وكأنك فى مدارس فى غزة أو سوريا وقت الحرب.. هذا هو المشهد فى مدرستى الحوياتى الثانوية بنات والقربية الاعدادية بنين، الأثريتين الواقعتين فى شارعى الشيخ ريحان ويوسف الجندى المطلتين على شارع محمد محمود.
فى الحادية عشرة صباح أمس، ووسط رائحة الغاز المسيل للدموع ودخان حريق مكتب الجزيرة بميدان التحرير، اصطحبنا مدير إدارة عابدين التعليمية محمد عطية، من مكتبه بمجمع التحرير، إلى شارع باب اللوق، لنصل منه إلى شارع الشيخ ريحان بعد أن تعذر وصولنا إلى الشيخ ريحان من مدخله بالميدان.
يجلس فى فصول مدرسة القربية أفراد من الشرطة وسط الخراب والدمار. بعض معلمى المدرسة حملوا بعض الاوراق وأشياء أخرى، وبرطمانات تبقت من غرفة الاقتصاد المنزلى من عمل الطلبة، فى أكياس وحملوها معهم فارين بها من الدمار وعلى وجوههم الحسرة والألم، لم يعلقوا سوى بجملة «حسبنا الله ونعم الوكيل..إحنا للأسف مدرسين فى المدرسة، ومش عارفين نعمل ايه ومانعرفش مين اللى سرق، ومين اللى كسر المدرسة».
على يمين المدرسة فى شارع الشيخ ريحان مازال الشباب يرشقون الطوب، ليقابلوا بها رائحة الغازات المسلية للدموع.
سور سطح المدرسة تم تكسير جزء كبير منه، ليستخدم كطوب للرشق، بعض «التخت» وضعت فى زجاج النوافذ كساتر للذين احتلوا المدرسة فى الليل، وثقب أحدهم حائط أحد الفصول من مكان بعيد على النوافذ، «تم استخدامه فى رمى قنابل الغاز»، بحسب محمد عطية.
فى غرفة مديرة المدرسة الاوراق ملقاة على الأرض، وسرق جهاز الكمبيوتر عدا الشاشة.
فى فصل 2-2 كتب على السبورة بتاريخ 19 نوفمبر، نصوص، من أجل مصر، حديث شريف، وتحت السبورة آثار حريق مولوتوف، مياه على الارض، ودخان النخلة المحروقة يملأ الفصل الخرب، كما يشير مهدى محمود مدير أمن الادارة.
يعلق محمد عطية: كان المفروض أن تعود الدراسة فى المدرسة أمس، خاصة بعد أن بذل المعلمون ومسئولو الحى والادارة التعليمية ومدرية التعليم بالقاهرة، قصارى جهدهم طوال أمس الاول الثلاثاء، لإعادة تنظيف المدرستين من الطوب والزجاج المكسر، وتركيب بعض الزجاج للنوافذ، وتغيير مقاعد الفصول التى تكسرت، لكننا جئنا اليوم فى السادسة والنصف صباحا، لنجد خرابا أكبر فى المدرستين، بالإضافة إلى خراب فى مدرسية ليسيه الحرية فى باب اللوق أيضا.
رئيس حى عابدين، خليل غازى ونائب المحافظ للمنطقة الغربية اللواء سيف الاسلام ومديرية مديرية التعليم بالقاهرة شاهيناز الدسوقى تفقدوا أحوال المدارس الثلاث، وساعدوا العاملين على إعادة الامور إلى ما كانت عليه، وإطفاء الحرائق التى نشبت فى فصول المدرستين بسبب إلقاء زجاجات المولوتوف عليها، التى لم تسلم منها النخلات الواقعة بمحازاة سور قصرى المدرستين الاثريتين.
«فصل 3- 1 نجا من التكسير مافيش غير زجاج البلكونة بس»، قالها محمد ابراهيم مدرس الرياضيات بالمدرسة، وهو يحاول ان ينقذ بعض أوراق الطالبات فى مكتب شئون الطلبة الذى رميت كل محتوياته على الارض.
حتى معمل الاحياء فى البدروم ومجسم جسم الانسان الذى يسميه المدرسون هنا «عبدالباسط «لم ينج من فقء عينه فى الأحداث.
المدارس الثلاث هاتفضل مقفولة، وهانفذ خطة ضم المدارس، اللى حطينها من زمان تحسبا للمشكلات دى»، قالها مدير الادارة كاشفا عن أن الخطة التى خرج بها خلال اجتماعه مع مديرى مدارس الادارة أمس فى مدرسة عابدين الثانوية بنات، ستنفذ من الاحد المقبل، ليستكمل طلاب المدارس الثلاث امتحانات نصف الفصل الدراسى، التى لم يؤدوا منها غير امتحان واحد فقط يوم الاحد الماضى