوسط 100 ساعة أو ما بين 75 إلى 125 ساعة سنويًا في الأعمال الخيرية يحظون بحياة بمعدل وفيات أقل بنسبة 28%. هذا ما قالته «اليزابيث لايتفوت» الحاصلة على الدكتوراه من جامعة مينسيوتا للأعمال الاجتماعية، "ولكن لا يمكن إنكار أهمية عنصر الاستمرارية للوصول إلى هذا التحسن الصحي". كما كشفت دراسة تم نشرها في «جاما» – الجريدة الرسمية لاتحاد الأطباء بأمريكا، تم إجراؤها على طلاب المرحلة الثانوية، أنه قد انخفض معدل الكولسترول بالدم لدى الشباب المتطوعين خلال ممارسة هذه الأنشطة بين أسبوع وشهرين. تمتّع بالسعادة واعتدال المزاج... عندما تقرأ لكبار السن، أو تمشي فقط 5 كيلومترات لدعم متحدي السرطان فإن هذا يجبر عقلك على ضخ «الدوبامين» عن طريق الناقلات العصبية، والمسؤول عن تحسين حالة المزاج. وفي إحدى الدراسات تم التوصل إلى أن من يقوم ب5 أعمال خيرية مثل (مساعدة صديق، زيارة أحد الأقارب، كتابة رسالة شكر... إلخ) بمعدل يوم واحد أسبوعيًا ولمدة 6 أسابيع يشعرون بتحسن نفسي كبير، ولا يمكن إغفال أهمية عنصر الاستمرارية، فيجب توافره إلى أن يشعر المتطوع بأثر ملموس لفعله. وبحسب ما قاله الباحث سونجا ليبوميرسكي الحاصل على الدكتوراه من جامعة كاليفورنيا فإن «كل فعل يترك أثرًا ورائه وبقدر أعمالك التي تدخل السعادة على الآخرين ومع كل عمل لطيف وإيجابي تقوم به ستشعر بالتحسن». ابتعد عن ارتفاع ضغط الدم... ارتفاع ضغط الدم هو المرض الأكثر شيوعًا بين كبار السن، ولكن تم الكشف مؤخرًا عن أن التطوع أحد بدائل العقاقير لعلاجه. كشفت دراسة عام 2013 حول الصحة النفسية وتقدم العمر بين من هم فوق سن الخمسين،عن أنه من قاموا بالتطوع على الأقل 200 ساعة خلال العام الماضي أي بمعدل 4 ساعات أسبوعيًا كانت نسبة إصابتهم بارتفاع ضغط الدم أقل 40 % ممن لا يمارسون الأنشطة التطوعية، كما تتأخر إصابتهم بارتفاع ضغط الدم أربع سنوات. وعلى الرغم من عدم التوصل للسبب الواضح لانخفاض ضغط الدم واستقراره لدى المتطوعين، فإنهم يتوقعون أن هناك علاقة بين كونك فعال وتنعم بإيثار تجاه الغير وبين حالتك المزاجية. يقول الباحث «رودليسشيا سنيد» «كلما نكبر في السن تنكمش شبكة علاقاتنا الاجتماعية فيمنحنا التطوع الفرصة لتدعيم هذه العلاقات وإضافة الجديد لديها واكتساب المزيد من الأشخاص الذين بإمكانهم الاعتناء بك وتحفيزك على الاعتناء بنفسك». تعامل أفضل مع الألم الذين يعانون من آلام مزمنة يشعرون بتحسن كبير في حالة مساعدة من يشاركونهم نفس الآلام... هذا ما توصلت إليه دراسة أجريت على ذوي الأمراض المزمنة حيث استخدمت مقياس يشير إلى شدة الألم يبدأ من 0 إلى 10، فانخفضت معدل الألم من 6 إلى 4 لمن اكتسبوا خبرة التطوع على مدار 6 أشهر، وذلك عندما قاموا بجماعات مناقشة مع شركاء المرض أو إجراء اتصال أسبوعي لتخفيف الألم على الآخرين والاطمئنان عليهم. يقول باول أرمستين، أخصائي تخفيف الألم في مستشفى ماساتشوستس العام بالولايات المتحدة «الأشخاص الذين يعانون من أمراض مزمنة قد يشعرون بنوبات الإحباط واليأس إزاء حالاتهم الصحية، ولكن إمكانية التأثير الإيجابي في آخرين يشاركون نفس الألم يمنحهم القوة". وكشفت دراسة أخرى في مجال العلوم الاجتماعية، أنه من يعانون مرض تصلب الشرايين المتعدد يكونون أقل عرضة للاكتئاب، عندما يشاركون في تخفيف الألم عن الغير.