سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
مصادر مصرية لا تتوقع انفراجة فى أزمة حوض النيل بعد رحيل زيناوى مصدر حكومى: زيناوى جعل سد النهضة مشروعًا قوميًا ولن تتنازل عنه إثيوبيا بسهولة كتبت آية أمان:
ثعلب أفريقيا» وقائد التنمية فى دولته ومحرك صراع دول منابع النيل مع مصر، هكذا عُرف رئيس الوزراء الإثيوبى ميلس زيناوى الذى توفى فجر أمس الأول من خلال سياساته التى وصف من خلالها بقائد الدول الأفريقية وممثلها فى المحافل الدولية، ليكون المحرك الأساسى فى قضية الصومال والنزاع بين شمال وجنوب السودان ومياه النيل التى تتصارع عليها 10 دول مطلة عليه. إدارة زيناوى لملف النيل بشكل شخصى كان وراء تخوف المسئولين المصريين عن ملف المفاوضات مع دول حوض النيل، لعدم توافر الاهتمام المصرى الكافى أمام التحركات الإثيوبية التى كان يقودها زيناوى مع دول منابع النيل والتى انتهت بالتوقيع المنفرد لدول منابع النيل على الاتفاقية الإطارية لحوض النيل دون موافقة مصر والسودان مما يهدد أمنهما المائى لاحتوائها على بنود تحرم مصر من حصتها التاريخية من مياه النيل وتعطى كل الدول الحق فى إقامة مشروعات على مجرى النيل دون الرجوع إلى مصر أو السودان.
وقال مصدر حكومى مسئول إن التحركات التى كان يقودها زيناوى فى ملف النيل ترجمت فى إصراره على بناء سد النهضة الإثيوبى دون موافقة مصر واعتبره مشروعا قوميا لإثيوبيا يضاهى السد العالى فى مصر، وهو الإصرار الذى كان يحاول فيه زيناوى كسب ود الشعب الإثيوبى للفوز بجولة جديدة فى الانتخابات.
وكان لزيناوى تصريحات قبل عامين ونصف العام وصف فيها مصر بالمحرك الأساسى لجماعات التمرد فى إثيوبيا وأنها تسعى إلى زعزعة استقرار دولته، وأكد فيها أن مصر لا يمكنها أن تكسب حربا ضد إثيوبيا على مياه نهر النيل، وأعلن عن تمنيه للحوار مع المصريين قائلا «لا بد أن يقتنع المصريون أنه ما دام الصراع المباشر لن يفلح فالخيار المتعقل هو الحوار المتحضر».
وأضاف المصدر أن استطلاع الموقف فى ملف النيل بعد وفاة زيناوى لا يمكن أن تتضح فيه الرؤية الآن إلا بعد الإعلان عن خليفة زيناوى ومدى علاقته بملف مياه النيل ورؤيته لإدارة الصراع والأزمة فى القرن الأفريقى ومدى اقتناعه بألية وكيفية التعاون مع إسرائيل والقوى الخارجية.
وأكد المصدر أن زيناوى نجح قبل وفاته أن يجعل من سد النهضة مشروعا قوميا للإثيوبين ولن يموت المشروع بوفاته، مؤكدا أن الشعب والحكومة الإثيوبية لن تتنازل عن السد بهذه السهولة ولكن سيكون هناك نوع من المرونة فى التعاون مع مصر بشأن السد ودراسة وتجنب آثاره السلبية على مصر.
وقال مصدر إثيوبى ل«الشروق»، إن القانون يقضى بتعين نائب زيناوى فى منصب رئيس الوزراء لحين إجراء الانتخابات واختيار رئيس وزراء جديد.
وأوضح المصدر الحكومى المصرى أن نائب زيناوى هو وزير الخارجية هيلاماريم ديسالجن، وهو وثيق الصلة بملف حوض النيل ولديه اتصال مباشر بكل القرارات والسياسات الإثيوبية تجاة ملف النيل، ولن يختلف توجهه حول الملف عن توجه زيناوى.
وأكد المصدر أنه مهما كان توجه الشخص الجديد المتولى شئون رئاسة الوزراء فى إثيوبيا سيكون هناك نوع من الاختلاف فى التوجهات الإثيوبية نحو ملف النيل فضلا عن تأثر الدور الإثيوبى فى المنطقة الأفريقية، قائلا إنه «لا يمكن الاعتماد على المنطق فى تخيل السياسة الجديدة لإثيوبيا ولكن جميع التكهنات ستعتمد على توجه رئيس الوزراء الإثيوبى الجديد».