وضعت التحية العسكرية التى أداها وزير الدفاع الحالى عبد الفتاح السيسى للمشير محمد حسين طنطاوى الرئيس السابق للمجلس العسكرى، مساء أمس الأول أثناء عزاء شقيقة الرئيس مرسى، حدا للشائعات التى لاحقت السيسى، واتهمته بأنه تخلى عن رئيسه السابق لمصلحة رئيسه الحالى. قرب التاسعة من مساء أمس الأول، حدثت حركة غير طبيعية أمام مسجد الشربتلى بالتجمع الخامس، الذى شهد مراسم عزاء شقيقة الرئيس، «عدد من كبار الياور يرتدون الزى الرسمى تحركوا بسرعة أمام بوابة المسجد، وأفسحوا الطريق لشخصية مهمة،وما أن اقترب من قاعة العزاء حتى تنبه الجميع أنه حاكم مصر السابق، المشير حسين طنطاوى، الذى توجه إلى حيث يقف مرسى ليقدم له العزاء».
وبالرغم من السيناريوهات التى رسمها البعض عما دار فى القصر الجمهورى قبيل قرار مرسى بإحالة سلفه إلى التقاعد، إلا أن اللقاء الأول لحاكمى مصر الحالى والسابق منذ 3 أشهر، كان حارا وودودا، توجه طنطاوى إلى الصف الذى يتلقى العزاء وحيا مرسى بحرارة.. ثم أكمل طريقه إلى داخل قاعة المناسبات بالمسجد.
لم يبد على طنطاوى التعب، أو علامات المرض كما ردد البعض كان يرتدى حلة سوداء أنيقة وشعره مصفف بعناية.
على الصف الأيمن المجاور لباب القاعة كان يجلس الفريق أول عبد الفتاح السيسى، وزير الدفاع، محاطا بثمانية من كبار رجال القوات المسلحة حضروا بزيهم العسكرى.. وبمجرد أن رأى السيسى والقادة المشير يقترب من القاعة وقفوا باحترام ملحوظ ورفعوا أيديهم بالتحية العسكرية.
توجه طنطاوى أولا للسلام على السيسى، وأفرغ له القادة كرسيا بجوار كرسى الوزير، ليبدأ بينهما حوار هامس استمر نحو ثلث ساعة، هى كل الفترة التى قضاها المشير فى العزاء.
بعد انتهاء المقرئ من تلاوة «الربع» هم المشير بالانصراف، هذه المرة اكتفى الوزير بالسلام عليه باليد، بينما أدى له اثنان من القيادات التحية مرة أخرى، بالطبع التحية لم تكن مصحوبة بدق كعب القدم على الأرض.. لكنها تحية لم يوجهها أى منهم لأى شخص آخر حضر العزاء، بمن فيهم قيادات القوات المسلحة السابقون.. حيث كانت التحية سلاما باليد فقط.
الجميع مازال يشخص ببصره نحو المشير حتى خروجه من المسجد.. فحضوره وضع حدا لسؤال كان هو الأكثر ترددا بين المعزين «فين المشير ما جاش ليه؟ هو مسافر؟ ولا مش هييجى؟» والتكهنات التى كانت تدور على الألسن تتمحور حول «زعل المشير» من عدم دعوته سواء من قبل الرئاسة أو وزارة الدفاع إلى حفل انتصارات أكتوبر الأخير».
الحديث الهامس «الذى بدا وديا جدا» بين المشير والوزير السيسى كان أيضا مثار ملاحظة الحضور.. الذين طالما قرأوا وسمعوا عن سوء العلاقة بين الاثنين، والشائعات التى تحدثت عن أن السيسى شارك فى مخطط الإطاحة بالمشير والفريق سامى عنان، وهو الأمر الذى نفته كل الأطراف مرارا.
أما الفريق عنان والمعروف بأنه شخصية مجاملة وحريص على أداء الواجبات الاجتماعية، فقد كان من أسبق الشخصيات العامة حضورا للعزاء، وغادره قبل حضور وزير الدفاع وقيادات الجيش، وجاور طيلة فترة جلوسه الفريق رضا حافظ، وزير الدولة للإنتاج الحربى العضو السابق بالمجلس العسكرى، وتبادلا حديثا وديا طويلا مع مفتى الجمهورية الشيخ على جمعة.. كما حضر فى وقت لاحق اللواء إسماعيل عتمان، عضو المجلس العسكرى السابق.
ورغم الإعلان عن بدء العزاء بعد صلاة المغرب، إلاّ أن الرئيس مرسى لم يقف لتلقى العزاء إلاّ بعد العشاء، عندما بدأ الشيوخ فى تلاوة القرآن، وكان قد حضر بعد المغرب مباشرة عدد قليل من الشخصيات العامة أبرزهم د.كمال الجنزورى، رئيس الوزراء السابق، ود.سعد الكتاتنى، رئيس مجلس الشعب المنحل، ود.أحمد فهمى، رئيس مجلس الشورى، ومحافظا الجيزةوالقليوبية والمستشار عمر مروان أمين لجنة تقصى الحقائق فى أحداث الثورة.
وأثناء صلاة العشاء طلب الجنزورى من منظمى العزاء وهم من الحرس الجمهورى أن يلتقى الرئيس مرسى فور الانتهاء من الصلاة لأداء العزاء والمغادرة، وبالفعل دخل الجنزورى وبصحبته رئيس الوزراء الذى كان جالسا بجانبه يتحدثان لأكثر من نصف ساعة، لعزاء الرئيس قبل أن يبدأ تلقى العزاء رسميا، ثم عاد للجلوس فى قاعة المناسبات.
وعلى مدخل قاعة العزاء كان ترتيب الواقفين لتلقى العزاء بروتوكوليا لافتا للنظر أيضا، حيث وقف الرئيس مرسى وإلى يمينه نائبه المستشار محمود مكى ثم رئيس مجلس الشورى د.أحمد فهمى ثم رئيس مجلس الشعب المنحل د.سعد الكتاتنى، وهو مشهد تكرر كثيرا فى المناسبات الرئاسية ومن بينها حفل ذكرى انتصار أكتوبر، ويعبر بحسب مراقبين عن الوجود البروتوكولى لرئيس مجلس الشعب المنتخب رغم الحكم بحله قبل تولى مرسى رئاسة الجمهورية.
رئيس الوزراء هشام قنديل حضر فى السابعة مساء، وجلس بمفرده وكانت تظهر عليه علامات الإرهاق الشديد، كما حضر فى الوقت نفسه الإعلامى مصطفى بكرى الذى أثار حضوره الحديث عن هجومه المستمر على الرئيس مرسى والإخوان المسلمين، وغادر بكرى سريعا بعد السلام على الرئيس.
وعقب صلاة العشاء حضر النائب العام المستشار عبد المجيد محمود، الذى أدى واجب العزاء ثم جلس قليلا مع الجنزورى وغادرا المسجد سويا، وبصفة عامة كان الحضور القضائى ضعيفا للغاية، حيث لم يحضر أى من رؤساء الهيئات القضائية، وبالإضافة للنائب العام حضر فقط المستشار حاتم بجاتو، نائب رئيس المحكمة الدستورية العليا الأمين العام للجنة العليا للانتخابات الرئاسية السابقة، والذى جلس بجوار وزير الإنتاج الحربى.
وفى سياق الغيابات أيضا كان ملحوظا غياب المرشحين الرئاسيين السابقين فيما عدا عمرو موسى ومحمد سليم العوا، وكذلك معظم رؤساء الأحزاب عدا أبوالعلا ماضى، رئيس حزب الوسط، وعادل عفيفى، رئيس حزب الأصالة.
وكان لافتا أيضا عدم حضور جميع أعضاء الفريق الرئاسى، حيث حضر فقط اثنان من المساعدين هما د.عماد عبد الغفور ود.عصام الحداد، و5 من المستشارين إلى جانب العوا، هم المستشار محمد فؤاد جادالله وأيمن الصياد ومحمد عصمت سيف الدولة وعمرو الليثى وعصام العريان، الذى حضر بمفرده بعد جميع أعضاء مكتب إرشاد جماعة الإخوان المسلمين وغادر مسرعا.
وشهد العزاء موقفا مثيرا للتساؤل بخصوص الإخوان، هو حضور المهندس خيرت الشاطر مبكرا عقب صلاة العشاء برفقة عدد كبير من الإخوان، وجلوسه فى آخر قاعة العزاء، ثم حضور جميع قيادات مكتب الإرشاد سويا فى الثامنة والربع مساء، على رأسهم المرشد د.محمد بديع ود.محمود عزت ود.محمود حسين وجمعة أمين، حيث جلس هؤلاء سويا بعيدا عن الشاطر لمدة نصف ساعة ثم غادروا.. كما حضر عدد كبير من قيادات الجماعة الوسيطة والمسئولين الإداريين بالجماعة.
أما أكبر الحضور سنا فكان القيادى الإخوانى الشيخ لاشين أبوشنب الذى يبلغ من العمر 85 عاما، والذى أتى لأداء العزاء خصيصا من المنوفية بصحبة عدد من مرافقيه، وأثناء أدائه العزاء قبل الرئيس مرسى رأسه.
وحرص المهندس إبراهيم المعلم، نائب رئيس الاتحاد الدولى للناشرين ورئيس مجلس إدارة «الشروق» على أداء واجب العزاء، كما حضر عدد من كبار الإعلاميين منهم وائل قنديل، مدير تحرير «الشروق» وعماد الدين أديب ومجدى الجلاد ووائل الإبراشى وممدوح الليثى.
ومن كبار رجال الدولة حضر اللواء أحمد جمال الدين، وزير الداخلية وقيادات الوزارة، والمستشار أحمد مكى، وزير العدل، ومحمود بلبع، وزير الكهرباء، وأحمد زكى عابدين، وزير التنمية المحلية، د.على عبدالرحمن، محافظ الجيزة، وعادل لبيب، محافظ قنا، وعادل زايد، محافظ القليوبية، والمستشار محمد عبدالقادر عبدالله، محافظ الغربية، وسعد الحسينى، محافظ كفر الشيخ، كما حضر من السابقين د.على لطفى ود.عصام شرف، رئيس الوزراء الأسبق.
كما زخر العزاء برجال الأعمال مثل رأسهم محمد فريد خميس ومحمد أبوالعينين وعبدالرحمن سعودى وأحمد أبوهشيمة.
ولم يجلس طوال فترة العزاء ياسر على، المتحدث باسم رئاسة الجمهورية، الذى كان حريصا على تحية معظم الحضور والسلام عليهم فى أماكنهم، وكذلك بالنسبة للسفير رفاعة الطهطاوى، رئيس الديوان الرئاسى، ود.أحمد عبد العاطى، مدير مكتب الرئيس واللذان وقفا معظم فترة العزاء خارج قاعة الحضور يشرفان على التنظيم.