قال رئيس مركز ابن خلدون، سعدالدين إبراهيم، إنه طلب من الرئيس المؤقت، عدلى منصور، خلال الأيام الماضية، إصدار عفو رئاسى عن الرئيسين السابقين، حسنى مبارك ومحمد مرسى، كون ذلك جزءا من المصالحة الوطنية. وأضاف خلال مؤتمر نظمه المركز أمس، تحت عنوان «مؤتمر ايد واحدة عن المصالحة الوطنية التى تحتاجها مصر»، «يجب محاكمة قادة نظام مبارك ومرسى على أفعالهم وأعمالهم الإجرامية التى ارتكبوها فى حق الشعب، ثم على الرئيس عدلى منصور أن يصدر عنهم عفوا رئاسيا، وذلك ما لم يصدر عليهم حكم نهائى وبات من المحكمة». وأوضح إبراهيم: «لو قمنا بعزل جميع القيادات السياسية لوجدنا أن 80 % تم عزلهم من الحياة السياسية»، مشيرا إلى أن «المصالحة والعدالة الانتقالية وبناء المجتمع الحديث لن تتم إلا باتخاذ تجربة جنوب أفريقيا، عندما قام نيلسون مانديلا باتخاذ إجراءات ناجزة فى كل من ارتكب جريمة ثم يتم الترويج لقيم التسامح وذلك من خلال موافقة أهالى الضحايا». من جهته، قال أمين الإعلام بالحزب الوطنى المنحل واستاذ العلوم السياسية، على الدين هلال، إن «مفهوم العدالة الانتقالية يستخدم فى مصر فى غير موضعه، وذلك بسبب تصريح بعض الحركات السياسية، بأن القضاء المصرى يفرج عن المتهمين قائلا إن «وزارة العدالة الاجتماعية الموجودة فى النظام الحالى لم نسمع عنها الكثير فى ضبط مفاهيم العدالة الانتقالية». وأضاف هلال «نحن مجتمع لا نستطيع أن نحيا مع أنفسنا فى ظل وجود أشياء أو معلومات لم يعرفها المجتمع، مثالا على ذلك لم نعرف حتى الآن من قتل الثوار فى ميدان التحرير وفى محمد محمود ومجلس الوزراء، لأن القضاء قال إن من تم قتلهم فى ميدان التحرير والشوارع المحيطة، لا يتعدون 40 شخصا، فى حين أن هناك أقاويل أن من تم قتلهم أكثر من 800 شخص». وتابع هلال «يجب علينا ان نتعامل مع نظامى مبارك ومرسى من خلال، كل من ارتكب عملا يجرمه القانون سواء فى الحياة الاجتماعية أو السياسية يجب أن يقدم للمحاكمة، يرافق ذلك كشف الحقيقة عن هذه القضايا لاسترداد حقوق الضحايا مع تقديم الاعتذار لذويهم». وفى سياق متصل قال المدير التنفيذى لمركز ابن خلدون، داليا زيادة، إن «المصالحة الوطنية التى تحتاجها مصر أكبر وأشمل من مجرد اجبار المجتمع على إعادة دمج جماعة الإخوان فى الحياة السياسية، لأنهم ما زالوا يمارسون العنف والإرهاب ضد الشعب المصرى»، مضيفة «لو تصالحت أمريكا مع تنظيم القاعدة فى أفغانستان، لكان من حق أوباما أن يطالب مصر بالتصالح مع الإرهاب، فلا يمكن أن تتم المصالحة إلا بعد ضمان عدم تكرار هذه الجرائم التى أودت بأرواح المصريين».