في ثاني أيام توجيه مستشفى سرطان الأطفال 57357 إستغاثة للمواطنين لسرعة التبرع بدمائهم لصالح مرضاه، بعدما وصل المستشفى لمرحلة الخطر، لنفاد أكياس الدم به، حيث تواجد العشرات من المتبرعين، وامتلأت قاعة المسرح الخاصة بالمستشفى براغبي التبرع بالدم، من أعمار مختلفة، وهو ما جعل المستشفى يطلب منهم التردد على مدار عدة أيام وفقا لجدول زمني. وجاء في نص الرسالة التي وجهتها إدارة المستشفى ''إلى كل أهل الخير.. أطفال 57357 حياتهم في خطر.. لا يوجد لدينا أي أكياس دم.. وعندنا أزمة كبيرة.. أرجوكم انقذوا حياة أطفالنا''.
وقال د.شريف أبو النجا مدير مستشفى سرطان الأطفال 57357، إن تغير اهتمامات المواطنين والانشغال بالأحداث السياسية، أهم أسباب إحجام المتبرعين عن الحضور إلى المستشفى، مؤكدا أن الأزمة بدأت منذ أكثر من شهر تقريبا لكنهم اضطروا لنشر هذه الاستغاثة بعد أن استعصى الوصول إلى حل.
وأكد أبو النجا، ل"الشروق"، أن إدارة المستشفى لجأت إلى دعوة العاملين في مختلف إداراتها للتبرع بالدم، وبالفعل قاموا بتلبية هذه النداءات، لكن المخزون لم يكف، مشددا على أن المستشفى لم يلجأ إلى شراء الدم أو طلبه من المرضى.
وتابع "نرفض شراء الدم من الخارج ومخزون الدم المتواجد في المستشفى منذ افتتاحه حتى الآن من التبرع، ويتم تحليله، والتأكد من صلاحيته داخل معامل متخصصة وتقنيات عالية في المستشفى"، موضحا أنه منذ أن بدأ المستشفى عمله وعالج 15 ألف حالة على مدار 5 سنوات ونصف لم يصب سوى حالتين فقط بالالتهاب الكبدي الفيروسي "سي"، ومن المرجح ان نقل الدم ليس سبب إصابتهما.
وأشار إلى أن نسبة إصابة المرضى المترددين على المستشفيات بفيروس "سي" تصل إلى 40% في الكثير من المستشفيات، بسبب غياب التعقيم.
وأوضح أن العمر الافتراضي لكيس الدم لا يتجاوز 60 يوما، بينما العمر الافتراضي للصفائح الدموية لا يتجاوز أربعة أيام، لذلك لا بد من التبرع لتلبية الاحتياجات المستمرة، مشددا على أن المواطنين بالتبرع بالدم في غير أوقات الأزمات.
وتابع: "نحتاج يوميا 100 كيس دم، و20 كيسا من الصفائح الدموية كاحتياطي إستراتيجي، وكان هذا المعدل يتوافر حتى أيام سابقة، لكن الأزمة تفاقمت وشعرنا بالخوف من تأثر المرضى بهذا النقص الواضح".
ودعا المواطنين، إلى التبرع المستمر بالدم تجنبا لتكرار هذه الأزمة، مضيفا أنه يمكن التبرع للمستشفى من خلال الحملات التابعة لجمعية أصدقاء معهد اأورام القومي ومستشفى 57357، والحملات المتكررة على الشركات والمؤسسات، التي تجوب مختلف المحافظات.