زارت «الشروق» مستشفى الطور العام، لتفقد الحالة الصحية لمصابى حادث تفجيرات مديرية أمن جنوبسيناء، الذى وقع أمس الأول، والتحدث معهم حول ظروف وملابسات الحادث، وقال الدكتور محمد لاشين، وكيل وزارة الصحة بالمحافظة، إن عدد المصابين الموجودين داخل مستشفى الطور العام 17 حالة تتلقى العلاج، وتم تحويل 7 حالات إلى مستشفى شرم الشيخ الدولى، وإن حالات المصابين مستقرة، بينما غادره بقية من أصيبوا فى الحداث بعد تلقيهم العلاج. وبالرغم من فداحة الحادث إلا أن هناك وقائع سيئة عديدة حدثت داخل المستشفى، ففى مستشفى شرم الشيخ الدولى الذى تم تحويل 7 حالات خطرة إليه من مستشفى الطور العام، إلا أن طبيب العيون ظل داخل استراحته لمدة 6 ساعات رافضا التحرك لعلاج ضابط ومجند فقد كل منهما عينه، وقال لمن طالبوه بالنزول «ما الشرطة موتت الناس فى رابعة والنهضة وما استنتش عليهم»، ما أثار غضب مرافقى المصابين وأبلغوا الجهات الأمنية عن الطبيب. وواقعة أخرى حدثت داخل مشرحة مستشفى الطور العام حيث ظل الضحايا لأكثر من يوم داخل الثلاجات لعدم وصول الطب الشرعى، لتشريح الجثث حتى يتمكن ذووهم من دفنهم حتى مثول الجريدة للطبع. وظلت زوجة عصام عبدالكريم، مدير مكتب الحكمدار الذى استشهد فى الحادث تبكى وتطالب بسرعة دفنه حتى لو لم يحضر الطب الشرعى لأن «إكرام الميت دفنه». وتحدثت «الشروق» مع عدد من المصابين، وقال محمد السيد محمد، 23 عاما، عسكرى مجند من الشرقية، أنه كان موجودا داخل مبنى مديرية الأمن، وسمع صوت انفجار تطايرت بعدة نوافذ مديرية الأمن، وأصيب هو من الزجاج المتطاير، مشيرا إلى أنه كان سعيد لاقتراب موعد عيد الأضحى لأنه سيحصل على أجازة ويزور أهله، مؤكدا « رغم أن هذا العمل الإرهابى الجبان حاول سرقة فرحتنا بالعيد إلا أنه زادنا قوة وإصرارا على مواجهة الإرهاب بكل أشكاله». وتقول عزة أحمد حسن، 43 عاما، من القاهرة إنها كانت بمكتبها بمديرية الأمن، حيث تعمل رئيس قسم الميزانيات بالمديرية، وسمعت انفجار أعقبه سقوط أجزاء من المبنى عليها، وأصيبت باشتباه بالارتجاج وجرح قطعى بالرأس، وتتساءل عزة هل ما حدث يمت للإسلام بصلة بل إن الإسلام برىء من هؤلاء؟، فالأديان السماوية جميعها تحث على المحبة والتسامح، خاصة ونحن فى أيام جليلة عند الله وهى شهر ذو الحجة، ووسط أفراح الناس بأعياد النصر واقتراب عيد الأضحى المبارك، مما يدل على أن منفذ هذا العمل الأرهابى أعمى القلب والبصيرة. وأضاف محمد شعبان محمد، 22 عاما، عسكرى مجند من بنى سويف، أنه فى أثناء ذهابه لبوفيه المديرية لإحضار كوب شاى سمع صوت انفجار شديد هز المديرية، وسقطت على رأسه كتلة خرسانية فأصابته، موضحا أنه كان يجهز للسفر فى أجازة العيد مع أسرته، خاصة وأنه متزوج حديثا فى يونيو الماضى. وأكد هانى كامل عبدالعزيز، 25 عاما، من البحيرة عسكرى مجند، أنه كان سعيدا جدا خاصة أنه ينتظر مولوده بفارغ الصبر، وأنه جاء من أبورديس لإنهاء مأمورية خاصة بعمله وكان بعدها سوف يتوجه إلى محافظته لقضاء أجازة العيد مع أسرته، ولكن فى اثناء وجوده بالمديرية حدث الإنفجار وأصيب بكدمة بالظهر وجرح قطعى بالرأس واليد اليسرى. من جانبه أكد اللواء حاتم أمين، حكمدار جنوبسيناء, والذى يرقد حاليا بالعناية المركزة بمستشفى طور سيناء العام، أن رجال الأمن لن يتركوا الإرهاب وسيحاربونه بكل قوة، وأن «هذا العمل الخسيس لن يهبط من عزيمتنا بل بالعكس يزيدنا إصرارا وحماسا على استكمال المسيرة فى محاربة الإرهاب حتى نقتلعه من جذوره».