تقدر منظمة الصحة العالمية عدد المرضى الذين يلقون حتفهم فى غرف العمليات لأسباب ترجع لأخطاء شخصية للجراحين بنصف مليون حالة سنويا. استئصال عضو سليم بدلا من آخر تالف، إجراء جراحة لمريض خطأ، نسيان فوط وآلات جراحية داخل جسم الإنسان. كلها أخطاء بشرية قد يرتكبها الجراح تودى بحياة إنسان أو تؤدى لإعاقته تحدث فى العالم كله بلا أى استثناءات. عام 2008 صدرت عن منظمة الصحة العالمية «قائمة سلامة» تشمل مجموعة من الأسئلة التى يجب على الجراح أن يستوفى اجابتها قبل أن يبدأ جراحته بنفسه أملا فى عمليات جراحية آمنة لا مكان فيها لأخطاء بشرية قد تكون قاتلة. دراسة لمتابعة خطوات تنفيذ تلك القائمة وأثرها على نتائج العمليات الجراحية كشفت عن أنها بالفعل قد حققت نتائج مؤثرة فى مراكز عالمية، أما رواندا فقد جاءت فى المؤخرة. مؤسسة صندوق الحياة (Life bax foundation) بدأت تدريبا واقعيا فى مستشفيات رواندا لمعاونة جراحيها على تبنى قائمة السلامة.. فما هى تلك الأسئلة الستة التى ضمنتها القائمة؟ 1 هل تبدأ جراحتك بعدالتأكد من أن هذا مريضك بالفعل؟ هل تعرف اسمه؟ تقدر الدراسة أن هناك بين 200 300 حالة سنويا فى الولاياتالمتحدةالأمريكية تجرى فيها عملية جراحية للمريض الخطأ! لذا توصى الدراسة بمراجعة اسم المريض مرتين: الأولى قبل بدء عملية التخدير والثانية قبل ان يتناول الجراح المشرط. سجلت فى بريطانيا واقعة إجراء جراحة فى العين لمريض سليم العينين بالخطأ. 2 هل ستجرى العملية الصحيحة؟ خطأ وارد خاصة إذا ما كان هناك خيار بين اليمين واليسار. استأصل أحد الجراحين الكلية السليمة لمريض كانت كليته الأخرى معطلة تماما فقضى المريض وهو مازال على حاله لم يستيقظ بعد التخدير. عند سؤال الطبيب أجاب بأنه قرأ صورة الأشعة بصورة معكوسة! أما الحالة الأخرى المثيرة للدهشة فقد كانت لرجل مسن ثبتوا له مفصل الحوض فى الجهة السليمة وكان على المسكين أن يستسلم للجراح مرة أخرى ليثبت له المفصل الثانى صباح اليوم الذى يليه. تطلب قائمة السلامة من الجراح أن يعيد على نفسه السؤال مرتين قبل البدء فى الجراحة. 3 هل لديك كل أسماء الفريق العامل معك ووظيفة كل واحد على حدة؟ سؤال آخر مهم يجب أن يجيب عنه الجراح.. هل يعرف كل الفريق؟.. يجب أن يطلب إلى كل فرد أن يقدم نفسه مهما كان التآلف بينهم. ذلك يشجع أى فرد خاصة حديثى المعهد بالعمل فى الفريق على إبداء الملاحظة. 4 هل ماكينة التخدير تم اختبارها؟ رغم أن استكمال الإجابات يتم فى دقائق معدودة، إلا أن هذا سؤال يجب أن يوجهه الجراح الرئيسى لطبيب التخدير خاصة انه وفقا لما سجلته الدراسة أن 40٪ من الماكينات التى تستخدم فى التخدير والجراحة لا تعمل بكفاءة فى البلاد ذات الميزانيات المحدودة فى الصحة فى مقابل 1٪ فقط فى البلاد الغنية! ترى الدراسة أيضا أن مسئولية التخدير عن وفاة مريض تقدر بحالة واحدة من مائتى ألف حالة فى البلاد الغنية بينما كانت 1:133 .. فى توجو للأسف حالات يمكن تفاديها فى أماكن أخرى أكثر تقدما. 5 هل اختبرت مستوى الأكسجين فى دم المريض؟ يختبر مستوى الأوكسجين فى الدم بمقياس صغير يتم تركيبه على اصبع المريض، بينما يعد هذا إجراء عاديا روتينيا فى مراكز العالم، تشير الدراسة إلى أنه غير متاح فى 7٪ من مستشفيات أفريقيا. 6 هل راجعت عدد كل الأدوات التى استعملتها أثناء العملية؟ نسيان مقص أو مشرط أو إحدى الفوط التى تستخدم لتجفيف الدم الذى يسيل أثناء الجراحة أكثر الأخطاء البشرية الواردة، لذا فقائمة السلامة تجعل مراجعة الأدوات والفوط تتم فى ثلاث مرات. الأولى قبل أن يبدأ تخدير المريض والثانية قبل أن تبدأ الجراحة والثالثة قبل أن يغادر المريض حجرة العمليات. تسجل الدراسة وفاة سيدة من أوغندا بعد أن أنهى الجراح عملية قيصرية لها مخلفا وراءه اثنتى عشرة فوطة فى أمعائها. توصى الدراسة فى النهاية أن يتبنى كل الجراحين فى العالم تلك القائمة التى تضمن السلامة للمريض والجراح فى آن واحد. هل بالفعل يسأل الجراح فى بلادنا نفسه تلك الأسئلة الستة التى تضمها قائمة السلامة؟ من غيره يجرؤ.