نقلت صحيفة القدس العربى اليوم الاثنين عن عن المؤرخ الاسرائيلى توم سيغف فى تحليل لة بصحيفة ((هارتس )) العبرية تسائلة في ما إذا كانت رئيسة وزراء إسرائيل السابقة غولدا مئير، قد فوتت فرصة التوصل إلى اتفاق سلام مع مصر على غرار اتفاقية (كامب ديفيد) التي وقعها رئيس الوزراء الإسرائيلي الأسبق، مناحيم بيغن بعد حرب دامية، أي حرب تشرين الاول (أكتوبر) من العام 1973، والتي كلفت إسرائيل آلاف الضحايا . واعتمد سيغف على معلومات استخبارية تفيد أن العميل المزدوج، على حد تعبيره، اشرف مروان الذي نُشر بأنه قام بنقل استعدادات مصر لشن الهجوم في حرب أكتوبر لمشغليه من الجانب الإسرائيلي، قام أيضًا بنقل رسالة إلى قادة الدولة العبرية مفادها أن قادة مصر على استعداد لتوقيع اتفاق سلام مع إسرائيل، مقابل تنازل الأخيرة عن سيناء كاملة، على حد تعبيره. ولفت المؤرخ سيغف إلى أن المعلومة المذكورة وردت في كتاب البروفسور اوري بار يوسيف، من قسم العلوم السياسية في جامعة حيفا، الذي تناول قصة تشغيل اشرف مروان على ايدي جهاز الموساد (الاستخبارات الخارجية)، وفق الادعاء الإسرائيلي. بالإضافة إلى ذلك، أوضح المؤرخ الإسرائيلي إن تسفي زامير البالغ من العمر اليوم (87 عاما) وهو رئيس الموساد الأسبق ومشغل مروان، نفى في مقابلة أجراها معه مؤخرا، أنْ يكون أشرف مروان قد اوصل رسالة من هذا القبيل، على حد قوله، إلا أن البروفيسور بار يوسيف، أوضح سيغف، يستند على رسالة صوتية مسجلة كان من المفترض أنْ يبعثها إسحاق رابين للرئيس الأمريكي آنذاك، نيكسون في صيف 1971 تفيد بأن مصر مستعدة لعقد اتفاق سلام كامل مع إسرائيل على أساس خطة روجرز التي يقف في مركزها الانسحاب الكامل من سيناء. علاوة على ذلك، قال البروفيسور بار يوسيف إن الرئيس المصري في ذلك الحين، أنور السادات، قام في شهر شباط (فبراير) من العام 1973 بإيفاد مستشاره للأمن القومي حافظ إسماعيل إلى واشنطن، حيث عرض على وزير الخارجية، في حينه، هنري كيسنجر عقد اتفاق لا حرب مقابل الانسحاب الإسرائيلي من سيناء. بالإضافة إلى ذلك، أورد المؤرخ الإسرائيلي سيغف إنه في شهر نيسان (أبريل) من العام 1973 عقدت رئيسة الوزراء الإسرائيلية في حينه، غولدا مائير، اجتماعا لرؤساء الأجهزة الأمنية وبينهم موشيه ديان وتسفي زامير وايلي زعيرا، الذي كان في حينه، قائد شعبة الاستخبارات العسكرية (امان) ومستشارها السري الوزير يسرائيل غليلي، الذي لخص خلال الاجتماع المذكور اقتراح حافظ إسماعيل قائلا، إنهم مستعدون لمنظومة اتفاقيات وضمانات دولية وغيرها، شريطة أن ننسحب من سيناء بشكل كامل، إلى خطوط ما قبل حرب الأيام الستة، وفق التعريف الإسرائيلي، أي عدوان العام 1967، ولحسن الحظ، زاد سيغف قائلاً، فإن وزير الخارجية الأمريكي، هنري كيسنجر نفسه لم يتحمس للاقتراح ولذلك لم يطلب من إسرائيل الانسحاب، وبناء عليه فهو لا يستبعد أن تكون رئيسة الوزراء غولدا قد قامت بتفويت فرصة لمنع حرب 73، بثمن دفعته إسرائيل بعد الحرب، في اتفاقيات كامب ديفيد حتى لو كان أشرف مروان قد نقل الاقتراح المصري، على حد قوله. وكان البروفيسور بار يوسيف، قد نشر مؤخرًا كتابًا جديدًا عن أشرف مروان، تحت عنوان (الملاك) كشف فيه، على حد زعمه، عن أسرار جديدة، مشيرًا إلى أن الملاك هو الاسم الذي أطلقه الموساد على مروان الذي تدعي إسرائيل أنه تعامل مع الموساد لمدة 30 عاما، وزودها بمعلومات عن موعد بدء حرب 73. ومن بين هذه الأسرار أن مروان واصل تعامله مع الموساد حتى بعد توقيع اتفاقيات السلام مع مصر، وأن العلاقة معه قطعت في نهاية التسعينيات، ما يعني أنه كان فعالا عند صدور كتاب رئيس الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية (أمان) إيلي زعيرا، عام 93، الذي كشف معلومات يمكن الاستدلال منها أن أشرف مروان هو العميل المسمى بالملاك. الكتاب يؤكد الرواية الرائجة بأن مروان زود الإسرائيليين يوم 5 أكتوبر عام 73 بمعلومات عن موعد بدء الحرب التي نشبت في اليوم التالي، الأمر الذي مكن إسرائيل من استدعاء الاحتياط، والحؤول في النهاية دون سقوط هضبة الجولان بكاملها، بأيدي السوريين، وفق وجهة النظر الإسرائيلية. الكتاب يدعي أنه خلال 30 عاما من تعامله، دفع الموساد لمروان مبلغ مليون دولار، إضافة إلى 100 ألف دولار (علاوة)، على المعلومة التي زود إسرائيل بها حول حرب 73 وذلك بأمر من رئيس الموساد في حينه تسفي زمير، إضافة إلى تزويده بفتيات مرافقات، حيث يكشف أن الموساد تساعد برجل يهودي يملك ناديا ليليا في لندن، قام بتزويد الفتيات المرافقات لمروان وشريكه في أعمال التجارة، رئيس الحكومة الليبية السابق عبد السلام جلود. محاولة تجديد الاتصال مع مروان، تمت على حد ادعاء الكتاب، عام 97 بأمر من رئيس الموساد، في حينه داني ياتوم وذلك بعد كشف قضية يهودا جيل، الذي نقل على مدى سنوات معلومات كاذبة عن علاقته مع عميل كبير في سورية، إلا أن مروان رفض ولم يحضر إلى اللقاء الذي قرر مع الإسرائيليين، الأمر الذي جمد الاتصال معه على مدى فترة تولي ياتوم رئاسة الموساد الحادثة التي أنهت العلاقة مع مروان، وقعت عام 98 عندما التقى به مشغله دوبي في روما، قام الأخير بتسجيل اللقاء وبسبب عطل فني معين انكشف أمر التسجيل ما وضع حدا للعلاقة بشكل نهائي، حسب ما يدعي الكتاب. مؤلف الكتاب بروفيسور بار يوسيف يقول إنه اعتقد دائما أن المخابرات المصرية هي التي قتلت مروان بأمر من الرئيس المصري المخلوع، حسني مبارك