تحتفل دار الأوبرا مساء الثلاثاء القادم بعيد ميلادها ال24. هذا العام الاحتفال يشهد اختلافا كبيرا عما كان يقدم من قبل من حيث تنوع الفقرات المقدمة، كما تشهد نفس الليله احتفال الأوبرا بانتصارات السادس من أكتوبر. عازف البيانو المصرى العالمى رمزى يسى يقدم فانتزيا كورالية لبيتهوفن بمصاحبة أوركسترا القاهرة السيمفونى قيادة ناير ناجى وكورال اكابيلا بالإضافة إلى 6 من مغنيى الأوبرا المعروفين، منهم رضا الوكيل ومنى رفلة وإيمان مصطفى جولى فايزى ووليد كريم وهانى إبراهيم.
تقدم فرقة الباليه رقصة فرعونية تصميم ارمينيا كامل. وتقدم الأوركسترا الاحتفالى بقيادة سليم سحاب مجموعة من الأغانى التى تعبر عن احتفالات مصر بذكرى انتصارات اكتوبر. الاحتفال هذا العام يبدأ من خارج المسارح، حيث يفاجأ الجمهور بوجود بعض الفرق الموسيقية تستقبلهم من الخارج، وهو ما لم يكن يحدث من قبل حيث كانت الاحتفالات تبدأ من على خشبة المسرح مباشرة. وسيتم عرض فيلم تسجيلى عن تاريخ الأوبرا المصرية الجديدة والقديمة.
عن هذا أسباب الاختلاف فى تنوع البرنامج عكس ما كان يحدث من قبل حيث كان يقدم شكلا واحدا من الأشكال الغنائية أو الموسيقية. تقول الدكتورة إيناس عبدالدايم رئيس الأوبرا: الاحتفال بعيد ميلاد الأوبرا أمر مختلف لا يتكرر سوى مرة واحدة فى العام، وبالتالى يجب أن نقدم فيه شتى الفنون التى نقدمها على مدى العام. والعام المقبل والذى يشهد ربع قرن على ميلادها سوف يكون أكثر ضخامة وربما نفكر فيما هو أكبر من حيث استضافة نجوم عالمية، وهذا العام اكتفينا بنجم عالمى كبير هو رمزى يسى. وكفنانين نرى أن الاهتمام بعيد ميلاد هذا الكيان يجب أن يأخذ نمطا وشكلا غير تقليدى، وهذا ما جعلنا نقدم هذه التوليفة والتى نبدأها من خارج المسرح حيث يفاجأ الجمهور بان الموسيقى تخرج من كل مكان، والعام المقبل إن شاء الله قد نفكر فى تقديم يوم كامل من الغناء يحتفل كل فنانى مصر معنا من مطربين وفرق موسيقية لشباب مصر الواعد. وأضافت: وخلال احتفالنا ب24 عام على ميلاد الأوبرا سوف نفتتح متحف الأوبرا الذى يضم ملابس أول عرض لعايدة وبعض الصور النادرة.
وأشارت إيناس «انتصار أكتوبر سوف يكون حاضرا معنا وهو الاحتفال الأهم بالنسبة لنا وفى الماضى كان الاحتفال به قاصرا فقط على الموسيقى العربية هذا العام كل الاوبرا سوف تحتفل بالحدث. وأتصور أن الاحتفالات مستقبلا يجب أن تكون بهذا الشكل لن نقدم نمط واحد وكما حدث فى احتفالات يوم السياحة بشرم الشيخ حيث اصطحبنا نجوم الغناء الأوبرالى وموسيقى عربية حتى نقول للعالم إننا نملك ونقدم كل ألوان الفنون. وعن انتقال الاحتفالية إلى الإسكندرية.. قالت: المسرح هناك لا يحتمل هذه الأعداد الضخمة من الفنانين لكننا سنقدم احتفالا، لكن بأعداد أقل.
وحول أهم أحداث هذا العام قالت: أهم ما كان يعنينى هو عودة الفرق العالمية لدار الأوبرا لأنها تعبر عن استقرار مصر وبدأنا الموسم بمجموعة ميونخ بقيادة عادل شلبى، وهناك زيارة أخرى بالتعاون مع سفارة تركيا وهو عمل صوفى لمؤلف تركى معاصر هو سايجون تقدمه أوركسترا أوبرا القاهرة قيادة ناير ناجى، والمفاجأة أن العمل يضم مغنيين من تركيا هم أصحاب العمل الأصليون. أيضا الأسبوع المقبل نقدم فرقة نمساوية تقدم عملا بعنوان الطفلة التركية. نحن نحاول قدر الإمكان دعوة فرق أجنبية بالتعاون مع سفارتها لأن الميزانية الخاصة بالبلد ككل لا تتحمل تحملنا لجميع النفقات. وأتصور أن الفترة المقبلة سوف تشهد تطورا أكبر فى هذا المجال.
الخديوية
دارالأوبرا القديمة «الخديوية» أو دار الأوبرا الملكية كما كان يطلق عليها افتتحت فى 1 نوفمبر 1869 واحترقت فى حريق كبير فى 28 أكتوبر 1971، واعتبرت أول دار أوبرا فى أفريقيا والشرق الأوسط.
وبنيت بأمر من الخديو إسماعيل للاحتفال بافتتاح قناة السويس قام المعماريان بيترو أفوسكانى (من ليفورنو) وروتسيى بتصميمها. وقد صنعت من الخشب وكانت تسع 850 مقعدا. وكان موقعها بالعتبة بين منطقة الأزبكية وميدان الإسماعيلية (ميدان التحرير حاليا) وتم اختيار معزوفة ريجوليتو لفيردى لكى تكون أول عزف فى حفل الافتتاح فى 1 نوفمبر 1869، لكن الخديو إسماعيل كان يخطط فى احتفال أكثر فخامة لافتتاح الأوبرا، بعد أشهر من التأجيل وبانتهاء الحرب الروسية الفرنسية، تم تقديم عمل فيردى الأوبرالى عايدة فى افتتاح عالمى فى دار الأوبرا الخديوية فى 21 ديسمبر 1871. وكان هذا بمثابة افتتاح جديد لها.
دار الأوبرا المصرية، أو المركز الثقافى القومى افتتحت فى 10 أكتوبر عام 1988 وتم تشييد ها كمنحة من الحكومة اليابانية لنظيرتها المصرية بأرض الجزيرة بالقاهرة وقد بنيت الدار على الطراز الإسلامى.
ويعتبر البديل عن دار الأوبرا الخديوية التى بناها الخديو إسماعيل العام 1869 واحترقت فى 28 أكتوبر العام 1971 بعد أن ظلت منارة ثقافية لمدة 102 عاما. كما شاركت اليابان لأول مرة فى مصر والعالم العربى وأفريقيا فى افتتاح هذا الصرح الثقافى بعرض الكابوكى الذى يضم خمسين عضوا بالإضافة إلى فنانين من أعلى مرتبة فى مجالات الموسيقى والأوبرا والباليه.
وتضم الأوبرا الحالية 3 مسارح هى: الكبير 1200 مقعد، والصغير 500 مقعد، والمكشوف 600 مقعد، وتضم فرقة باليه أوبرا القاهرة، وأوركسترا أوبرا القاهرة والأوركسترا السيمفونى، والفرقة القومية للموسيقى العربية، وفرقة عبدالحليم نويرة وفرقة الرقص المسرحى الحديث.