أكد الأمير خليفة بن سلمان آل خليفة، رئيس الوزراء البحريني، أن المتغيرات والتطورات الإقليمية والدولية تحتم إسراع دخول الاتحاد الخليجي إلى حيز التطبيق، لاسيما في ظل ما تتعرض له دول المنطقة من تحديات ومخططات تستهدف تقويض أمنها واستقرارها، حسب وصفه. وشدد آل خليفة، على أهمية تعزيز التعاون بين دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية وتقويتها بالشكل الذي يسهم في تلبية تطلعات الشعوب الخليجية، مشيرًا إلى ضرورة تنمية العمل الخليجي المشترك والارتقاء به إلى مجالات أرحب تجسد ما يجمع بين دول مجلس التعاون من مصير واحد. كما أشاد خليفة بن سلمان، بما تشهده العلاقات بين مملكة البحرين ودولة قطر من تطور مضطرد في مختلف المجالات، معربًا عن اعتزازه بمسار علاقات التعاون الثنائي المتنامي بين البلدين، والذي يجسد ما يربط بين البلدين والشعبين الشقيقين من روابط الأخوة والاحترام المتبادل، على حد تعبيره. ونوه بإسهامات الأمير تميم بن حمد آل ثاني أمير دولة قطر، في تعزيز التعاون بين البلدين الشقيقين، مؤكدًا أهمية تكثيف التعاون بين البلدين وتوطيدها، مشيدًا بما تشهده دولة قطر من نهضة وازدهار في كافة المجالات، على حد تعبيره. وقد أدلى خليفة بن سلمان، بتصريحات صحفي يوم الأربعاء، تضمنت رؤيته حول مجمل التطورات التي تشهدها الساحتين الإقليمية والدولية، وسبل تطوير العلاقات البحرينية القطرية، وأهمية تعزيز العمل الخليجي المشترك وتطويره. وفي السياق ذاته، شدد الأمير خليفة بن سلمان آل خليفة رئيس الوزراء البحريني، على أهمية التعاون والتنسيق الإعلامي الخليجي، وبضرورة أن يكون هذا التعاون والتنسيق أعلى وأكثر فعالية لإيصال صورة المجتمع الخليجي سياسيًا وحقوقيًا انجازًا وحضارة إلى العالم دون تشويه أو بتر، والتصدي لمن يحاول الانتقاص من المكتسبات الخليجية، وأن يكون الخطاب الإعلامي الخليجي أكثر قوة ووحدة ويعكس الموقف المشترك، حسب وصفه. وأضاف رئيس الوزراء، خلال لقائه بوزراء الإعلام بدول مجلس التعاون، أن الوقت قد حان لانطلاقة الاتحاد الخليجي الذي دعا إليه خادم الحرمين الشريفين، قائلاً: "ليس من المعقول أن تمر ثلاثة عقود على قيام مجلس التعاون ونحن لازلنا في حالة التعاون، بل ينبغي أن نكون في حالة اتحاد ولم يعد هناك ما يبرر تأخر انطلاقة هذا الاتحاد، خاصة مع تسارع التحديات شدةً ووطأة خليجيًا وإقليميًا وعالميًا"، حسب قوله. وكان رئيس الوزراء قد استقبل بقصر القضيبية، يوم الأربعاء، وزراء الإعلام بدول مجلس التعاون لدول الخليج العربية، بمناسبة انعقاد اجتماعهم الحادي والعشرين بمملكة البحرين. وخلال اللقاء، أكد رئيس الوزراء البحريني، أهمية وضع استراتيجية إعلامية خليجية تسهم في استثمار كل فرص البحث والتطوير؛ لتعزيز دور الإعلام في عملية التنمية اعتمادًا على تكريس التكنولوجيا في خدمة هذا التوجه، وحث على تكثيف اللقاءات بين المسؤولين عن قطاع الإعلام بدول المجلس بما يصب في مصلحة تقديم أفضل المستويات وتبادل المعلومات؛ لتوصيل الرسالة الإعلامية في ظل الظروف المتطورة والتكنولوجيا المتقدمة لتداول المعلومات السريعة، لمواكبة التطور الإعلامي الذي نشهده حاليًا في قطاعات الإعلام المختلفة ونقل وجه حضارتنا الخليجية المشرقة، على حد تعبيره. ونوه آل خليفة، إلى أهمية الإعلام في بلورة الرأي العام وبدور وسائل الإعلام ذات المصداقية والتوجه البناء والرأي المسؤول في إيصال الحقيقة وتعزيز قيم الوحدة والتماسك، التي تشكل حائط صد منيع أمام تلك الوسائل الإعلامية التي تشيع ثقافة الفرقة والتأجيج والتشرذم، حسب قوله. ومضى يقول: "من حقنا كدول خليجية أن نبني خطًا إعلاميًا يتجاوز مرحلة ردة الفعل إلى المبادرة، في ظل ما تتعرض له دولنا من محاولات إعلامية مغرضة لقلب الحقائق والتحريض على إشاعة السلوكيات والمفاهيم الغريبة على مجتمعاتنا بما يؤثر على النسيج الاجتماعي"، وأضاف: "إذا كان في الماضي تحتاج الدول إلى جيش قوي يحميها فاليوم تحتاج إلى ترسانة إعلامية تدافع عنها وعن انجازاتها، فالهجوم الإعلامي اليوم يحتاج إلى خطاب خليجي موحد وذو رسائل واضحة ومحددة"، حسب قوله.