«لا أملك تصورات محددة ولكن مصر ستنتصر» هكذا يلخص المخرج الكبير داوود عبدالسيد الموقف الدائر الآن والصراع المشتعل بين الدولة وانصار جماعة الرئيس المعزول، ويرى عبدالسيد ايضا أن اختيار المرشد المؤقت يؤكد أن جماعة الاخوان لديها اصرار على العنف بشكل واضح وهو ما يؤكد هزيمتهم لأن احتمالات انتصار جماعة على شعب ودولة مستحيلة.. فى هذا الحوار يضع عبدالسيد رؤيته للأحداث. فى البداية يقول المخرج الكبير: الموقف الآن هو صراع بين جبهة 30 يونيو وجزء من انصار تيار الاسلام السياسى متمثل فى جماعة الاخوان المسلمين، والتى جرت هذا الصراع من حيز السياسة الى دائرة العنف. وأنا لا اعرف احتمالات لنجاح الجماعة فى أن تنتصر على شعب ودولة باجهزتها ولكن واضح أنهم مثل ما يقال يحاولون الحفاظ على التنظيم لانهم لو سمحوا بهزيمتهم يعلمون انه لا بقاء للتنظيم بعدها، وهم بذلك يعتبرون أن التنظيم اهم من البلد والشعب فى نظرهم، وهذا قد يطيل فترة الحسم قليلا وقد يحدث يعض الازمات ولكن ستنتهى، واختيار القيادى الإخوانى محمود عزت لمنصب المرشد المؤقت يعطى اشارات أن الجماعة لديها تصميم بشكل ما على العنف والمواجهات. وأشار عبدالسيد الى الازمة من الناحية الدولية فقال: خطاب الغرب عن الازمة غير متوازن بالمرة، لانه يتحدث عن حقوق الانسان ولا يذكر أى حقوق للدولة، قد يكون هناك استخدام للقوة بشكل اكبر وانا لا استطيع تحديد شكل هذا أو طبيعته ولا نملك جهة لتقول هذا بشكل حقيقى ولكن هناك طرفا يتجاوز على حقوق الدولة ولابد من مواجهته. وعن موقف الدول العربية قال: اتخذوا موقفا واضحا فى مساندة الدولة وانا لا اعتقد انها مواقف خالصة لوجه الله وسيتضح هذا فيما بعد عندما ينتهى كل شىء وستظهر الاسباب والاتفاقات وغيرها من النوايا وان كان لا يوجد تصور نهائى لأى شىء ثم انتقل داود بالحديث فيما بعد انتهاء المواجهة مع الاخوان وقال: أعتقد أن مصر ستخرج منتصره مما تواجهه ويبقى ما الذى سيحدث لجبهة 30 يونيو التى تضم اجنحة مختلفة منها جناح يسعى نحو الديمقراطية والحريات وجناح اخر يؤيد الدولة القمعية، والخوف هنا من تزايد القمع فيما بعد ويعود سمة لشكل الدولة، ولكننا أيضا لا نملك الآن شىء امام هذا سوى الانتظار، لاننا لو رفضنا هذا فى تلك اللحظة فسيعود سؤال وما الحل؟ خاصة ونحن امام فصيل معطل لاى ديمقراطية سواء أيام مبارك أو حتى ايام حكمه، والآن ايضا باستدعاء العنف، لذا فلا نستطيع أن نطلب من الدولة الخضوع لسيطرة هذا الفصيل بأى شكل أو الخضوع لضغوطه لانه فصيل فاشى وعنصرى، والحديث عن مواجهة هذا الفصيل بطرق مثل تلك التى يواجه بها الغرب هذه الاشكال من الاعتصامات غير حقيقى وغير منطقى، أولا لانها دول لديها ديمقراطيات راسخة ولن تجد فيها مثل هذه الاشكال من الاعتصامات المسلحة أو غيرها هم فقط يواجهون حوادث ما بشكل عارض والا كان مثلا راينا سقوط للنظام الفرنسى بعد احداث ثورة الطلاب عام 1968. وردا على ما اذا كان من الافضل أن تتجه الدولة للحل السياسى الذى كان يسعى فيه البرادعى قال: وهل وافق الاخوان على أى حل سياسى؟ وهناك دائما مجموعة من الاراء يجب على رجل الدول أن يختار من بينها ثم يقرر احدها ويتحمل تبعاتها بالنجاح أو بالفشل ومن حق البرادعى أن يختار الموقف الذى يتناسب مع توجهاته، ولكن اختلف معه فى انه لا يجوز أن تكون رجل دولة ولا تملك القدرة على الفعل فى موقف ما وتقفز من المركب وسط الازمة. واضاف: كما أن البرادعى جاء نتيجة اختيار الشباب له فى موقع المسئولية، لذا كان لابد أن يستشيرهم اولا، كما انه دخل فى تحالف وهو يعلم أن الدولة جزء منه فلا يجوز الشكوى بعد هذا خاصة وانك مكلف ولا يجوز لك أن تنسحب. ولكن عاد داوود وشدد قائلا: اختلف مع البرادعى فى موقفه ولكن ادين المواقف الدنيئة من بعض الاجهزة التى تروج لكون الرجل خائنا وعميلا فالبرادعى رجل شريف ولكن لا يصلح كرجل دولة. وحول مدى نجاح محاولات قمع الاخوان الآن،بعدما فشلت طول تاريخهم فى انظمة متعددة فقال: طوال تاريخ الاخوان كانت مواجهتهم مع الدولة ولكن الآن مع الدولة والشعب، لذا المعادلة تختلف، وانا لا يعنينى اذا كان الاخوان انتهوا من تاريخ مصر ام لا ولكن ما يعنينى ومتأكد منه أن مشروع الدولة الدينية ذبح على يد اصحابه. وعن شكل الدستور الذى يتم إعداده الآن قال داوود: بالطبع هناك مطالب كثيرة نتمنى أن نراها فى الدستور ومنها مثلا بنود الحريات الخاصة بالمجتمع والفكر والعقيدة والمساواة الكاملة بين الرجل والمراة فى كل الحقوق والواجبات وايضا العدالة الاجتماعية خاصة فى الصحة، كما اتمنى أن نرى توازنا وفصلا تاما بين السلطات الثلاث بحيث لا نرى أى تغول لاحداها على الاخرى، كما أتمنى أن نولى اهتماما خاصا جدا بالتعليم والطفولة ونتعامل معها بأنها حجر الاساس لبناء أى دولة. اما فيما يخص الجيش فى الدستور فقال: بالطبع واضح أنه لابد للجيش أن يبقى بشكل ما فى الحياة السياسية لبعض الوقت ولكن اتمنى أن يكون هناك رقابة فى الجزء الخاص باى نشاط اقتصادى له فى الدولة. وأيد عبدالسيد قيام نقابة السينمائيين باطلاق فيلم لشرح ملابسات الموقف للغرب وقال: كل المحاولات من أى الاطراف محمودة ومشكورة طالما بعدت عن تزييف الحقائق ولابد لهيئة الاستعلامات أن تقوم بدورها بشكل اكثر فعالية لانها هى المسئولة عن توجيه رسائل للاعلام الغربى ونفى عبدالسيد استعداده لتصوير فيلمه الجديد رسائل الحب وقال: غير حقيقى فالمشروع متوقف منذ فترة ولا جديد فيه حتى الآن واتعجب كثيرا من بعض هذا التقارير التى تخرج بعيدة تماما عن الحقيقة.