طريق طويل غير ممهد تتوسطه ترعة «رشاح الصرف» ما بين أراضٍ زراعية وطريق آخر تسير عليه السيارات الأجرة والملاكى وعربات الكاور وسيارات النقل، وأيضا «التكاتك»، هذا هو السبيل الوحيد لقرية «ناهيا» التى تقع على أطراف محافظة الجيزة، القرية تجمع كل الفئات بين سكانها، وتجمع «ناهيا» أيضا عددا من الاتجاهات السياسية أبرزها الدينى والليبرالى، ولكن البسطاء من أبنائها يبحثون عن «عيشة كويسة والسلام». عبد الرحمن محمد، صاحب ورشة بويات، أكد أنه لم يحسم قراره حتى الآن لعدم اطلاعه على مسودة الدستور، إلا أنه يتمنى أن تكون نتيجة التصويت قرارا يساعد فى تحسين حال البلد.
الحاج حافظ شحاتة، صاحب كافيتريا، سيصوّت على الدستور ب«نعم»، مبررا توصيته ب«عشان البلد تمشى وتستقر»، مؤكدا أنه قرأ الدستور قبل التصويت عليه، «فى حاجات كويسة وحاجات لأ، الحاجات اللى مش كويسة بتحمى الإخوان، والناس الغلابة مش لاقية تاكل، والأيام دى مفيش لا بيع ولا شراء فى ظل الأوضاع الحالية».
«خطباء المساجد بطلوا يتكلموا فى السياسة بعد انتخابات الرئاسة لأن الناس اتضايقت منهم» كما قال شحاتة، مضيفا «مرة فى خطيب فى مسجد اتكلم فى السياسة بعد صلاة جنازة قامت الناس ثارت عليه، وفى خطباء تانيين متكلموش فى السياسة والتزموا زى الشيخ عبد الشافى إمام مسجد القنطرة، وعشان كده بيحظى باحترام جميع الأهالى، الناس خلاص فهمت إن استخدام المساجد فى السياسة غلط، والعمال والفلاحين مش راضيين عن الإخوان وبيقولوا عليهم وقفوا حالنا».
أما أم عبده، ربة منزل، فلم تحسم موقفها بعد من الدستور، «أنا مش هروح أصلا لأنى مش فاهمة حاجة، ومش عايزه أفهم من حد يفهمنى اللى على مزاجه بس، وأنا مقرتش الدستور بس حتى لو قريته مش هفهمه برضه لأنى مش متخصصة، ونفسى بس المسئولين واللى ماسكين البلد والناس اللى بتطلع فى التليفزيون، يتقوا ربنا فينا».
بينما أحمد محمد، طالب، حسم موقفه بالتصويت ب«نعم»، «عشان يكون عندنا دستور لأن طول مفيش دستور للبلد هتفضل فيها مشاكل».
وفضل خالد أشرف، طالب، التصويت ب«لا» فى الاستفتاء المقرر إجراؤه يوم السبت المقبل، قائلا «أنا مش مقتنع بالدستور عشان فى مواد عايزه تتعدل، وتعديل المواد دى هتستنى لحد ما تخلص انتخابات مجلس الشعب عشان يقر التعديلات دى، طب ليه منعدلش المواد دى من دلوقتى لو النوايا سليمة فعلا عشان يحصل توافق».
وبرر محمود عبدالعظيم، مهندس، موقفه من الاستفتاء على الدستور، «سأصوت ب«لا» رغم أن لدى تخوفات من الخلاف المستقبلى فى حالة رفض الدستور وتكوين تأسيسية جديدة، ولكن الدستور بشكله الحالى لا يعبر عن أطياف الشعب المصرى كافة، وبيظلم فئات كتير، حتى لو أنا مش من الفئة المتضررة من الدستور».