قالت وزارة التموين، إن أزمة البوتاجاز، بدأت فى الانفراج، فيما عكست المعاناة التى يواجهها المواطنون فى محافظات عدة، وجود أزمة كبيرة مرشحة للاستمرار، قد تمتد لأسابيع إذا «اكتفت الحكومة بالإعلان عن ضخ كميات من الأسطوانات بدون رقابة»، بعد ارتفاع سعر الأنبوبة إلى 50 جنيها فى القاهرةوالجيزة. وفى وقت تنتهى المهلة التى أعلنت عنها الوزارة لحل الأزمة، غدا، قال وزير التموين والتجارة الداخلية، الدكتور محمد أبو شادى، ل«الشروق» إن الوزارة تكثف الحملات الرقابية على المستودعات، وتضبط كميات كبيرة من الاسطوانات بالسوق السوداء. وأشار الوزير إلى أن «الازمة بدأت فى الانفراج»، وأن الوزارة أعلنت عن تشغيل غرفة عمليات مركزية بالتنسيق مع وزارة البترول وشركة بوتاجاسكو، لضخ البوتاجاز فى المناطق التى تحتاج إلى الأسطوانات، وذلك لتفادى أى أزمات مستقبلية. وأكدت الوزارة أنها ضاعفت الكميات المطروحة من البوتاجاز حتى تتم تلبية احتياجات المواطنين. وفى جولة ميدانية رصدت «الشروق» استمرار الأزمة، وشكاوى المواطنين فى القاهرةوالجيزة، من عدم توافر أسطوانات البوتاجاز. كما كشفت الجولة عن تعطل كامل فى خطوط توصيل الأسطوانات للمنازل، وعدم الاستجابة للمواطنين الذين يتصلون للحصول على اسطوانة. وفى منطقة الكيت كات التابعة لمحافظة الجيزة، قالت مجموعة من السيدات إن السيارة المحملة بأسطوانات البوتاجاز، وصلت منذ يومين ولم يقم أصحاب المستودع بتوزيع الأسطوانات للأهالى بالمنطقة، وأوضحوا أن سبب ذلك هو قيام أصحاب المستودعات ببيع الاسطوانات لتجار السوق السوداء والباعة الجائلين بهدف التربح من بيعها بسعر أعلى ل«السريحة». وقالت ربة منزل، أم خالد، «الناس بقت بتضرب فى بعض عشان كل واحد يلحق قبل التانى ليأخذ أسطوانة غاز، الأمر الذى جعل صاحب المستودع يقوم بتوزيع عدد بسيط من اسطوانات البوتاجاز على الأهالى، حتى ينهى تواجد وتزاحم السيدات أمام مستودعه وحتى يحتفظ بباقى الكمية لبيعها بالسوق السوداء». وأشار صاحب المستودع، الذى التزم بتعليق لوحة على مستودعه بها اسم ورقم تليفون الخط الساخن للمستودع إلى ان نظام الديلفرى غير مطبق نظرا لتدفق أعداد كبيرة من المواطنين على المستودع والوقوف فى طوابير ممتدة، حيث ان الكمية التى تأتيه لا تكفى المتواجدين أمام المستودع، فكيف تكفى المتصلين بالتليفون. وفى منطقة المطار بالبراجيل، ظل مخزن توزيع الانابيب مغلقا فى وجه المواطنين لعدم وجود اسطوانات به، كما اختفى صاحب المستودع والعاملون به تاركين المئات من السيدات والرجال فى طوابير ممتدة، مما تسبب فى تكدس مرورى للسيارات بسبب تزاحم المواطنين. واشتكى أهالى المنطقة من أن المستودع يتعمد حضور عربة التوزيع فى أوقات مختلفة حتى لا يتمكن المواطنون من شراء الأسطوانة الوحيدة المسموح بها، مضيفين أن سيارة التوزيع التى تأتى كل ثلاثة ايام لتوزيع الانابيب على المواطنين يستقبلها السريحة والباعة الجائلون قبل وصولها للمستودع خوفا من هجوم الاهالى عليهم، ويقومون بشحن سيارتهم بالأسطوانات، وعندما تأتى السيارة محملة بنصف الكمية بعد توزيع نصفها على السريحة لا يكفى عددها المئات من المواطنين المنتظرين فى طوابير طويلة من اجل الحصول على انبوبة بسعر اقل من سعر السريحة المبالغ فيه.