وصفت مصادر بالدعوة السلفية، التحالف الجديد بين الشيخ حازم صلاح أبو إسماعيل، وحزب "الوطن"، الذي يؤسسه عماد عبد الغفور- مساعد رئيس الجمهورية، ورئيس حزب النور المستقيل، بأنه تصفية حسابات مع الدعوة السلفية وذراعها السياسية حزب "النور"؛ بهدف ضربها قبل الانتخابات البرلمانية المقبلة.
وقالت المصادر -التي طلبت عدم الكشف عن هويتها- إن "تدخل قيادات بالهيئة الشرعية للحقوق والإصلاح في التقارب بين عبد الغفور و أبو إسماعيل، ما هو إلا محاولة لتفتيت التيار السلفي، وحزبها السياسي "النور"، الذي رفض التحالف مع الإخوان وخوض معركة البرلمان المقبلة على قوائم الجماعة، ورفض انفراد الحرية والعدالة بالحكم.
ولفتت المصادر، النظر إلى ما تدعي أنها مؤامرة حاكها عدد من قيادات الهيئة الشرعية للحقوق والإصلاح، التي يسيطر عليها نائب مرشد الإخوان خيرت الشاطر، بهدف شق صف التيار السلفي بوجود قائمتين للسلفيين في الانتخابات القادمة، وهو ما سيصب في مصلحة قائمة الإخوان.
وقال قيادي بالدعوة السلفية، إن عبد الغفور وأبو إسماعيل، جمعتهما الخصومة السياسية للدعوة السلفية، فالأول لم يكن على وفاق مع الهيئة العليا للنور، والمحسوبة على النائب الأول لمجلس إدارة الدعوة السلفية ياسر برهامي، أما أبو إسماعيل فلم ينسى عدم دعم برهامي و عبد المنعم الشحات، عضو مجلس إدارة الدعوة السلفية، له أثناء ترشحه في انتخابات الرئاسة.
واتهم القيادي بالدعوة السلفية، الإخوان بمحاولة تدجين الكيانات الإسلامية وإخضاعها لسيطرتها، إما من خلال جرها إلى تحالف تحت لوائها، أو تفتيت تلك الكيانات وإثارة القلاقل فيها حتى تخلو الساحة لهم.
من جانبه، قال كمال عبد الجواد القيادي بحزب الوطن، أنهم أعلنوا عن استقالاتهم من حزب النور؛ لعدم شعورهم بوجود آليات ديمقراطية داخل الحزب.
وأضاف، قررنا الانفصال وسعينا إلى التوحد بين أبناء التيار الإسلامي، واستجاب لذلك أبو إسماعيل وأحزاب الفضيلة والشعب.
ووجه عبد الجواد، رسالة لقيادات حزبه السابق، وقيادات الدعوة السلفية قائلا:"اتقوا الله في إخوانكم، لقد قررنا الانسحاب في هدوء، ونريد ضرب مثل جيدة للاختلاف الحزبي".
وقالت مصادر -في حزب النور- إن "الحزب قرر منذ فترة طويلة خوض الانتخابات البرلمانية بقائمة منفردة، بعيداً عن أي تحالفات انتخابية واسعة مع التيار الإسلامي، وخاصة جماعة الإخوان المسلمين.
وأوضحت المصادر أن قيادات الحزب، ترى أن شعبية جماعة الإخوان المسلمين وحزبها السياسي الحرية و العدالة، تراجعت خلال الفترة الماضية بشكل كبير ملحوظ ومرصود من قبل قيادات الحزب في المحافظات المختلفة.
وأضافت المصادر، أن الحزب يريد تقديم نفسه كبديل إسلامي بعيداً عن الإخوان المسلمين، مؤكداً على امتلاك الحزب الكوادر والقيادات الفاعلة التي تستطيع تقديم الحزب بصورة جيدة خلال الانتخابات القادمة، مشيراً إلى أن هناك رغبة بالحزب في المنافسة الحقيقة على كافة مقاعد البرلمان، وعدم الرضي بلعب دور الوصيف للحرية والعدالة.
في حين اعترفت مصادر أخرى بالحزب، بصعوبة الانتخابات البرلمانية القادمة، خاصة على المقاعد الفردية، مشيراً إلى ضرورة التنسيق بين التيار الإسلامي على تلك المقاعد، حتى لا يستفيد من المنافسة على تلك المقاعد التيارات العلمانية.
وقالت مصادر أخرى داخل الدعوة السلفية، إن هناك ثلاث اتجاهات داخل الدعوة الأول خوض الانتخابات منفردين، والثاني يشعر بالقلق على المشروع الإسلامي ويرى ضرورة خوض الانتخابات البرلمانية في تحالف إسلامي لمواجهة التيارات العلمانية التي أخذت في الاصطفاف معا لمواجهة الإسلاميين.
أما الاتجاه الثالث – بحسب المصادر- يرى ضرورة الابتعاد عن المشكلات التي تخصم من رصيد الدعوة السلفية وحزبها بالشكل الذي يؤثر على صورة الدين عموما، وهو نفسه الفصيل الذي كان متحفظا على الدخول في العمل السياسي عقب الثورة حرصا على تأثر الدعوة بالسياسية.
ونفى شريف حسنين عضو الدعوة المقرب من عضو مجلس إدارتها الشيخ أحمد فريد، دعم الأخير لحزب "الوطن"، مشيرا إلى أن ثناء فريد على بعض الشخصيات بالحزب الجديد هو من قبيل الأخوة في الله وليس الرضى بما يفعلون.
وقال مصدر بحزب البناء والتنمية- الذراع السياسي للجماعة الإسلامية، إن عدم إقدام الحزب على تكوين تحالف انتخابي مع حزبي النور و الحرية و العدالة، يرجع إلى ظن الحزبين "أنهم سوف يحتفظون بنسبتهم التي حصلوا عليها في الانتخابات الماضية"، مشيراً إلى أن هذه نتيجة حتمية لحالة الزهو التي يشعرون بها".
وأضاف أن الأغلبية العريضة من المجتمع المصري، تبحث عن بديل يكون أقدر وأجدر على الحفاظ على ثوابت الشريعة قولاً.و
فعلا"، موضحاً أن الشعب يريد حماسة مثلما الحال في المجموعة المؤيدة لأ بو إسماعيل، و رجاحة وحكمة حزب البناء و التنمية.