اعتبر الكاتب المصري عاصم الدسوقي، أن ما تعيشه مصر منذ اندلاع الاحتجاجات الشعبية يوم 25 يناير 2011 "حالة ثورة وليس الثورة" نظرا لأن أهداف الثورة لم تتحقق بسبب عدم وصول الثوار إلى الحكم. وأضاف اليوم الثلاثاء، في افتتاح ندوة عنوانها (ثورة 25 يناير 2011 بين ماضي الثورات العربية وحاضرها) أن مصر عاشت تجربة "حالة الثورة" في تاريخها الحديث منذ طالب الزعيم أحمد عرابي في يناير 1881 بعزل ناظر الحربية وتعيين مصري بدلا منه وأن "حالة الثورة" ظلت متفاعلة حتى قضى عليها الاحتلال البريطاني للبلاد في سبتمبر 1882.
وجاء كلام الدسوقي وهو مؤرخ بارز متخصص في التاريخ المعاصر الاقتصادي والاجتماعي في الندوة التي تنظمها الجمعية المصرية للدراسات التاريخية وافتتحت بالمجلس الأعلى للثقافة بالقاهرة ويشارك فيها باحثون ومؤرخون من عدة دول لبحث مقدمات ونتائج الاحتجاجات التي أطاحت العام الماضي بحكم الرئيس المصري السابق حسني مبارك، إضافة إلى مناقشة تجارب عدد من الثورات العربية.
وقال الدسوقي (73 عاما) في بحث عنوانه (الثورة وحالة الثورة) إن مصر عاشت "حالة الثورة" منذ مارس 1919 احتجاجا على اعتقال الزعيم سعد زغلول ونفيه مع زملائه واستمرت هذه الحالة الثورية حتى 28 فبراير 1922 حين أعلنت بريطانيا استقلال مصر كدولة ملكية دستورية تحت الحماية البريطانية "ولم تحقق الثورة أهدافها وفقا لشعار.. الاستقلال التام أو الموت الزؤام".
وأضاف أن "ثورة 23 يوليو 1952" هي الثورة المصرية الوحيدة التي حققت أهدافها، حيث استولى الضباط الأحرار الذين قاموا بها على السلطة خلال ساعات.
وبدأت الندوة بمحاضرة لأحمد زكريا الشلق عن جهود المؤرخ المصري الراحل رؤوف عباس (1939- 2008) وتلاها تكريم المؤرخين المصريين محمود إسماعيل ونيللي حنا.
وتناقش الندوة على مدى أربعة أيام قضايا منها (الأبعاد الدستورية لثورة يناير 2011) و(تداعيات الثورة المصرية على العالم الثالث) و(الجيش المصري بين ثورتي 23 يوليو و25 يناير) و(شباب 25 يناير.. ثورة بلا قائد) و(دور الفيسبوك في اندلاع الثورة) و(رؤى النخبة المثقفة في إسرائيل لثورة يناير) و(الربيع العربي من تونس ومصر إلى سوريا) و(جدل الديمقراطية وتراث الفكر السياسي في الثورة اليمنية) و(مصر وثورة اليمن 1962-1968) و(الثورة السورية 1925- 1927) و(الثورة الظفارية بين الأوضاع الداخلية والأجندات الخارجية 1965-1975).
ومن المشاركين في الندوة العمانية عفاف السيد العلي، والتونسي عبد الواحد المكني، والسعودي فوزي أسعد نقيطي، واليمني أحمد السري، والروسي جينادي جارياتشكين، ومن المصريين عادل غنيم ومحمد نعمان جلال وحسن نافعة وجمال شقرة وحلمي شعراوي وعماد أبوغازي وعبد الحليم نور الدين.