أظهرت وثائق ومقابلات أن شريكا إيرانيا لشركة هواوي تكنولوجيز الصينية التي تنفي انتهاك العقوبات الأمريكية على إيران، حاول العام الماضي بيع معدات هوائية أمريكية تشملها العقوبات إلى شركة إيرانية. وتقول الشركة المشترية إم.تي.ان إيرانسل، وهي شركة إيرانية لخدمات الهاتف المحمول، إنها ألغت الصفقة مع هواوي، حينما علمت أن الأجزاء مشمولة بالعقوبات وقبل تسليم أي معدات، وتستخدم هواوي ثاني أكبر شركة لصناعة معدات الاتصالات منتجات من شركة أندرو الأمريكية في بعض الأنظمة التي تبيعها.
وأظهرت وثائق اطلعت عليها رويترز أن شركة سودا جوستار برسيان فيستا التي مقرها طهران وتورد معدات هواوي إلى إيران عرضت بيع 36 هوائيا لأبراج الاتصالات من إنتاج أندرو إلى إم.تي.إن إيرانسل مقابل 14 ألفا و364 يورو، وبحسب أمر شراء من إم.تي.إن إيرانسل بتاريخ 30 نوفمبر 2011 كان من المقرر تسليم المعدات في طهران في الثالث من فبراير شباط 2012.
وثمة اتفاق بين هواوي ومقرها شنتشن بالصين وكوم سكوب المالكة لشركة أندرو لشراء هوائيات أندرو ومعدات أخرى واستخدامها في أنظمة هواوي، وذلك وفقا لما ذكرته كوم سكوب، وأظهرت الوثائق أن هوائيات أندرو كانت جزءا من طلبية كبيرة لمعدات اتصالات هواوي قدمتها إم.تي.إن إيرانسل من خلال سودا جوستار.
وتحظر واشنطن منذ سنوات بيع التكنولوجيا الأمريكيةلإيران، وقالت هواوي، في بيان إنها، ملتزمة بالقانون الأمريكي، وتشترط أيضا على شركات الطرف الثالث مثل سودا جوستار "الالتزام بالقوانين والقواعد التنظيمية المعمول بها"، وانتقدت لجنة الاستخبارات بمجلس النواب الأمريكي هذا الشهر شركة هواوي لعجزها "عن تقديم ما يدعم مزاعمها بالامتثال لجميع العقوبات الدولية أو قوانين التصدير الأمريكية".
وقالت إم.تي.إن الجنوب إفريقية التي تمتلك 49 % في إم.تي.إن إيرانسل، إن شركة الاتصالات الإيرانية طلبت 36 هوائيا صناعة ألمانية لا تشملها العقوبات، لكن "هواوي - من خلال شريكتها الإيرانية سودا جوستار- وفرت تفاصيل (هوائيات) أمريكية الصنع بطريق الخطأ".
وقال بول نورمان، المسؤول بمجموعة إم.تي.إن في بيان: "أدركنا في وقت لاحق أن هذا خطأ ونتيجة لذلك ألغي طلب الصفقة من هواوي، وتم الحصول على المعدات من بائع محلي"، وأضاف، "يوضح الحادث مدى دقة العمليات في إم.تي.إن وإيرانسل لضمان الامتثال" للعقوبات الأمريكية.
وأقر فيك جويانج، المتحدث باسم هواوي، في بيان أن إم.تي، أن إيرانسل ألغت الطلبية، وأضاف، "لم نشارك في تسليم هذا المشروع، لأن هواوي تلتزم التزاما صارما بكل القوانين والقواعد التنظيمية الدولية والمحلية ذات الصلة"، وقال ريك إسبان، المتحدث باسم كوم سكوب، إن الشركة لا علم لها بالصفقة الملغاة.
ووصف هواوي بأنها عميل كبير للهوائيات ومعدات الاتصالات الأخرى من إنتاج كوم سكوب، وأضاف، "يشترون منتجات معينة من كوم سكوب يستخدمونها في أنظمتهم التي يصنعونها لمشغلي الاتصالات اللاسلكية"، وتصنع كوم سكوب منتجاتها في عدة دول من بينها الصين.