بثقة شديدة سوف تثبت موجات الحر الشديد صدقها من عدمه وعدت شركات توزيع الكهرباء وجهاز تنظيم مرفق الكهرباء المستهلكين بصيف هادئ يخلو من سياسة تخفيف الأحمال التى عانت منها جميع محافظات مصر من أقصاها إلى أقصاها الصيف قبل الماضى وأكدت الشركات أنها اتخذت جميع الاستعدادات اللازمة لمواجهة الحمولة الزائدة فى استهلاك فصل الصيف وخاصة شهر رمضان الذى يأتى فى عز الصيف. ولكن مقابل هذا الوعد طالبت الشركات المستهلكين بترشيد استخدام الكهرباء لتجنب الفواتير «اللاسعة» من ناحية ولتوفير الطاقة الكهربية لتوجيهها لمن يحتاجها فى الارياف والمناطق النائية إلى جانب احتياجات النمو فى النشاط الاقتصادى.
طاقات جديدة
«هناك استعداد جيد لمواجهة الاحمال الزائدة لفصل الصيف من خلال تنفيذ خطط صيانة المحطات من ناحية والقدرات الجديدة التى أضيفت مؤخرا للشبكة الكهربائية»، يقول الدكتور حافظ السلماوى المدير التنفيذى لجهاز مرفق تنظيم الكهرباء وحماية المستهلك مشيرا إلى دخول محطات جديدة الخدمة من بينها محطة 6 أكتوبر بطاقة 600 ميجاوات بالإضافة إلى محطات دخلت جزئيا الخدمة العام الماضى مثل محطة دمياط ومحطة الشباب وتم استكمالها هذا العام بطاقة 1500 ميجاوات وهى جزء من الخطة الإسعافية التى تم وضعها عام 2010 بطاقة 2100 ميجاوات فضلا عن توسعات محطات غرب القاهرة، لذلك لا يتوقع السلماوى حدوث أية مشكلات فى قطاع الكهرباء هذا الصيف واستبعد العمل بسياسة تخفيف الأحمال من خلال قطع التيار الكهربائى بالتناوب على جميع المستهلكين خاصة القطاع المنزلى، وقال إن معدل نمو استهلاك الكهرباء يرتبط بالنمو فى الناتج القومى متوقعا ألا يزيد معدل النمو فى استهلاك الكهرباء على 4% إذا ما تحقق نمو فى الناتج المحلى ب3%.
يؤكد حافظ السلماوى على ضرورة ترشيد استهلاك الكهرباء فى جميع القطاعات خاصة القطاع المنزلى الذى يستهلك 40% من الطاقة المولدة وطالب المستهلكين بترشيد استهلاك الأجهزة كثيفة استهلاك الكهرباء مثل أجهزة التكييف والسخانات خاصة فى ساعات الذروة التى تبدأ بعد أذان المغرب ولمدة 4 ساعات تقريبا.
الإضاءة العامة عنصر مؤثر فى فترة الذروة على الرغم من أنها من القطاعات الداعمة أى أنها قيمتها أكبر من تكلفتها إلا أن لها تاثيرا سلبيا على الاستهلاك لأنها تبدأ مع ساعات الذروة وذلك بحسب مدير مرفق تنظيم الكهرباء الذى يرى ضرورة تنفيذ الخطة التى وضعتها وزارة المالية لاستبدال اللمبات بأخرى أكثر كفاءة وترشيدا مؤكدا أن الخطة لا تسير بالسرعة الكافية.
صيف هادئ
المهندس أسامة عسران رئيس شركة جنوبالقاهرة لتوزيع الكهرباء يتوقع صيفا هادئا أفضل من العام الماضى وخال من «تخفيف الأحمال» لكنه يربط ذلك بضرورة اتباع سلوك استهلاكى رشيد خاصة فى شهر رمضان الذى تمتد فيه ساعات الذروة لفترة أطول من المعدلات الطبيعية لها خاصة أن أزمة البوتاجاز أثرت على استهلاك الكهرباء بعد أن لجأ الكثيرون إلى أفران وسخانات الكهرباء كبديل لاسطوانات الغاز» وفقا لما يقوله عسران.
وفى الإسكندرية يشير المهندس محمد بكر رئيس شركة الإسكندرية لتوزيع الكهرباء الى ملامح الخطة التى وضعتها الشركة لأشهر الصيف للخروج بموسم نظيف سواء لأهالى الإسكندرية أو المصطافين وشملت الخطة التوسع فى قدرات المحولات القائمة لمواجهة الزيادة المتوقعة للأحمال وترشيد استخدام الطاقة من خلال تحسين الجهود الكهربية لدى المشتركين والتوسع فى تركيب اللمبات المدمجة الموفرة للطاقة حيث تم تركيب ما يقرب من مليون لمبة ساعدت أيضا فى الحفاظ على البيئة الى جانب ترشيد الإنارة العامة باستبدال اللمبات الصوديوم بلمبات موفرة للطاقة وترشيد الطاقة على مستوى الفنادق والقرى السياحية حيث تم حصر وتصنيف جميع الفنادق والقرى السياحية والمراكز التجارية وتركيب لمبات موفرة للطاقة. كما شملت الخطة بحسب بكر التوسع فى تركيب العدادات المسبقة الدفع خاصة فى قرى الساحل الشمالى وتفعيل مركز تلقى البلاغات واستفسارات الجمهور والمزود بأحدث تقنية فى مجال الاتصالات والحاسبات الآلية ومكتب تلقى الأعطال.
استعداد مبكر
«استعدادنا بدأ من الصيف الماضى» يقول المهندس عوض منصور رئيس شركة البحيرة لتوزيع الكهرباء لافتا إلى قيام الشركة برصد 85 مليون جنيه لمواجهة تطورالأحمال الزائدة وأعمال الصيانة والتوسعات فى الشبكة.
«لن يحدث انقطاع للتيار الكهربائى هذا الصيف» يعد «منصور» عملاء الشركة شريطة أن يتعاونوا بدورهم مع الشركة من خلال ترشيد الاستهلاك وقت الذروة مؤكدا أن المستهلك يستفيد من هذا الترشيد أولا قبل الشركة «لو مفيش تعاون من الناس لا نضمن استمرار التيار».