«منظومة الخبز المدعم الحالية تخلق مجموعة من الفاسدين وأصحاب المصالح»، ومستوى تخزين القمح غير آدمى وكذلك حال جميع سلاسل العرض. هذا ما أكده الدكتور أنور المفتى مستشار وزير التموين والتجارة الداخلية خلال ندوة منظومة الخبز المدعم التى نظمتها كلية الاقتصاد والعلوم السياسية. لافتا إلى أن عقوبات المخالفات التموينية طفيفة وتشجع على تكرارها، فى حين حاول المهندس فتحى عبدالعزيز وكيل وزارة التموين المختص بالمنظومة أن يخفف من تلك الانتقادات، مشيرا إلى وجود عقوبات رادعة على المخالفين. «المفتى» الذى كان يعرض دراسة عن تطوير منظومة الخبز المدعم تقوم على تحرير عمليات الإنتاج ليقتصر الدعم على المرحلة الأخيرة قال إن التسرب فى جميع مراحل إنتاج الرغيف تقدر بنحو 39% خلال عام 2010 وفقا لدراسة أجراها برنامج الغذاء العالمى بالتعاون مع مركز القاهرة الديموجغرافى وأكدت ذات الدراسة انخفاض جودة الخبز بحسب نحو 67% من سكان الحضر و63% من سكان الريف. «النظام الحالى للرغيف المدعم غير كفء وغير فعال» بحسب مستشار وزير التموين الذى يشير إلى أن نصيب الصعيد الذى يوجد به 61% من الفقراء لا يتجاوز ال 35%، كما أن أفقر 20% من السكان يحصلون على 9.5% فى حين يحصل أغنى 20% على 39.3%. 240 مليون رغيف يتم إنتاجها كل طلعة شمس بمتوسط 3 أرغفة للفرد لكن لا يوجد أى نظام للمحاسبة والتاكد من وصول هذا الدعم لمستحقيه بحسب أنور المفتى الذى يرى أن خطة إصلاح هذه المنظومة التى تتبناها وزارة التموين حاليا وتعمل على تنفيذ المرحلة الأولى لها فى المدى القصير هى الحل لجميع مشاكل النظام الحالى.والإصلاح كما يقول «المفتى» يهدف إلى توفير رغيف خبز عالى الجودة من خلال تحرير مراحل إنتاج الرغيف للقضاء على الفاقد والتسرب ويكون الدعم فى المرحلة الأخيرة، ويتم توزيع الخبز بالبطاقة التموينية أو الرقم القومى أو البطاقة الذكية، أما المرحلة الأولى للتطبيق فسوف تقتصر على مرحلة تحرير الطحن ليتم استكمال المنظومة خلال عامين ونصف العام.
نقدى أم عينى
ورغم أنه الأسلوب الأمثل من وجهة نظره فإن المفتى يتحفظ على تطبيق الدعم النقدى حاليا لصعوبة تطبيقه فى ظل آليات سوق غير كفؤة وفى ظل ممارسات احتكارية فيما يرى الدكتور سعد الحسينى رئيس لجنة الخطة والموازنة ضرورة توحيد أسعار السلعة فى سعر واحد، مطالبا بجرأة اتخاذ القرار بعد الثورة «مفيش فى العالم تعدد أسعار، أعطى الناس فلوس فى ايدها وحرر رغيف العيش»، وقال إذا كانت هذه العملية صعبة الآن فيمكن التدرج فى التنفيذ، لكن لابد من البدء فى المرحلة الأولى من المنظومة الجديدة مؤكدا أن البرلمان سيساعد الحكومة فى اتخاذ قرارات جريئة فيما يتعلق بالدعم. قال «الحسينى» إن نسبة التسرب فى رغيف الخبز تعادل نحو 4 مليارات جنيه من جملة 11 مليارا تخص دعم الخبز، وهذا المبلغ يكفى لتثبيت جميع العاملين المؤقتين فى الحكومة، ودعا الحسينى إلى تحقيق الاكتفاء الذاتى بنسبة معقولة للقمح والسلع الأساسية.
300 مليون رغيف يوميًا
نستهلك 9 ملايين طن قمح سنويا بحسب فتحى عبدالعزيز وكيل وزارة التموين مشيرا إلى إنتاج 300 رغيف يوميا يتم استهلاكها، ورغم وجود مشاكل فى التخزين والصوامع فإن الوزارة ملتزمة بإنتاج هذه الكمية، وقال عبدالعزيز إن الوزارة اتخذت خطوات ضد تسرب الدعم، كما أن عقوبة المخالفين فى المخابز تصل إلى 1200 جنيه فى الطن. ويرى الدكتور طارق مرسى الأستاذ بكلية الاقتصاد والعلوم السياسية أن مصر تعد أحد كبار المستوردين للقمح ويجب أن تكون لاعبا رئيسيا فى تحديد السعر العالمى واستخدام آلية الشراء الآجل فى السوق العالمى مؤكدا أهمية تقليل الفاقد وزيادة نسبة خلط القمح بالدقيق الذرة.