«هنقابلكم فى الجنة».. عبارة جاءت فى لافتة ضخمة رفعها عدد من النشطاء أعلى مدخل نفق العباسية، حيث بداية شارع الخليفة المأمون المؤدى لوزارة الدفاع، وتحيط بالعبارة صور لشهداء سقطوا خلال مواجهات العباسية الدامية. أسفل اللافتة نصب المتظاهرون المتاريس والأسلاك الشائكة وأقاموا لجانا شعبية، فور تجاوزها تستقبلك صورة للشهيد علاء عبدالهادى بابتسامته المعروفة، وبجوارها لافتة كتب عليها «عيادة الشهيد علاء الميدانية».
مدخل شارع الخليفة المأمون لم يكن هو الثكنة العسكرية الوحيدة فى محيط ميدان العباسية، حيث تحولت كل الشوارع المحيطة إلى مناطق «محظورة» ووضع السكان على مدخل شوارعهم الجانبية أسلاكا شائكة ومتاريس لمنع مرور متظاهرين أو بلطجية.
وأغلقت قوات الأمن المركزى كوبرى العباسية فى وجه السيارات «حتى لا يكون منصة للهجوم على المتظاهرين»، بحسب أحد الضباط.
فى الجانب القريب من وزارة الدفاع، وجدت المدرعات وقوات مشتركة من الجيش ووزارة الداخلية، لتأمين الوزارة، وفى مواجهتها، ومن خلف الأسلاك الشائكة، اصطف العشرات من المدنيين كدروع بشرية لتحول بين قوات الأمن والمعتصمين.
بجوار الحواجز جلست سيدة فى الستينيات من عمرها على ركبتيها وهى تبكى أمام السلك الشائك قائلة لأحد قيادات الجيش «بالله عليك أوعوا تضربوا الشباب دول، إنتم فى النهاية مصريين»، ليرد عليها من خلف تلك الأسلاك «يا أمى إنت مصرية وأنا مصرى، وفى النهاية اللى يهمنا مصلحة البلد»، ليهتف المعتصمون: «إحنا جيشنا فوق الروس.. والمجلس تبع المخلوع».