الوقاية خير من العلاج.. قول يتردد بكل اللغات فى كل حضارات الإنسان على اختلاف الثقافات.. ويسعى العلم لتأكيده بكل ما يملك من وسائل. التحصين ضد المرض يتناول الأمصال واللقاحات.. قد يبدو ضروريا فى العقدين الأولين من حياة الإنسان. ولكن هل دعم المناعة أمر واجب فى مرحلة الطفولة فقط؟
مع التقدم فى العمر تنحسر قوى المناعة بصورة طبيعية، لذا كان من الضرورى أن نعاود دعمها حتى تمتد أيام الخريف بلا خوف من شتاء قادم.
رغم أن معظم اللقاحات الشائعة يتناولها الإنسان فى العقدين الأولين من حياته إلا أن هناك مؤشرات علمية تدعو لأن تتم مراجعات تؤيد أن توصى الهيئات المعنية بأمور الشأن الصحى الدولى بضرورة أن يتناول الإنسان تلك التطعيمات مع التقدم فى العمر حماية للإنسان نفسه ومجتمعه المحيط به وتحرزا لتفشى الأمراض.
هناك بلا شك جداول تلتزم بها الهيئات الصحية فى كل بلاد العالم لتحصين الأطفال وفقا لأعمارهم لكن هذا بلا شك يتوقف على فاعلية النظام ذاته والتزامه بسياسة صحية واضحة المعالم.
إذا افترضنا أننا قد حصلنا على كل التطعيمات اللازمة فى طفولتنا فهناك أيضا بعض المتغيرات التى يجب أن ننتبه إليها مثل ظهور أنواع جديدة من اللقاحات التى لم تكن قد توافرت من قبل مثل لقاح فيروس الورم الحليمى «Human Papilloma Viruo» الذى يوصى به الآن لكل الفتيات قبل الزواج أو لقاح الهربس العصبى الذى يلقب بالحزام النارى نتيجة للآلام المبرحة التى يتعرض لها من يصيبه عدواه خاصة كبار السن.
أيضا هناك لقاحات يجب التأكد من تلقيها قبل السفر لمناطق معينة تنتشر فيها أمراض معروفة متوطنة.
لذا فالتحصين ضد الأمراض باستخدام اللقاحات المختلفة لم يعد أمرا قاصرا على الأطفال وحدهم بل دخل الكبار أيضا الدائرة.
مناعة القطيع
هو لفظ على غرابته يعكس الصدق العلمى لأثر انتشار ثقافة اللقاحات الصحية فى المجموعات. إذا تحصن الإنسان باللقاح الملائم كالإنفلونزا مثلا فعند إصابته بالعدوى تواتيه الأعراض بصورة أقل حدة لكن الأمر لا يتوقف عند ذلك إنما يتعداه إلى حمايته من المضاعفات القاتلة مثل الإلتهاب الرئوى. أيضا تقل الفترة التى يصبح فيها معديا للآخرين فإذا تحصن الجميع بتناول اللقاح فى وقت مناسب حصلوا على مناعة جماعية قد تقيهم تطور المرض وتحد من خطره وانتشاره.
عود على بدء
كان من الطبيعى أن تتركز لقاحات الوقاية فى السنوات الأولى من عمر الإنسان. فالمناعة الطبيعية تدعمها التجارب اليومية بينه وبين الطبيعة المحيطة به. إذن فى الأيام والشهور الأولى يحتاج الإنسان لدعم يأتيه من خارج الجسم إلى أن يبدأ جهازه المناعى فى الاعتماد على نفسه فى الدفاع عن خلاياه وأنسجته بعد التعرف على مسببات المرض المختلفة.
مع التقدم فى العمر يفقد الإنسان الكثير من آليات القدرة على ردع هجوم الميكروبات المسببة للمرض وتنحسر قدرات جهازه المناعى الأمر الذى يجعله صيدا سهلا لأنواع العدوى الشائعة.
يعود الإنسان إلى خطوط المناعة الخلفية ليراجع حسابات رصيده الباقى والذى بلا شك يعتمد على ما ادخره من طاقات من المفترض أن يحصد فوائدها المركبة الآن. مهما كان حجم الرصيد فإنه بلا شك فى حاجة إلى ما يدعمه أملا فى أن تمتد أيام الخريف مليئة بالصحة يغيب عنها تماما ظل شتاء قادم.
أى اللقاحات يوصى بها لمن تجاوزوا الخمسين فأكثر؟
1 لقاح الإنفلونزا
يعطى فى جرعة واحدة فى الخريف أو الشتاء سنويا.
يتناوله كل من يرغب فى حماية نفسه ومن حوله من خطر الإنفلونزا.
لا يجب إعطاؤه لمن يعانون من حساسية ما: للقاح أو للبيض أو أى إنسان أصابته متلازمة جيلان باريه خلال خمسة أسابيع بعد تلقى اللقاح مرة سابقة «أعراض تنفسية خطيرة تعود للحجاب الحاجز» ولا يعطى أبدا عن طريق الأنف لمن تعدوا الخمسين.
2 لقاح الإلتهاب الرئوى «Pneumococcal»
يعطى فى جرعة أو جرعتين فى أى وقت لكل من تعدى الخامسة والستين من عمره فأكثر خاصة من لديهم أمراض مزمنة مثل السكر أو يعانون من أى أمراض المناعة أو تضرر الطحال أو استئصال بجراحة لسبب أو لآخر. لمن تتهدده أى إصابة بالرئة أو مدمنى التدخين.
يعطى للذين تقل أعمارهم عن 65 سنة ولم يتلقوا الطعم فى طفولتهم فى سلسلة من ثلاث جرعات وجرعة تقوية بعد عشر سنوات.
أما الذين تناولوا الطعم فى طفولتهم فيكتفى بجرعة تقوية كل عشر سنوات.
4 الجديرى المائى «Varicella»
يعطى فى جرعتين يفصل بيهما 4 8 أسابيع
يتناوله كل من لم يتعرض للإصابة به ولم يتم تطعيمه.
لا يجب تطعيم الحوامل أو من لديه ضعف فى جهاز المناعة «مريض أو لديه أحد أمراض المناعة» أو لديه حساسية.
5 الالتهاب الكبدى الوبائى « Hepatitis A»
يعطى فى جرعتين بينهما ستة أشهر.
يتناوله كل من يرغب فى التحصن من المرض. كل مريض بمرض مزمن فى الكبد ومنهم أمراض تجلط الدم، والعاملون بقطاع إنتاج الغذاء، المسافرون لأماكن قد يضطرون فيها لتناول الطعام فى أماكن مفتوحة.
يراعى وجود أى حساسية للقاح.
6 الالتهاب الكبدى الوبائى «Hepatitis B»
يتناوله فى 3 جرعات. 4 أسابيع بين الأولى والثانية، 8 أسابيع بين الثانية والثالثة.
يتناوله كل من يرغب فى التحصين من المرض، من يعانى من مرض مزمن بالكبد، عدوى الإيدز أو مرض نقص المناعة، مرضى الفشل الكلوى، من يعملون فى مجالات قد تعرضهم لخطر العدوى مثل الجراحين والممرضات.
يراعى وجود أى حساسية للقاح.
7 لقاح المكورات السبحية «Meningiococcal»
يعطى فى جرعة واحدة.
يجب أن يتناوله المسافرون لمناطق ينتشر بها التهاب السحايا، أيضا يجب أن يتناوله من يعملون فى مجالات تعرضهم للعدوى.
يجب دائما التأكد من خلو من يتناوله من أعراض الحساسية للقاح.
8 لقاح هربس زوستر «Shingles, Toster»
إذا ما أصيب الإنسان فى طفولته بالجديرى المائى «فيروس الفارسيلا» فإن الفيروس يلزم الأعصاب ولا يغادرها إلى أن يتعرض الإنسان فيما بعد لعدوى «Varicella Zoster Vuries» وكانت مناعته منخفضة فإن الإنسان يتعرض لنوبات من الألم القاسية يصاحبها ظهور بثرات مؤلمة تحدد مسار بعض الأعصاب فيما يطلق عليها الحزام النارى.
تناول اللقاح يقى من تجاوزوا الستين من أعمارهم تلك الآلام التى قد لا يحتملون وقعها.
يعطى لمرة واحدة ولا يتناوله من لديهم حساسية أو يعانون من أمراض المناعة.
استخدام الأمصال واللقاحات لوقاية الإنسان من خطر الأمراض أمر واجب ليس فى مرحلة الطفولة فقط إنما هو أيضا لازم للكبار خاصة من تعدوا سن الشباب والذين تنحسر قوى المناعة لديهم بتقدم العمر بصورة طبيعية.
المصل واللقاح
المصل: Antiserum
هو سائل من الدم يحتوى على أجسام مضادة Antiboclies يتم صنعها فى المعامل وتعطى للإنسان كوسيلة للتحصين ضد الأمراض المختلفة.
حقنها فى الإنسان يماثل الوجبة الجاهزة التى يأكلها الإنسان دون أن يشارك فى إعدادها أو يتدخل فى صنعها.
الأجسام المضادة تحضر بحقن الحيوانات بالميكروب فى العمل، الأمر الذى يقابله تكوين أجسام مضادة فى الدم تفصل عن مكوناته وتمر بمراحل متعددة حتى تصبح صالحة للحقن فى الإنسان.
اللقاح: Voccin
هو مستحضر بيولوجى يستخدم فى تحضيره إما الميكروب نفسه أو بعض من مادته الجينية أو مسمومة. يحقن فى الإنسان لتنشأ عنه تفاعلات مناعة مهمة قد تعالجه أو تطور من أساليب مناعته لمقاومة المرض وقد تصيبه ببعض أعراض المرض المخففة مثل الصداع وارتفاع درجة الحرارة.
تحضر اللقاحات إما من الميكروب نفسه بعد القضاء عليه (لقاحات شلل الأطفال، التهاب الكبد الوبائى A، الإنفلونزا، الكوليرا، الطاعون، أو يحضر اللقاح أيضا من الميكروب بعد إضعافه «الحمى الصفراء، الحصبة الألمانى، الغدة النكفية، الدرن،» أو يحضر باستخدام سموم الميكروب كلقاح الدفتيريا).