«القطار الإسبانى المتجه من القاهرة إلى أسيوط سيغادر رصيف 8 فى السادسة والنصف».. هكذا أعلن مذياع محطة مصر «رمسيس»، صباح أمس، موعد انطلاق أول قطار يتجه إلى الوجه القبلى، عقب توقف دام لأكثر من 3 أشهر، نظرا للظروف الأمنية فى مصر. «الشروق» صاحبت ركاب القطار الأول رقم 978 منذ لحظة انطلاقه من محطة رمسيس وحتى وصوله إلى محطة أسيوط، ورصدت فرحة الركاب بعودة الحركة مرة أخرى، وهو ما وصفه بعضهم بعودة الحياة لمحافظات الصعيد، فيما شهد اليوم الأول تواجدا أمنيا مشددا على كافة المحطات التى مر عليها القطار، فضلا عن عدد من القيادات الأمنية الذين تابعت الحرك بنفسه. دخول المحطة السادسة صباحًا بمجرد الدخول لمحطة رمسيس تبدأ الإجراءات الأمنية المشددة التى فرضتها القوات المكلفة بتأمين المحطة، بتفتيش الحقائب عبر أجهزة خاصة تم وضعها على الأبواب الرئيسية، ولصق على الحقيبة «استيكر» مدون عليه سكك حديد مصر واسم المحطة وفى نهايتها شرطة النقل والمواصلات، فضلا عن وجود بوابات إلكترونية لتفتيش الأفراد للكشف عن المعادن، وتفتيش ذاتى للركاب حال التوجس من بعضهم. شباك التذاكر وأمام شباك التذاكر خيمت حالة من الهدوء على المكان ولم يتواجد أى من الركاب لحجز التذاكر لاستقلال القطار، وبالاستعلام من موظف الشباك أكد ان أغلب الركاب حجزوا تذاكرهم بشكل مسبق منذ يومى الخميس والجمعة الماضيين، عقب الإعلان عن بدء التشغيل، خوفا من ازدحام الشباك، مؤكدا أن عدد الأشخاص المستقلين للقطار من محطة القاهرة وصل إلى 300 راكب، وأنه عدد قليل بالنسبة لقطارات الوجه القبلى، مرجعا السبب إلى عدم معرفة الكثير من الركاب ببدء التشغيل أو تخوفهم من ركوب القطار فى الفترة الحالية. الحالة الأمنية بالمحطات انتشرت القوات الأمنية بشكل مكثف داخل محطة القاهرة للتأمين، وتواجدت القيادات الأمنية بالمحطة، وقبل انطلاق القطار بدقيقة واحدة حضر اللواء منير ثابت، مدير الإدارة العامة لشرطة النقل والمواصلات، لتفقد الحالة الأمنية بالمحطة والاطمئنان على الركاب. وقال أحد القيادات الأمنية بالمحطة إنهم اخذوا عدة إجراءات تأمينية بوضع أجهزة خاصة للكشف عن المعادن والمتفجرات، ووجود كلاب بوليسية مدربة على الأبواب الرئيسية للمحطة لضبط أى مخالفات أخرى قد تضر بأمن الركاب، مشيرا إلى أن القطار يتواجد به نقطة شرطة يرأسها أحد الضباط ويبقى على اتصال بين غرفة العمليات الرئيسية بالمحطة لمباشرة الحالة الأمنية. وأضاف: «هناك خطة امنية يتم السير عليها حال حدوث أى طارئ مثل الابلاغ عن وجود أى أجسام غريبة بطريق القطار، حيث يتم إيقاف القطار فورا وتحاول نقطة الشرطة تقييم الموقف والتعامل معه إذا كان فى مقدورها ذلك، أو طلب الدعم من أقرب قسم شرطة أو مديرية للدفع بقوات إضافية متخصصة لحل المشكلة». وتابع: «نفتش جميع الحقائب ثم نلصق استيكر مدون عليه اسم المحطة يوضح لفرد الأمن داخل القطار أن الحقيبة تم تفتيشها بمعرفة محطة القطار المدون اسمها على الحقيبة، وفى حالة عدم وجود حقيبة بدون ملصق يتم تفتيشها فورا لمعرفة محتوياتها. استعدادات لانطلاق القطار وقبل انطلاق القطار ب5 دقائق حضر عدد من الركاب يهرولون للحاق بالقطار قبل انطلاقه ما تسبب فى ازدحام طفيف قبل ركوب القطار، فى الوقت الذى حضر رجال يحملون مواد منظفة ومبيدات لرش القطار وللتأكد من نظافته وخلوه من أى حشرات قد تكون به. بمقاعد نظيفة ونوافذ متكاملة غير محطمة أو متهالكة وحمامات خالية من الروائح الكريهة وبأرضية تكاد أن تتحول لمرآة، وبتنظيم شديد استقبل القطار ركابه، وقال أحد الركاب: «ده قطر ولا فندق خمس نجوم» معبرا عن سعادته بالشكل الجديد للقطار. وفى السادسة والنصف وبصافرة رجل المتابعة الواقف على المحطة والتى من خلالها أعطى الإشارة لسائق القطار بالانطلاق وبنفير القطار، اعلن من خلالها بدء رحلة جديدة لقطارات الصعيد بعد انقطاعها فترة تزيد على 3 شهور. محطة الجيزة الساعة السابعة وشهدت محطة الجيزة أعدادا أقل بكثير من الركاب عن نظيرتها القاهرة، فيما استقبل المتواجدون بالمحطة القطار بالابتسام، وتواجدت القوات الأمنية بالمحطة فى استقبال القطار، بينما ظلت المحال التجارية والأكشاك على المحطة مغلقة ولا تزال أتربة الفترة الماضية عليها. بنى سويف 9.17 دقيقة وقطع القطار طريقه لمحافظات الصعيد متوقفا بين محافظتى الجيزة وبين سويف مرتين، تصل مدة كل منها لدقيقتين، إلى أن وصل إلى محطة بنى سويف فى التاسعة وسبع عشرة دقيقة، ليجد ركابا أقل من المحطات السابقة بينما كان فى استقباله اللواء طارق زيدان، بشرطة النقل والمواصلات، والذى أكد أن المحطة تم تأمينها منذ الصباح الباكر وتواجدت بها أعداد أمنية كبيرة وعلى استعداد تام لمواجهة أى أعمال شغب قد تحدث. وفى العربة الرابعة جلس أحمد ومحمود، مجندان بالقوات المسلحة، يتبادلان أطراف الحديث وتبدو عليهما علامات البهجة، وقالا إنهما كانا يواجهان صعوبة بالغة فى الذهاب إلى منزلهما بالمنيا خاصة فى أيام العيد، مشيرين إلى ان عودة القطارات ستوفر عليهما أموالا كثيرة من نفقات الذهاب والعودة.