تستضيف تركيا غدا الاحتفال باليوم الدولي لموسيقي الجاز 2013، حيث تنظم اليونسكو الاحتفال الثاني بهذا اليوم الدولي بالتعاون مع معهد "ثيلونيوس مونك" للجاز، وترمي هذه المناسبة إلى توعية المجتمع الدولي بمزايا موسيقى الجاز بوصفها أداة تثقيفية وقوة دافعة لتحقيق السلام والوحدة والحوار والتعاون الوثيق بين الشعوب. كما يوافق عام 2013 بداية العقد الدولي للمنحدرين من أصل أفريقي، والذي تقرر تنظيمه تحت شعار (المنحدرون من أصل أفريقي.. الاعتراف والعدالة والتنمية)، ويشكل هذا العقد أحد المعالم البارزة لليوم الدولي لموسيقى الجاز، الذي سيحظى بدعم الأممالمتحدة وبذلك ستكون القارة الإفريقية التي نبعت منها موسيقى الجاز محور حدثين مهمين في هذه السنة.
واختيرت مدينة إسطنبول لاستضافة اليوم الدولي لموسيقى الجاز نظرا لتاريخ تركيا العريق في مجال الجاز، فمنير إرتيغون، الذي كان أول سفير لجمهورية تركيا في واشنطن في ثلاثينيات القرن العشرين، هو من فتح أبواب قاعات السفارة التركية بالولاياتالمتحدة أمام موسيقيي لبجاز الأمريكيين من أصول إفريقية ليعزفوا ألحانهم بحرية تامة في سياق اجتماعي وتاريخي طغت عليه ممارسات الفصل العنصري التي انتشرت على نطاق واسع في تلك الفترة.
وشكل هذا الإرث مصدر إلهام لولدي السفير التركي، أحمد ونصوحي، اللذين تابعا مساعي أبيهما وقاما في عام 1947 بإنشاء أول شركة لإنتاج موسيقى الجاز والغوسبل (الغناء الإنجيلي) في الولاياتالمتحدةالأمريكية، وكان لهذه الشركة المعروفة باسم "أتلانتيك ريكوردز" دور حاسم في نشر موسيقى الجاز الجميلة في شتى أنحاء العالم.
وفي أبريل 2012، تولى سفير اليونسكو للنوايا الحسنة هيربي هانكوك، ومعهد "ثيلونيوس مونك" للجاز، قيادة احتفالات اليوم الدولي لموسيقى الجاز وتنظيمها في شتى أنحاء العالم، وشارك في اليوم الدولي لموسيقى الجاز 2012 أكثر من 100 مدينة، بما في ذلك الجزائر العاصمة، وبوينس آيرس، وكوالالمبور، ووارسو، ولومي، وسانتو دومينغو، وكان المؤتمر العام لليونسكو قد أعلن فى 30 أبريل يوما دوليا لموسيقى الجاز خلال الدورة التي عقدها في نوفمبر 2011.
وقالت المديرة العامة لليونسكو إيرينا بوكوفا، فى رسالة لها بهذه المناسبة - "إن موسيقي الجاز تضرب بجذورها في مزيج رائع من الشعوب والثقافات بدءا من أفريقيا ووصولا إلي أوروبا والكاريبي، حيث نمت هذه الموسيقي في الولاياتالمتحدةالأمريكية وتغلغلت في نسيج كل المجتمعات، وهي تعزف في أرجاء العالم كافة، ويستمتع بها الناس في كل مكان".
وأوضحت أن هذا التنوع يجعل من موسيقي الجاز أداة قوية للحوار والتفاهم، حيث كانت بمثابة الموسيقي التصويرية للحركات النضالية الماضية من أجل الكرامة والحقوق المدنية، كما لاتزال إلي يومنا هذا قوة دافعة نحو تحقيق التحول الاجتماعي من خلال سرد قصة الحرية التي تتشاطرها الشعوب كافة.