رغم مرور ما يقرب من 40 عامًا على حرب أكتوبر، فإن آثار الهزيمة العسكرية والمخابراتية التي لحقت بإسرائيل على الجبهة المصرية، لا تزال محور اهتمام الصحف ووسائل الإعلام الإسرائيلية، التي لم تكف يومًا عن نشر وتحليل الوثائق الخاصة بالحرب، والتي يسمح أرشيف وزارة الدفاع الإسرائيلية بنشرها تباعًا. وقد نشرت صحيفة «هاآرتس» على موقعها الإلكتروني، وثائق جديدة عن محضر اجتماع عقده «موشيه ديان» وزير الدفاع الإسرائيلي آنذاك في مكتبه مع رؤساء المؤسسات الأمنية في الساعة السادسة من صباح يوم السادس من أكتوبر وقبل نشوب الحرب بثماني ساعات.
وتقول الوثيقة إن ديان عارض استدعاء شامل لقوات الاحتياط خشية أن تتهم الدول العربية إسرائيل بخرق التعهدات التي قدمتها لواشنطن عن عدم شن حرب استباقية ضد العرب.
وقال ديان خلال الاجتماع إن ذلك سيكون فضيحة لإسرائيل، وتشير الوثيقة إلى أن التقرير الذي بعث به «عميل الموساد أشرف مروان»، إلى رئيس الموساد «تسفى زامير» لم يُعرض كاملاً على رؤساء الأجهزة الأمنية خلال اللقاء، ولكن عُرض عليهم ملخص للتقرير الذي يحدد بوضوح أن السادات قرر شن الحرب.
وأشار التقرير إلى أن رسالة مروان كما ذكر «زامير» في مذكراته، أكد أنه لو حدث تغيير حاسم ومهم في الظروف العسكرية والسياسية، فإن السادات سيوقف كل شىء.
وانضم لهذا اللقاء «إيلى زعيرا» رئيس شعبة المخابرات الحربية، الذي قال إن السوريين نصبوا دباباتهم في وضع هجومي، وأن القوات المصرية في حالة استعداد دفاعي وهجومي في آن واحد، ولكن لا يوجد تحريك للطائرات إلى أوضاع هجومية.
وأضاف «زعيرا» من الناحية السياسية فإن السادات ليس فى حاجة لشن الحرب، ولكن ثمة تناقضًا، فإما أن المصريين والسوريين ينسقون لشن الحرب أو أنهم ينسقون للقيام بمناورة.
وخلال اللقاء قال «ديان» إذا كنا متأكدين من أنهم «أي المصريين والسوريين» ذاهبون إلى الحرب، فلا يجب علينا أن ننتظر، وإذا لم يكن ذلك أكيدًا بناءً على معلومات المخابرات، فنحن لا نستطيع شن حرب استباقية.