لم تنل أى من جوائز الدولة، هذا العام، قبولا كالذى نالته جائزة التفوق فى الآداب بذهابها للروائى الكبير محمد ناجى. الشاعر الذى جرته واقعية الحروب للرواية، دون خفوت شيطانه، الذى جعله يتبع سبع روايات هى: «خافية قمر، لحن الصباح، مقامات عربية، العايقة بنت الزين، رجل أبله.. وامرأة تافهة، الأفندى، وليلة سفر» بنصٍ غارقٍ فى شعريته وفلسفته، صدر قبل عامين بعنوان «تسابيح النسيان»، وإن كان ناجى قيد انتسابه للشعر بوصفه ب«نثر مشعور».. ويحين هذه الأيام صدور روايته الأحدث « قيس ونيللى»، فضلاً عن كتاب نثرى/ شعرى هو «ذاكرة النسيان» تتمة ل«تسابيح»، ورواية بعد لم تنته. من مشفاه الباريسىٍ حيث يواصل علاج آثار جراحة زراعة الكبد التى أجريت له قبل عامين، تلقى نبأ فوزه عبر مكالمة هاتفية من صديقه الدكتور علاء عوض. ورغم سعادةٍ كبيرة أعرب عنها الكاتب فى حديثه القصير ل«الشروق»، إلا أنه «لم أكن أترقب شيئا رغم معرفتى بأن جامعة بنها رشحتنى للجائزة»، فهو يرى أن عوامل أخرى عديدة أجدر بالترحيب ك«المحبة التى قوبل بها فوزى من قبل أجيال الكتاب خاصة جيل الشباب، ومن قراء لا أعرف أغلبهم. هذا التكريم يحفزنى ويحملنى مسئولية مواصلة مشروعى الروائى، والإصغاء دوما إلى نبض شعبى الذى أحتضننى بكل تلك المحبة». خلال وقتٍ قريب ستصدر رواية «قيس ونيللى» التى طال تأخرها مع نص آخر بعنوان «ذاكرة الغياب»، والرواية تتناول قصة حب بين شاب وفتاة، فى مجتمع شائه يحكمه عجائز، يسحقون المحبة تحت وطأة إحساسهم بالفشل والإحباط». وتدور عام 2003 الذى جرى فيه الغزو الأمريكى للعراق. أما اشتباكه مع الأحداث الآنية فيتعبر عنه رواية يعكف عليها الآن، عن فترة ما قبل «انطلاقة يناير الثورية»، كما يحب أن يسميها، رصدها بعين مصور، ومنحها عنواناً مبدئياً هو «سيدة المسنجر». وعندما تسأله عن سر تحفظه على اعتبار يناير ثورة كما اعتبرها الجميع يرد قائلاً: «اعذرينى فأنا لا أراها أكثر من انطلاقة، أما مصيرها فمرتبط بمدى نضج القوى الثورية، وفاعليتها، وقدرتها على تقدير اللحظة الراهنة محليا وإقليميا ودوليا»، خاصةً فى ظل ما يعترى المشهد السياسى المصرى الآن من أحداثٍ أبدى تجاهها صاحب «مقامات عربية» قلقاً وانزعاجاً شديدين بسبب «حالة الخصام الحادة بين الأطراف الفاعلة فى هذا المشهد». أين وصلت فى كتابك «يوميات الغياب»؟ كما يواصل ناجى بالتوازى مع رحلة علاجه ثلاثيته المعنونة ب«يوميات الغياب»، صدر الجزء الأول منه قبل عامين بعنوان «تسابيح النسيان»، والجزء الثانى قيد النشر بعنوان «ذاكرة النسيان، ويعمل الآن فى الجزء الثالث بعنوان «مرايا النسيان».