تجرى جماعة الإخوان المسلمين وجناحها السياسى، حزب الحرية والعدالة حركة واسعة من التباديل والتوافيق فى الهيكل الإدارى للجماعة والحزب لإعادة ترتيب البيت الإخوانى من الداخل. وتتجه الجماعة إلى تصعيد بعض القيادات الشابة، وتفعيل دور أمانات المرأة فى إطار استعداداتها للاستحقاقات الانتخابية القادمة فى المحليات، أو البرلمان، بحسب مصادر إخوانية مطلعة.
وتعكف الهيئة العليا والمكتب التنفيذى للحزب على إعادة هيكلة أماناته وقطاعاته والتى تشمل أمانات الاعلام والشباب والتثقيف والمرأة، والبدء فورا فى عقد اجتماعات دورية مع مسئولى المكاتب الإدارية وأمناء الحزب والأمناء المساعدين من أجل الوقوف على آليات عمل حزب الحرية والعدالة فى الفترة القادمة بحسب نفس المصادر.
وأفادت المصادر ب «وجود توجه بدأ تنفيذه منذ أيام فى أمانات الحزب ومكاتبه المختلفة، بضرورة توسيع مظلة عضويته، وضخ دماء جديدة من خارج الرحم الإخوانى، على أن تكون متسقة مع توجهات الحزب، وألا تكون معادية للفكرة الإسلامية، على أن تحتفظ الجماعة بتنظيمها ككيان مغلق، لا يندمج ولا يسمح لأعضائه بالانضمام إلى كتل أو كيانات سياسية أخرى».
وكشفت مصادر أخرى من داخل الجماعة عن أن القيادات المحسوبة على الجناح المحافظ بالإخوان «بدأت الترتيب لتصعيد أحد قيادات الحرية والعدالة ليخلف الرئيس محمد مرسى فى رئاسة الحزب»، مشيرة إلى أن «هناك حالة من التوافق على عدم إسناد مهمة رئاسة الحزب للقائم بأعمال رئيسه فى الوقت الحالى عصام العريان».
وقالت المصادر إن «عددا من أعضاء مجلس شورى الجماعة يناقشون عدة أسماء لتسويقها داخل الحزب والجماعة لخلافة مرسى على رئاسة الحزب، أبرزها فريد إسماعيل، أو أحمد دياب، عضوا الهيئة العليا أو حسين إبراهيم، زعيم الأغلبية النيابية للحزب فى البرلمان المنحل، على أن يتم طرحهم على المؤتمر العام المقبل»، إلا أن ثلاثتهم لم يردوا على الاتصالات المتكررة من «الشروق» لاستجلاء الأمر منهم.
وقال مصطفى عبدالغفار، القيادى باللجنة الإعلامية للحزب: «هناك جهود تبذل حاليا من جانب دوائر صنع القرار داخل الحرية والعدالة، لسد أية فجوات تنظيمية نتجت عن تصعيد الاخوان إلى مواقع الحكم فى مؤسسات الرئاسة والحكومة والمحافظين واستعدادا لانتخابات الشعب والشورى والمحليات المقبلة».
وكشف عبدالغفار عن وضع «برامج معينة واختبارات للتصعيد» تجرى حاليا لتصعيد أكبر قدر من قيادات الصف الثانى والثالث بالجماعة والحزب لتنظيم الصفوف وحسن الاستفادة من الخبرات التى تحتاج إلى اكتشاف وتفعيل للدور، علاوة على البدء فى توزيع استطلاعات للرأى تحمل مقترحات لتطوير عمل الجماعة والحزب واية استفسارات عن ملامح الفترة المقبلة».
وكان القائم بأعمال رئيس الحزب الدكتور عصام العريان، أكد خلال مؤتمر، عقد أمس الأول، «حدوث عطل فى الامانات المركزية للحزب مؤخرا لدوران عجلة الأحداث بشكل أسرع من الجميع، وحدوث تقصير بسبب الانشغال بمحطات عديدة فى العام ونصف العام الماضيين».
وطالب العريان امناء المحافظات ومسئولى المكاتب الإدارية بالبدء فورا فى تفعيل عضوية الحزب بما يملكونه من خبرات فى النشاط المجتمعى والعمل العام، وتوسيع دوائر الاتصال فى محيط الاصدقاء والجيران بهدف «تكوين شبكة تنظيمية فى منتهى القوة لا يستطيع حزب ان ينافسها أو إعلام ينال منها».
من جهته، قال الدكتور محمد البلتاجى، عضو الهيئة العليا للحزب، إن المؤتمر العام سيعقد مطلع أكتوبر المقبل، وأنه يدرس ترشيح نفسه لرئاسة الحزب، للحصول على ثقة أعضاء المؤتمر العام، مشددا على أن القرار النهائى لم يتوصل إليه بعد، لكن من الناحية المبدئية فمن حقه أن يترشح للحصول على ثقة أعضاء المؤتمر العام للحزب.