كشف عطل فى ثلاجة حفظ الموتى بمشرحة المستشفى العام بالإسماعيلية عن وجود جثتين لشخصين مجهولين فى حالة تحلل شبه تام، يرجع تاريخ دخولهما المستشفى إلى أحداث الثورة وتحديدا يومى 27 و28 يناير، ولم تتضح حتى الآن ملابسات بقاء الجثتين طوال هذه الفترة أو أسباب الوفاة، فى الوقت الذى طالب ناشطون النيابة العامة بالتحقيق فى الواقعة. وكانت إحدى ثلاجات حفظ الموتى قد تعطلت قبل أيام، واكتشف المسئولون عن إصلاح العطل وجود 6 جثث فى الثلاجات، من بينها جثتان لشخصين مجهولى الهوية فى حالة تحلل شبه تام، بينما دخلت الجثث الأربع الأخرى فى تواريخ تالية، من بينها جثث معلومة الاسم والعنوان، ولم يتسلمها ذووها.
وقال الناشط الحقوقى عضو جمعية بناء لتنمية المجتمع، وليد جيلانى، ل«الشروق» إنه تقدم بطلب لإدارة المستشفى لدفن الجثث فى مقابر الصدقة، وحين عاد إلى سجلات المستشفى اكتشف عدم وجود أى بيانات استقبال أو تقارير طبية تفيد بحالة الجثتين أو أسباب الإصابة، سوى أنهما دخلتا أثناء أحداث الثورة، فى سيارة الإسعاف رقم 42.
وأضاف جيلانى أنه تقدم بطلب للنيابة العامة لاستخراج تصريح دفن الجثتين بعد موافقة المستشفى على تسليمهما لدفنهما، ولفت إلى أنه أثناء سؤال بعض العاملين بالمستشفى علم أن إحدى الجثتين مصابة بطلق نارى، لذا وجه خطابا للنيابة العامة التمس فيه ندب الطبيب الشرعى، وإجراء تقرير الصفة التشريحية، للوقوف على أسباب وظروف الوفاة وما إذا كان هناك شبهة جنائية من عدمه، خاصة أن التقرير الطبى الخاص بالجثتين، الذى اجراه إخصائى للجراحة بالمستشفى، لم يحدد سبب الوفاة.
واعترفت إدارة المستشفى، خلال خطاب موجه إلى رئيس نيابة ثالث الإسماعيلية لاستخراج تصريح بالدفن، بوجود الجثتين منذ أحداث ثورة يناير.
من جانبه، قال سيد فؤاد المحامى انه تم تحرير المحضرين 1314 و1315 إدارى قسم ثالث الإسماعيلية، لإثبات الواقعة، مضيفا: «توجهنا للنيابة العامة أمس الأول لتقديم بلاغ لإجراء تحقيق فورى فى الواقعة، إلا أن النيابة اشترطت توقيع المحامى العام على البلاغ». وطالب فؤاد بإجراء تحقيق فورى مع مسئولى المستشفى عن تقصيرهم فى أداء مهامهم وترك الجثث بالثلاجات حتى تحللت دون اتخاذ أى إجراء لدفنها.
وحاولت «الشروق» الاتصال بالدكتور سعيد الشربينى مدير المستشفى العام لمعرفة تفاصيل الموضوع إلا إنه لم يرد على هاتفه المحمول.