توجه منظمة الصحة العالمية رسالة للعالم فى الأسبوع الأخير من أبريل الغرض منها إلقاء الضوء على أهمية التطعيم فى القضاء على الأمراض المعدية خاصة فى الأماكن الفقيرة على كرتنا الأرضية. تحتفل المنظمة بأسبوع التطعيم بفاعليات عديدة تشير إلى ضرورة التوعية بدور اللقاحات المختلفة فى حماية أرواح البشر من أمراض تزحف فى موجات مد بلا جزر.
يذكر العالم أول انتصار للتطعيم والذى قضى تماما على مرض الجدرى منذ عقود ثلاثة وأعقبه العديد من اللقاحات والتطعيمات الواقية التى تضمن الحصانة من الإصابة بالتهاب السحايا الوبائى والحمى الصفراء وأخيرا الأنفلونزا بأنواعها.
لم يعد الأمر قاصرا الآن على الأطفال الذين يحصلون على تطعيمات تضيف إلى مناعتهم مناعة طويلة الأجل من نوع خاص مثل الطعم الثلاثى للدفتريا والسعال الديكى والتيتانوس وطعم شلل الأطفال والحصبة بل تعدى الأمر إلى الكبار أيضا كالتحصين ضد الأنفلونزا وسرطان عنق الرحم الناجم عن فيروس الورم الحليمى البشرى.
هناك العديد من اللقاحات الحديثة التى تحول الإمكانيات الاقتصادية المحدودة للعديد من دول العالم دون الحصول عليها حماية لأطفالها من أمراض خطيرة مثل الالتهاب الرئوى والإسهال. هناك تحد خاص لتلك البلدان غير القادرة على إدراج تلك التطعيمات فى جدولها الوطنى، الأمر الذى يحتاج لتدخل المجتمع الدولى والمنظمات الدولية غير الحكومية للمعاونة فى دعم تلك البرامج الوطنية.
رغم هذا التقدم الهائل فى تقنية التطعيمات واللقاحات إلا أن هناك تحديات تبدو بالغة التعقيد فحتى الآن مازالت الجهود لا تفى بتوفير تطعيم لأمراض مثل الإيدز أو الملاريا.
التوعية بأهمية التطعيم دعم للمناعة من الأمراض المعدية القاتلة يجب أن تتضافر من أجله كل الجهود على جميع المستويات الرسمية كانت أو الشعبية. آمل بأن تتمكن منظمة الصحة العالمية بالفعل من أن تصل إلى كل المجتمعات التى تواجه احتياجا حقيقيا لمقاومة الأمراض بالاستعداد لها بتحصينات فعلية. أن تصل الفكرة للأمهات خاصة فى كل المجتمعات بوضوح فهن بلا شك الأقدر والأحرص على حياة أطفالهن.