حالة كبيرة من الشجن والحنين والمشاعر الانسانية تدفقت خلال عرض الفيلم الفلسطينى «جيرافادا» للمخرج الفلسطينى المصرى رانى مصالحة والممثلين محمد بكرى وابنه صالح وهو ما عكسته اجواء الندوة التى اعقبت الفيلم الذى يروى وبنعومة كبيرة ودون خطب رنانة مأساة الشعب الفلسطينى من خلال البحث عن ذكر للزراف كى يتم انقاذ انثى النوع نفسه الوحيدة بالبلدة. فى بداية الندوة قدم محمد بكرى اعتذاره لغياب ابنه صالح عن الندوة لارتباطه بفيلم جزائرى وتحدث بكرى عن ولده وكيف تم ترشيحه لجائزة افضل ممثل بمهرجان كان وكيف شارك فى 5 افلام بمسابقتها الرسمية. بدأت الناقدة خيرية البشلاوى الحديث حيث اكدت ان الفيلم يشبه قصيدة الشعر وبطريقة ناعمة وحساسة للغاية وعن الصراع العربى الاسرائيلى برقة بالغة وبدون صراخ. واكد المخرج رانى مصالحة انه قد انطلق من حادثة حقيقية حدثت عام 2002 عندما قتل ذكر زراف جراء قذف إسرائيلى إبان الانتفاضة الثانية. وبرر اختياره للزراف بأنه حيوان له الكثير من المعانى ويجذب للتعاطف وهى رسالة لما يحدث فى فلسطين. والفيلم تم تصويره بين مدينتين فلسطينيتين وبه اعتراض على الجدار العازل الذى يرفضه رانى. والفيلم كتب رانى فكرته وشاركه السيناريو كاتب فرنسى، عبر فيه عن العلاقة بين الطفل الذى فقد امه وله علاقة خاصة بالرب وعلاقة خاصة بالطبيعة وبالحيوانات وهو طفل رومانسى وهو ما تعمده رانى طبقا لقوله رافضا ان يجعله مهتما بألعاب الفيديو. وتحدثت المخرجة والمنتجة ماريان خورى عن علاقتها برانى وكيف تعرفت به منذ 7 سنوات وقال لها انه يريد صنع فيلم والذهاب به لكان وكيف انه قد فاجأها بهذه التجربة. أما الروائى والسيناريست احمد العايدى فتساءل عن كيفية صنع الفيلم والعقبات التى واجهتهم وعن سخرية محمد بكرى وهو السؤال الذى رد عليه رانى بانهم نفذوا السيناريو كما كتبوه ولم يغيروا منه شيئا وصوروه فى نابلس وقلقيلية على مدار 4 اسابيع اما محمد بكرى فتحدث عن رؤيته للشعب المصرى الذى يحب النكتة وكيف انهم يوجهون دوما رسالة للإنسانية بالضحكة التى يقاومون بها أى حاكم ظالم او احتلال غاشم. والفيلم سيتم عرضه فى فلسطين فى اول فبراير القادم بنابلس ثم رام الله ثم بيت لحم ثم القدس واخيرا بغزة. واكد المخرج فى نهاية حديثه ان السينما نوع من المقاومة والحلم، أما محمد بكرى فقال إنه من حق الناس ان تحلم.