خلال أيام تتم شركة فودافون مصر عامها الخامس عشر كمشغل للمحمول فى السوق المصرية، ورغم ان الشركة لم تكن الأولى فى دخول سوق المحمول فى مصر، فإنها استطاعت منذ ثلاث سنوات الحفاظ على أكبر حصة سوقية من مشتركى المحمول، وصلت إلى 41 مليون مشترك. وخلال ال15 عاما شهدت سوق المحمول فى مصر تغييرات نوعية كبيرة وحظيت باهتمام جميع طوائف الشعب حتى وصلت نسبة التشبع بالهواتف المحمولة إلى 112% مقارنة بعدد السكان، وخلال الأعوام الاخيرة تسارعت الخطوات التكنولوجية فى قطاع الاتصالات بشكل عام فى العالم كله، وتغيير كثير من ملامح استخدام وتقديم الخدمة بعد ظهور أجهزة المحمول الذكية والتطبيقات الجديدة التى استطاعت هذه الأجهزة تقديمها. الرئيس التنفيذى لشركة فودافون مصر حاتم دويدار، يؤكد على ان المستقبل اصبح لتداول البيانات «الداتا» عبر المحمول مع تنامى استخدام الاجهزة الذكية حول العالم، واعلن خلال حواره مع الشروق ان شركته تستعد لتجهيز آليات انتشار الداتا لمواكبة تطورات سوق المحمول، وستضاعف من حجم استثماراتها لانشاء بنية تحتية تتناسب مع حجم التغييرات التى سيشهدها استخدام المحمول فى مصر. وفقا للمؤشرات يصل اجمالى عدد عملاء شركة فودافون إلى 40.93 مليون مشترك، لتصل حصتها السوقية إلى 42.2 % بنهاية يوليو الماضى، وتشير احصاءات فودافون العالمية إلى انخفاض متوسط العائد من المستخدم لعملاء الاشتراك الشهرى ليصل إلى 103.1 جنيه بحسب احصاءات الربع الاخير من عام 2012، فيما تراجع متوسط العائد من عملاء الكارت المشحون مسبقا إلى 20 جنيها نتيجة احتدام المنافسة وانخفاض سعر الدقيقة. وتستقبل شبكات الشركة فى الساعة الواحدة فى المتوسط 12 مليون مكالمة واكثر من 11 مليون رسالة نصية قصيرة، تزيد هذه المعدلات بنسب تتراوح بين 25 و40% خلال المناسبات الرسمية والاعياد، كما تشير الاحصاءات إلى تلقى قطاع خدمة العملاء لاكثر من 400 مكالمة استعلام من العملاء كل 60 دقيقة. • قطاع الاتصالات واحد من اهم القطاعات التى تعكس تطور المجتمع ونستطيع ايضا القياس من خلاله الوضع الاقتصادى، كيف ترى تطور القطاع خلال 15 عاما من توجد الشركة فى السوق المصرية؟ شهد قطاع الاتصالات وخدمات الانترنت، وشهدنا معه خلال هذه الاعوام طفرات عديدة فى طبيعة استخدام المصريين للمحمول ومعدلات انتشاره، التى قفزت قفزات واسعة فى السنوات الاخيرة، ولم يعد الهاتف المحمول مجرد أداة للتواصل الصوتى فقط، كما كان الوضع فى التسعينيات عندما كانت دقيقة المحمول تتكلف 175 قرشا، ويقتصر استخدامه على النخبة الذين يستطيعون تحمل التكلفة، ولكن المحمول الآن بات أداة مهمة جدا فى ايدى الجميع سواء للتواصل الاجتماعى أو للحصول على المعلومات، أو نشرها، أو للاستخدام للدعاية ولتقديم الخدمات المضافة التى يمكن ان تذلل عقبات كبيرة فى حياتنا الروتينية. • وكيف تأقلمت خططكم الاستثمارية مع هذا التغيير؟ بدأت مصر بشكل ملحوظ فى اللحاق بالركب العالمى فى معدلات انتشار واستخدام الأجهزة الذكية بصفة عامة والأجهزة اللوحية «التابلت» بصفة خاصة خلال الفترة الماضية، وبالتالى فإن تلك التغييرات تنعكس على طبيعة الاستخدام وأدت إلى تضاعف معدلات نقل البيانات، ونتوقع استمرار هذا التضاعف خلال الاعوام المقبلة، وهو ما يحتم علينا زيادة استثماراتنا الراسمالية والاستثمار التشغيلى، ورصدنا العام الحالى 2.5 مليار جنيه للاستثمار، ونهدف إلى مضاعفتها خلال العامين المقبلين لتطوير الشبكة والبنية الأساسية حتى عام 2016، حيث رصدت الشركة الام 3.5 مليار جنيه زيادة فى الاستثمارات خلال العامين المقبلين ليصبح اجمالى الاستثمارات المرصودة 7.5 مليار جنيه. • وما هو حجم ايراداتكم الآن فى السوق المصرية مع تصدركم بأكبر حصة مشتركين؟ فودافون تتصدر السوق المصرية، بأكبر نسبة مشتركين منذ عام 2010، وحققنا إيرادات بلغت 10 مليارات جنيه خلال العام المالى المنتهى فى مارس 2013، ويرجع ذلك إلى الاستفادة التى تحققها الشركة من خلال خبرات الشركة الام التى تعمل فى أسواق مختلفة وتقدم خدمات متنوعة للأسواق الكبرى والناشئة فى الوقت نفسه. وتعد مصر من الأسواق المهمة لمجموعة فودافون العالمية، حيث إنها ثامن أكبر دولة فى تحقيق الايرادات ضمن ال30 دولة التى تتواجد بها فودافون العالمية، وسادس أكبر دولة فى تحقيق الربحية، لذلك فإن السوق المصرية مهما جدا للمجموعة العالمية، وتهتم بزيادة الاستثمار فيها، كما انها تعد ايضا السوق الأسرع فى نمو خدمات الانترنت والداتا بالمقارنة بمعظم الأسواق النامية المتقاربة فى ظروفها الاقتصادية مع السوق المصرية. وستركز معظم الاستثمارات على تحسين البنية التحتية الخاصة بالشركة لرفع كفاءة خدمات أبراج التقوية خاصة فى خدمات القيمة المضافة والانترنت فى ظل تراجع عائدات خدمات الصوت من ناحية وإقبال المستخدمين على زيادة الاعتماد على خدمات الداتا، بالإضافة إلى التركيز على الخدمات الخاصة بتوظيف تكنولوجيا المعلومات مثل خدمات تحويل الأموال عبر المحمول وخدمات التتبع الآلى للمركبات للأفراد والشركات. • وما شكل التغيير فى انماط استخدام المصريين للمحمول؟ عقب ثورة 25 يناير مباشرة ارتفع استخدام شبكات التواصل الاجتماعى عبر المحمول، تلاه تحول كبير فى استخدام المحمول كمصدر للاخبار، وهو ما فتح بابا للفئات التى لم تكن من قبل لديها اهتمامات باستخدام التواصل الاجتماعى أو على دراية بطبيعة استخدام الانترنت ككل، وأدى إلى زيادة حجم الوصول إلى الانترنت المحمول، والدفع بفئات من المستخدمين كبار السن لاستخدامات جديدة للمحمول بخلاف الاتصالات، وأعتقد أن التحول الأخير لم يكن ليظهر بهذا الوضوح إلا من خلال التوسع فى خدمات الاتصالات والانترنت التى أصبحت تغطى بنيتها التحتية جميع أنحاء الجمهورية بالإضافة إلى معدلات انتشار الهواتف الذكية الداعمة لاستخدام شبكة الانترنت. بالاضافة إلى ذلك فان دقيقة المعلومات فى مصر تعد من أرخص الدقائق حول العالم، حيث يستطيع المستخدم الحصول على 1 جيجا ب20 جنيها، رغم ان المتوسط العالمى لا يقل عن 3 و4 يورو فى البلدان التى تعتبر رخيصة. • ما هو موقفكم النهائى من الرخصة المتكاملة للمحمول الآن؟ لا يوجد لدينا تحفظات بشأن طرح الرخصة المتكاملة طالما هناك عدالة فى منح الخدمات للشركات الاربع، فمقابل منح المصرية للاتصالات رخصة تقديم خدمات الصوت والانترنت المحمول يجب منح ترخيص بوابات المرور الدولية للمكالمات وتراخيص مد شبكة البنية التحتية فى نفس التوقيت لنا، ومع الطرح النهائى لرخصة المشغل المتكامل اعتقد أن شكل الشراكة بين المصرية للاتصالات وفودافون على الوحدة فى مصر سيشهد تعديلا ويحق للشركة الأم المطالبة بعدم تمثيل المصرية للاتصالات فى مجلس الإدارة وفصل الملكية عن الإدارة خاصة أن القانون المصرى لا يفسر بشكل تفصيلى التصرف الأمثل فى تلك الحالة. • أطلقت فودافون خدمة تحويل الأموال عبر المحمول «فودافون كاش» فى يونيو الماضى، كما طرحت خدمة التتبع الآلى للمركبات، الا ان حجم النمو فى استخدام هذه الخدمات منذ اطلاقها اقل من المتوقع بسبب الظروف المحيطة، هل الرهان على الخدمات المضافة حاليا رهان غير مضمون؟ بالعكس الرهان على هذه الخدمات مضمون وأتوقع انطلاقة كبيرة مع حلول العام الجديد خاصة فى قطاع الشركات، لأن خدمتى تحويل الاموال والتتبع بالذات، خدمات فى غاية الاهمية للشركات والافراد وانتشارهما يناسب المرحلة الحالية التى تتطلب احتياطات تامينية واعتقد انه خلال عام سيكون 80% من أساطيل النقل المملوكة للشركات مشتركة فى خدمة التتبع، لزيادة معدلات الامان والتزام اكبر من السائقين فى هذه الشركات بالقواعد التى تضعها، بينما ستكون خدمة تحويل الاموال اكثر انتشارا خاصه بعد تجربتها من قبل فئات اكبر من المشتركين. • هل لدى فودافون نية للتعاون فى اطلاق استراتيجية البرودباند ونشر الانترنت السريع فى مصر؟ تبلغ حصة فودافون فى سوق الانترنت الثابت حوالى 9% من إجمالى 2.4 مليون وصلة انترنت ثابت، وتنفيذ استراتيجية البرودباند سيسهم فى نشر الانترنت بسرعات كبيرة وسيحقق منفعة لجميع الشركات التى ستساهم فى تنفيذه. • وماذا عن استثمارات فودافون فى قطاع ريادة الأعمال؟ نبحث عن شركات المحتوى الجيدة ولدينا كل الاستعداد للمشاركة فى انجاح الشركات الصغيرة التى تقدم محتوى جيد، ويبلغ إجمالى عدد الشركات الناشئة التى تستثمر بها فودافون 6 شركات تعتمد على تطوير المحتوى العربى وزيادة الاعتماد على خدمات الانترنت فى قطاعات بعينها خاصة فى مجالات التعليم والتجارة الالكترونية وغيرها، ونركز من خلال استثمارات شركتنا «فودافون فينتشرز» التى بلغ حجم الاستثمارات المرصودة لها 20 مليون جنيه للحصول على نسبة 30 40% من أسهم الشركات وتعيين ممثلين عن فودافون بمجلس الإدارة، ومن ناحية أخرى تحتفظ فودافون بملكية 100% من أسهم شركة سرمدى، ولكن لا توجد أى فرص للاستحواذ على شركات مماثلة فى الوقت الحالى. • ما هى الخدمات المستقبلية التى تجهز الشركة لتقديمها؟ نحن نعيش مرحلة الداتا واستخداماتها التى تتضخم على حساب خدمات الصوت، والمستقبل الذى نعده هو للاتصالات التى تربط كل شىء بالمستخدم والتطبيقات الجديدة التى تسهل ذلك، فكيف نربط السيارة والمنزل والثلاجة والغسالة والتليفزيون بشرائح محمول SIM ليتحكم فيها المستخدم عن بعد، الآن عدادات الكهرباء يمكن ايضا اضافة السيم كارد اليها للتحكم فيها، ايضا البطاقة الشخصية وبطاقات السفر وتذاكر المواصلات سيتم ربطها الكترونيا ليصبح كل شىء فى دوائر ربط سريعة، ستحدث نقلة فى استخدامات القيمة المضافة لشرائح المحمول. • التطبيقات الجديدة لبرامج الاتصال عبر الانترنت مثل فايبر وواتس آب وتانجو، كيف تصف تأثيرها على شركات المحمول؟ برامج وتطبيقات الاتصال كان لها تاثير كبير على حجم تبادل الرسائل «sms» وادى إلى تراجعها للنصف تقريبا، ولها ايضا تأثير على حجم استخدام الصوت الا انها فى النهاية تعتمد على باقات الانترنت التى نقدمها، وهو ما يعوض هذه الخسائر بارتفاع حجم استخدامات الداتا، لكن الخسائر التى لا نصل إلى تعادل معها هى الاتصالات الدولية التى تتم عبر هذه البرامج، فمثلا يستطيع المستخدم ب20 جنيها انترنت ان يجرى اتصالات دولية ب100 جنيه، الا انها تظل فى النهاية تطور طبيعى لثورة الاتصالات التى تجتاح كل العالم، وتزيد من الاعتمادية على الانترنت. • وما دوركم فى المسئولية الاجتماعية كإحدى الشركات الكبرى فى مصر؟ لدى فودافون حلم كبير لتحقيقه فى المسئوليه المجتمعية وهى انجاز مبادرة فودافون لمحو أمية 15 مليون مصرى خلال 5 سنوات بالتعاون مع عدد من المؤسسات، سيعقبها مبادرة اخرى لمحو أمية الانترنت، وتم اختيار 20 جمعية لتمثل الذراع التنفيذية لفودافون فى هذا البرنامج.
